منشور في جريدة "الراي" الكويتية (26 شباط/فبراير 2016)
كتب سهيل الحويك
اليوم هو اليوم الكبير بالنسبة إلى كثيرين. هو يوم انتخاب «رئيس جمهورية كرة القدم».
وسائل الإعلام من كل حدب وصوب توافدت إلى زيوريخ لنقل الأحداث والتفاصيل ... ومحاولة الدخول إلى كواليس العملية الانتخابية.
كل ذلك من أجل ماذا؟ اختيار رئيس للاتحاد الدولي. ولكن ماذا يعني كل ذلك بالنسبة إلى عشاق اللعبة «الحقيقيين»، أعداء المكاتب وعشاق الملاعب؟
لا شك في أن «معشر كرة القدم الحقيقي» يفضل متابعة مباراة أوروبية أو ربما مواجهة محلية ساخنة على ان يراقب تقاطر أصحاب الأطقم السوداء بربطات العنق المختلفة إلى حيث تجرى الانتخابات اليوم.
هذه ليست كرة القدم بالتأكيد. كرة القدم ليست هناك، بل هي في عبقرية الأرجنتيني ليونيل ميسي، وذكاء البرتغالي كريستيانو رونالدو. هذا لا يمت بصلة إلى روعة برشلونة وبايرن ميونيخ، واجتهاد ريال مدريد.
هذا بعيد كل البعد عن سباعية ألمانيا التاريخية في البرازيل، ودموع ذاك الصبي في مدرجات استاد «بيلو هوريزونتي»، او عن هدف الهولندي روبن فان بيرسي في مرمى الحارس الاسباني ايكر كاسياس في مونديال 2014.
انتخابات بعيدة كل البعد عن جنون عشاق «الملكي» بـ«العاشرة».
لا تمتّ بصلة الى روعة ليستر سيتي الذي يتصدر الدوري الانكليزي الممتاز وتألق جايمي فاردي والجزائري رياض محرز.
بالتأكيد هي لن تهزّ شعرة في جسد الألماني يورغن كلوب الساعي الى لقب اول مع ليفربول بعد أيام في نهائي كأس رابطة الاندية الانكليزية المحترفة امام مانشستر سيتي في «ويمبلي».
انتخابات لا تفهم المعنى الحقيقي لتصدر سبورتينغ لشبونة الدوري البرتغالي امام جاره اللدود في العاصمة بنفيكا.
ربطات عنق لا ترتبط بأي صلة مع حمّى الصراع بين الأهلي والزمالك في الموسم الراهن على لقب الدوري المصري بعد أن ذاب الفارق في الصدارة الى 3 نقاط.
وهل تكترث جماهير الهلال والنصر والاهلي والاتحاد في السعودية بأي شيء سوى بفرقها في المنافسات المحلية او الآسيوية؟
لا تقل لي اليوم بأن الاسباني جوسيب غوارديولا يكترث برئاسة «الفيفا» بقدر اهتمامه بإنهاء مسيرته مع بايرن ميونيخ متوّجاً بكأس دوري ابطال اوروبا.
في تركيا، لا مجال لمتابعة «حفلة الانتخابات» في حال اجتمع غلطة سراي مع فنربغشة أو بشيكتاش على مائدة مباراة قمة.
ما هي الصلة بين «الجوهرة السوداء» بيليه، والنابغة الارجنتينية دييغو أرماندو مارادونا، و«الهولندي الطائر» يوهان كرويف وانتخابات اليوم وانتخابات أمس وانتخابات السنوات الماضية؟
هدف الهولندي ماركو فان باستن في مرمى الحارس «السوفياتي» رينات داساييف في نهائي «يورو 1988» على «الملعب الأولمبي» في ميونيخ قد يساوي كل تلك الانتخابات.
هدف الكولومبي خاميس رودريغيز في مرمى الاوروغواي في كأس العالم الأخيرة لا يشكو من شيء.
هدف الويلزي غاريث بايل في مرمى برشلونة «عندما هْرَبْ»... هو صلب كرة القدم.
تسديدة الايطالي فابيو غروسو من ركلة ترجيح في مرمى الحارس الفرنسي فابيان بارتيز والتي منحت كأس العالم 2006 للطليان بعد غياب ... هي ما يمثل «الحسم».
اداء الفرنسي زين الدين زيدان امام البرازيل في ربع نهائي المونديال نفسه قد يكون في مكان ما «كرة القدم بحد ذاتها».
هدف البرازيلي جوسيمار في مرمى إيرلندا الشمالية في كأس العالم 1986، ثلاثية الايطالي باولو روسي في مرمى «راقصي السامبا» قبلها بأربعة أعوام.
رباعية اسبانيا في مرمى ايطاليا في نهائي «يورو 2012».
مارادونا يغربل الدفاع الانكليزي ويسجل الهدف الثاني ويبلغ بفريقه نصف نهائي كأس العالم 1986، دون ان ننسى ما ادعاه حول تدخّل «يد الله» في تسجيل الهدف الاول تحت انظار الحكم التونسي علي بن ناصر.
عودة ليفربول من تأخر بثلاثية امام ميلان الايطالي في نهائي دوري الابطال 2005 ومن ثم انتزاع اللقب بركلات الترجيح.
سداسية برشلونة، ثلاثية مورينيو مع إنترميلان.
تتويج الدنمارك في «يورو 92» على حساب المانيا، واليونان في «يورو 2004» على حساب البرتغال.
فوز منتخب الكويت بكأس آسيا 1980، والتأهل التاريخي الى المونديال، من دون ان ننسى التعملق في أولمبياد موسكو 1980.
حناجر المعلقين من البرازيل الى الارجنتين فأفريقيا وأوروبا، وصولاً الى آسيا فأوقيانيا. حناجر تقشعر لها الأبدان.
صخب الملاعب، «فوفوزيلا جنوب افريقيا» المزعجة، رحيل الكاميروني مارك فيفيان فويه في ارض الملعب خلال كأس القارات 2003 في ليون الفرنسية.
قصصٌ تبدأ ولا تنتهي. قصصٌ تُبكي وتُفرح، قصصٌ هي بحق كرة القدم التي نريدها ... نحن العشاق الحقيقيّون لـ «المستديرة الساحرة».
لكل هؤلاء اليوم في زيوريخ أقول: لكم كرتكم ... ولي كرتي.
وسائل الإعلام من كل حدب وصوب توافدت إلى زيوريخ لنقل الأحداث والتفاصيل ... ومحاولة الدخول إلى كواليس العملية الانتخابية.
كل ذلك من أجل ماذا؟ اختيار رئيس للاتحاد الدولي. ولكن ماذا يعني كل ذلك بالنسبة إلى عشاق اللعبة «الحقيقيين»، أعداء المكاتب وعشاق الملاعب؟
لا شك في أن «معشر كرة القدم الحقيقي» يفضل متابعة مباراة أوروبية أو ربما مواجهة محلية ساخنة على ان يراقب تقاطر أصحاب الأطقم السوداء بربطات العنق المختلفة إلى حيث تجرى الانتخابات اليوم.
هذه ليست كرة القدم بالتأكيد. كرة القدم ليست هناك، بل هي في عبقرية الأرجنتيني ليونيل ميسي، وذكاء البرتغالي كريستيانو رونالدو. هذا لا يمت بصلة إلى روعة برشلونة وبايرن ميونيخ، واجتهاد ريال مدريد.
هذا بعيد كل البعد عن سباعية ألمانيا التاريخية في البرازيل، ودموع ذاك الصبي في مدرجات استاد «بيلو هوريزونتي»، او عن هدف الهولندي روبن فان بيرسي في مرمى الحارس الاسباني ايكر كاسياس في مونديال 2014.
انتخابات بعيدة كل البعد عن جنون عشاق «الملكي» بـ«العاشرة».
لا تمتّ بصلة الى روعة ليستر سيتي الذي يتصدر الدوري الانكليزي الممتاز وتألق جايمي فاردي والجزائري رياض محرز.
بالتأكيد هي لن تهزّ شعرة في جسد الألماني يورغن كلوب الساعي الى لقب اول مع ليفربول بعد أيام في نهائي كأس رابطة الاندية الانكليزية المحترفة امام مانشستر سيتي في «ويمبلي».
انتخابات لا تفهم المعنى الحقيقي لتصدر سبورتينغ لشبونة الدوري البرتغالي امام جاره اللدود في العاصمة بنفيكا.
ربطات عنق لا ترتبط بأي صلة مع حمّى الصراع بين الأهلي والزمالك في الموسم الراهن على لقب الدوري المصري بعد أن ذاب الفارق في الصدارة الى 3 نقاط.
وهل تكترث جماهير الهلال والنصر والاهلي والاتحاد في السعودية بأي شيء سوى بفرقها في المنافسات المحلية او الآسيوية؟
لا تقل لي اليوم بأن الاسباني جوسيب غوارديولا يكترث برئاسة «الفيفا» بقدر اهتمامه بإنهاء مسيرته مع بايرن ميونيخ متوّجاً بكأس دوري ابطال اوروبا.
في تركيا، لا مجال لمتابعة «حفلة الانتخابات» في حال اجتمع غلطة سراي مع فنربغشة أو بشيكتاش على مائدة مباراة قمة.
ما هي الصلة بين «الجوهرة السوداء» بيليه، والنابغة الارجنتينية دييغو أرماندو مارادونا، و«الهولندي الطائر» يوهان كرويف وانتخابات اليوم وانتخابات أمس وانتخابات السنوات الماضية؟
هدف الهولندي ماركو فان باستن في مرمى الحارس «السوفياتي» رينات داساييف في نهائي «يورو 1988» على «الملعب الأولمبي» في ميونيخ قد يساوي كل تلك الانتخابات.
هدف الكولومبي خاميس رودريغيز في مرمى الاوروغواي في كأس العالم الأخيرة لا يشكو من شيء.
هدف الويلزي غاريث بايل في مرمى برشلونة «عندما هْرَبْ»... هو صلب كرة القدم.
تسديدة الايطالي فابيو غروسو من ركلة ترجيح في مرمى الحارس الفرنسي فابيان بارتيز والتي منحت كأس العالم 2006 للطليان بعد غياب ... هي ما يمثل «الحسم».
اداء الفرنسي زين الدين زيدان امام البرازيل في ربع نهائي المونديال نفسه قد يكون في مكان ما «كرة القدم بحد ذاتها».
هدف البرازيلي جوسيمار في مرمى إيرلندا الشمالية في كأس العالم 1986، ثلاثية الايطالي باولو روسي في مرمى «راقصي السامبا» قبلها بأربعة أعوام.
رباعية اسبانيا في مرمى ايطاليا في نهائي «يورو 2012».
مارادونا يغربل الدفاع الانكليزي ويسجل الهدف الثاني ويبلغ بفريقه نصف نهائي كأس العالم 1986، دون ان ننسى ما ادعاه حول تدخّل «يد الله» في تسجيل الهدف الاول تحت انظار الحكم التونسي علي بن ناصر.
عودة ليفربول من تأخر بثلاثية امام ميلان الايطالي في نهائي دوري الابطال 2005 ومن ثم انتزاع اللقب بركلات الترجيح.
سداسية برشلونة، ثلاثية مورينيو مع إنترميلان.
تتويج الدنمارك في «يورو 92» على حساب المانيا، واليونان في «يورو 2004» على حساب البرتغال.
فوز منتخب الكويت بكأس آسيا 1980، والتأهل التاريخي الى المونديال، من دون ان ننسى التعملق في أولمبياد موسكو 1980.
حناجر المعلقين من البرازيل الى الارجنتين فأفريقيا وأوروبا، وصولاً الى آسيا فأوقيانيا. حناجر تقشعر لها الأبدان.
صخب الملاعب، «فوفوزيلا جنوب افريقيا» المزعجة، رحيل الكاميروني مارك فيفيان فويه في ارض الملعب خلال كأس القارات 2003 في ليون الفرنسية.
قصصٌ تبدأ ولا تنتهي. قصصٌ تُبكي وتُفرح، قصصٌ هي بحق كرة القدم التي نريدها ... نحن العشاق الحقيقيّون لـ «المستديرة الساحرة».
لكل هؤلاء اليوم في زيوريخ أقول: لكم كرتكم ... ولي كرتي.