الاخبار

الاثنين، 27 أكتوبر 2014

معادلة انشيلوتي

 منشور في جريدة "الراي" الكويتية


 كتب: سهيل الحويك


تختلف مباراة الـ«كلاسيكو» بين ريال مدريد وبرشلونة عن أي استحقاق «حياتي»، وليس رياضياً فحسب.
تنتهي المباراة ... لكن لا ينتهي معها الانتظار المتجدد لـ"كلاسيكو" مقبل.
هي سلسلة بدأت منذ سنوات ولن تنتهي، ومن هذا المنطلق لا زعامة مطلقة لـ"الملكي" ولا ريادة دائمة لـ"العملاق الكاتالوني".
هي صراع وجود آنيّ، وفرد عضلات مؤقت، لا ضربة قاضية في نهايتها لأن المواجهة تتجدد دورياً، موسمياً، وتلقائياً.
كثيرون تحدثوا عن تألق البرتغالي من اصل برازيلي بيبي، الحارس ايكر كاسياس، «ايسكو»، والفرنسي كريم بنزيمة في «كلاسيكو» السبت على استاد «سانتياغو برنابيو»، لكن شخصاً واحداً يستحق الثناء من قبل عشاق الـ"ميرينغي"، المدرب الايطالي كارلو انشيلوتي.
التوقيت الذي حلّ فيه على «الملكي» لم يكن مثالياً البتة. رحيل البرتغالي جوزيه مورينيو، مع كل ما تركه من آثار سلبية، لم يشكل ارضية مثالية للبناء.
كان على كارلو أن يحفر قبل بدء البناء من العدم، من الصفر.
ومهما قيل وقد يقال عن عدم تدخل الرئيس فلورنتينو بيريز بشؤون الفريق، فإن ذلك لا يرقى الى الحقيقة.
«الشامخ» كما يحلو لعشاق ريال مدريد تسمية الرئيس، قد لا يحشر أنفه بالتشكيلة لكنه على مستوى التعاقدات، يبقى حاملاً للكلمة الفصل وفق تطلعاته الاقتصادية.
أنشيلوتي ادرك هذا الواقع قبل الوصول الى مدريد، وفتح معاركه وفق ما منحه ايّاه بيريز من اسلحة جديدة (الويلزي غاريث بايل) وأخرى موجودة سلفاً، وحارماً إيّاه من أعتدة مهمة (الالماني مسعود أوزيل).
كل من تعاطى مع أنشيلوتي جزم بأنه شخصية طيبة، قريبة من اللاعبين، ومحترفة بدرجة كبيرة.
وفي عالم كرة القدم، لا شيء يعلو على الألقاب، فكيف إذا تناول الحديث ريال مدريد؟ وماذا إن نجح مدرب في قيادة «الملكي» الى تحقيق «العاشرة» في موسمه الاول معه؟ وكيف إن دفعه الى انتزاع كأس اسبانيا على حساب الغريم برشلونة؟
لم ينسَ كارلو ان الفريق الكاتالوني تفوق على رجاله مرتين في دوري الموسم الماضي، لكن الايطالي يبقى واقعياً في مقاربته للتحديات، ويدرك بأن الحساب لا يقوم على مباراة او اثنتين بل على جردة كاملة لما يتحقق بنهاية كل موسم.
برع أنشيلوتي في البناء، وابدع في استغلال العناصر المتوافرة.
اعتقدنا بأن كاسياس انتهى، الا ان كارلو بقي متمسكاً به لأنه يدرك أن الاستحقاقات المقبل عليها «الملكي» تستلزم حارساً خبيراً.
بدا بنزيمة عبئاً على الفريق في كثير من الاحيان غير ان المدرب أبقاه في مدار ثقته به.
حوّل البرتغالي بيبي من «وحش مفترس» الى مقاتل شريف.
وعندما خيّل الى كثيرين بأن «إيسكو» موهبة مهدرة في ريال، راح انشيلوتي يعزز ثقة اللاعب قبل ان يزجّ به في الـ"كلاسيكو" الاخير، فانفجر تألقاً.
اما الالماني توني كروس، فقد حصل في مدريد على ما جاء من أجله. لا نقصد المال بالتأكيد هنا، بل «الاحترام» من خلال الاعتماد عليه اساسياً بشكل دائم الى حد بات معه ورقة لا غنى عنها.
ولا مناص من الاشادة هنا بذاك التعاون الفريد والتبادل الاستراتيجي في المواقع والمهمات اللذين اوجدهما انشيلوتي ما بين كروس والكرواتي لوكا مودريتش.
البرتغالي كريستيانو رونالدو لا ينقصه حبراً للكتابة عنه بعد ان جفّت الاقلام حديثاً عنه وتبجيلاً.
نجح انشيلوتي في خلق «المعادلة الصعبة» والمتمثلة بتحقيق الفوز والاقناع، وهو ما لم ينجح به مورينيو الا في ما ندر من فرص.
اما برشلونة ومدربه لويس انريكي فلا مجال للحديث عنهما اليوم لأنهما لم يقدما اي شيء يذكر منذ انطلاق الموسم. ففي الاختبارين الجديين الوحيدين سقطا، امام باريس سان جرمان الفرنسي في دوري الابطال، واخيرا امام ريال مدريد.

الأحد، 12 أكتوبر 2014

تصفيات آخر زمن

 منشور في جريدة "الراي" الكويتية

كتب: سهيل الحويك


أدى الفرنسي ميشال بلاتيني أمورا ايجابية عدة منذ وصوله الى سدة رئاسة الاتحاد الاوروبي لكرة القدم، وما يحضرني الآن يتمثل في قرار بإقامة المباراة النهائية لمسابقة دوري ابطال اوروبا يوم السبت بعد ان كانت تقام سابقاً منتصف الاسبوع وتحديداً مساء الاربعاء.

وفي حيثيات التعديل الزمني ان الاتحاد القاري يميل الى تشجعي العائلات على اصطحاب اولادها الى الملاعب لحضور النهائي، وان السبت يوم عطلة تماماً كما هي حال ايام الآحاد في «القارة العجوز».

بالتأكيد هذا الدافع المعلن لا يقنع بتاتاً ولا شك في ان التعديل تمّ لدواعٍ لها ارتباطات بالمعلنين وما الى ذلك، وبضرورات النقل في القارة الاسيوية ،حيث مستقبل التسويق للرياضة الاكثر شعبية.

واذا كان نهائي «تشامبيونز ليغ» مهماً، فمن قال بأن الدورين ربع ونصف النهائي ليسا على جانب كبير من الاهمية؟

بلاتيني نفسه كان خلف تفعيل حضور الفرق الصغيرة في دوري الابطال من خلال فتح الباب امامها لولوج البطولة التي تدر ذهباً على فرسانها رغم ضآلة حظوظ تلك الاندية في طرق باب اللقب.

يأخذ البعض على الفرنسي هنا انه سعى الى دعم الفرق الصغيرة من خلال اتحاداتها بهدف الحصول على اكبر شريحة من الاصوات الكفيلة ببقائه على رأس الاتحاد الاوروبي.

مهما قيل، يبقى بلاتيني رجلا نزيها ويعمل بضمير ... حتى الساعة. ونقول «حتى الساعة» لأن كثيرين من رجالات كرة القدم جعلونا نشعر بالسخف بمجرد ان تنكشف قضايا تثبت تورطهم بتلاعب او تهرب ضريبي او فساد، وخير دليل على ذلك البرازيلي جواو هافيلانغ الرئيس التاريخي السابق للاتحاد الدولي للعبة.

يعجبني شخصياً رجل واحد من خارج الملعب منذ بداية علاقتي الغرامية باللعبة هو السويدي لينارت يوهانسون الرئيس السابق للاتحاد الاوروبي لكرة القدم.

بالتأكيد ليس الوحيد الذي عمل بصدق وتفانٍ ونظافة كف. انظر الى ذاك الرجل بثقة، وإن ظهرت بوادر تورطه بقضية ما مستقبلاً وهذا الامر شبه مستحيل، فسأعلن نهاية كرة القدم «الخاصة بي».

نعود الى بلاتيني الذي خلف يوهانسون في المنصب. ميشال كان لاعباً ناشطاً قبل سنوات، مثّل منتخب فرنسا وقادها الى لقب بطولة اوروبا في 1984 التي توج هدافاً لها برصيد 9 اهداف، كما بلغ الدور نصف النهائي لكأس العالم في مناسبتين (1982 و1986)، وارتدى زي يوفنتوس الايطالي وقاده الى التتويج بلقب دوري الابطال 1985 بهدف وحيد سجله بنفسه من علامة الجزاء في مرمى ليفربول الانكليزي.

يدرك ميشال تماماً المعاني الحقيقية للحماس داخل الملاعب، الا انني بدأت أشك في ذلك بعد ان وقع نظري على نظام تصفيات «يورو 2016» المقررة في فرنسا والتي ستستضيف 24 فريقا للمرة الاولى في تاريخ المسابقة.

تقوم التصفيات على 9 مجموعات يتأهل بطل ووصيف كل منها بالاضافة الى افضل فريق يحتل المركز الثالث، ليصبح العدد 19. ثم يقام ملحق بين الفرق الثمانية التي احتلت المركز الثالث في المجموعات الثماني الاخرى يتأهل منها اربعة ليرتفع العدد الى 23 يضاف اليها فرنسا لنصل الى 24.

تنظر الى منتخبات المجموعات فترى بأن الكبار سيتأهلون حتماً جميعاً وإن واجهت بعض العثرات خلال مشوارها.

كان الاجدى ببلاتيني تأهيل «الكبار» مباشرة الى النهائيات واراحة «اجندة فيفا» في مقابل القيام بتصفيات خاصة بالفرق الضعيفة وفق تصنيفها لدى الاتحاد الدولي على ان يتأهل منها من هو جدير بذلك.

تصفيات «يورو 2016» برأيي فشلٌ يسجَّل في حق بلاتيني لان كرة القدم متعة، الا ان ميشال ذا الاصول الايطالية، قتلها عن سابق عدم دراسة معمقة.