عندما أعلن نادي بايرن ميونيخ، متصدر الدوري الألماني لكرة القدم، عن تعاقده مع المدرب الاسباني جوسيب غوارديولا خلفاً ليوب هاينكيس، كان الفريق في خضم الموسم 2012-2013 الذي شهد في ختامه تتويجه بالثلاثية التاريخية (الدوري والكأس المحليين ودوري أبطال أوروبا).
بمعنى آخر لم يكن بايرن في المكانة والمكان اللذين شغلهما في نهاية ذاك الموسم «الذهبي» عندما قرر رئيس النادي في تلك الفترة أولي هونيس جلب «بيب».
لا شك في أن «اف سي هوليوود» - وهو لقب بايرن ميونيخ - فرض نفسه منافساً جدياً للعملاقين ريال مدريد وبرشلونة الاسبانيين اللذين «احتلا العالم». كان الفريق الوحيد الذي دخل خط الصراع الثنائي بين قطبَي اسبانيا، فأصبح الثلاثي في وادٍ والرموز الأوروبية الأخرى، كيوفنتوس وميلان وانترميلان الايطالية، مانشستر يونايتد ومانشستر سيتي وأرسنال وتشلسي الانكليزية، وباريس سان جرمان الفرنسي، في وادٍ.
هذا الواقع فرض على «دي روتن»، أي «الحمر» نسبةً إلى زي بايرن، رفع سقف الطموحات الى حدود عليا لا ترضى عن الفوز بدوري أبطال أوروبا بديلاً.
قدوم غوارديولا كان مثالياً من وجهة نظر فنية. لماذا؟ لأنه عليم وخبير بأمور وتفاصيل ريال وبرشلونة بفعل جنسيته أولاً وقيادته الفريق الكاتالوني لفترة ليست بالقصيرة حقق معه فيها 14 لقباً.
بايرن، صاحب الفكر الالماني الصميم، كان يعلم بأن حاجزين لا ثالث لهما يقفان بينه وبين تزعّم أوروبا: ريال مدريد وبرشلونة، بيد انه وجد نفسه بُعيد تعيين «بيب» زعيماً لـ«القارة العجوز»، فاعتبر بأن قدوم الأخير من شأنه تمديد تلك الزعامة من باب أن «زيادة الخير... خير».
في الموسم الاول مع بايرن (2013-2014)، بلغ غوارديولا برجاله نصف نهائي الـ«تشامبيونز ليغ» فسقط بخماسية امام ريال (صفر-1 ذهابا في «سانتياغو برنابيو» وصفر-4 في «أليانز آرينا») بعد ان تمسك بـ«الاستحواذ» في وقت كان الأجدى فيه أن يتحلى بالواقعية الالمانية وهو يواجه «العملاق المدريدي».
تفصيل بسيط كان من شأنه تحاشي الفضيحة أمام «الملكي»: الزج بالاسباني خافي مارتينيز أساسياً ليلعب امام قلبَي الدفاع.
في الموسم الثاني (2014-2015)، وصل «الفيلسوف» برجاله الى دور الاربعة من البطولة الاوروبية مجدداً فوجد نفسه امام برشلونة الذي يعرف عنه حتى تفاصيله المملّة.
في الذهاب في «كامب نو»، بدا ان المباراة متجهة الى تعادل سلبي ممتاز لبايرن الذي افتقد الى الفرنسي فرانك ريبيري والهولندي آريين روبن والنمسوي دافيد ألابا ومارتينيز وهولغر بادشتوبر.
الدقيقة 75 في كرة القدم تعتبر محطة لتغييرات تكتيكية. «بيب» لم يحرّك ساكناً. سجل الأرجنتيني ليونيل ميسي الهدف الاول. لم يتحرك «الفيلسوف» لرأب الصدع الذي بدا أنه متجه إلى أسوأ. بقي يلعب متقدّماً. «أكل» البايرن الهدف الثاني عبر ميسي ثم الثالث عبر البرازيلي نيمار دا سيلفا.
في الاياب على «أليانز آرينا»، فاز الفريق البافاري 3-2 إلا انه ودع في نصف النهائي للمرة الثانية توالياً أمام فريق كان يُنتظر من «بيب» أن يكشفه.
وفي الموسم الثالث (2015-2016)، بلغ غوارديولا نصف النهائي حاصلاً على فرصة ذهبية ليثأر لنفسه من كل من شكك في قدراته. الخصم لم يكن برشلونة أو ريال. كان فريقاً يعيش في ظلّ العملاقين: أتلتيكو مدريد.
في الذهاب، أُبقي توماس مولر على دكة البدلاء فخسر بايرن في «الكالديرون» بهدف، ثم فاز إياباً 2-1 وودّع.
كان معلوماً بأن «الهنود» - وهو لقب لاعبي اتلتيكو - «لن يلعبوا» بل سيتسمّرون في الخطوط الخلفية بانتظار الفرج من هجمة مرتدة قد تأتي وقد لا تأتي. جاءت «المرتدة» وسجل منها الفرنسي انطوان غريزمان هدف التأهل في عرين مانويل نوير الذي أمضى معظم زمن المباراتين «متفرجاً».
اغتيل «بيب» حيث كان الجميع يعلم بأن عليه اتخاذ أقصى درجات الحذر.
كانت سقطة كبيرة لـ«الفيلسوف» خصوصا أنها جاءت حيث كان يتوجب عليه بالمنطق أن يلمع.
الحصيلة بعد ثلاثة مواسم: ألقاب محلية وكأس سوبر أوروبية وكأس عالم للأندية لا تسمن ولا تغني من جوع بالنسبة الى نادٍ أراد من مدرب لقباً واحداً هو دوري الأبطال على حساب فريقين يشكلان التهديد الوحيد بالنسبة له.
فشل غوارديولا حيث كان عليه أن ينجح، ولم يتعلم من أخطاء اقترفها في ثلاثة مواسم.
لو كنتُ غوارديولا... لما سامحتُ نفسي على «جرائم» اقترفتُها في حق بايرن، سواء عن قصد أو عن غير قصد.
بمعنى آخر لم يكن بايرن في المكانة والمكان اللذين شغلهما في نهاية ذاك الموسم «الذهبي» عندما قرر رئيس النادي في تلك الفترة أولي هونيس جلب «بيب».
لا شك في أن «اف سي هوليوود» - وهو لقب بايرن ميونيخ - فرض نفسه منافساً جدياً للعملاقين ريال مدريد وبرشلونة الاسبانيين اللذين «احتلا العالم». كان الفريق الوحيد الذي دخل خط الصراع الثنائي بين قطبَي اسبانيا، فأصبح الثلاثي في وادٍ والرموز الأوروبية الأخرى، كيوفنتوس وميلان وانترميلان الايطالية، مانشستر يونايتد ومانشستر سيتي وأرسنال وتشلسي الانكليزية، وباريس سان جرمان الفرنسي، في وادٍ.
هذا الواقع فرض على «دي روتن»، أي «الحمر» نسبةً إلى زي بايرن، رفع سقف الطموحات الى حدود عليا لا ترضى عن الفوز بدوري أبطال أوروبا بديلاً.
قدوم غوارديولا كان مثالياً من وجهة نظر فنية. لماذا؟ لأنه عليم وخبير بأمور وتفاصيل ريال وبرشلونة بفعل جنسيته أولاً وقيادته الفريق الكاتالوني لفترة ليست بالقصيرة حقق معه فيها 14 لقباً.
بايرن، صاحب الفكر الالماني الصميم، كان يعلم بأن حاجزين لا ثالث لهما يقفان بينه وبين تزعّم أوروبا: ريال مدريد وبرشلونة، بيد انه وجد نفسه بُعيد تعيين «بيب» زعيماً لـ«القارة العجوز»، فاعتبر بأن قدوم الأخير من شأنه تمديد تلك الزعامة من باب أن «زيادة الخير... خير».
في الموسم الاول مع بايرن (2013-2014)، بلغ غوارديولا برجاله نصف نهائي الـ«تشامبيونز ليغ» فسقط بخماسية امام ريال (صفر-1 ذهابا في «سانتياغو برنابيو» وصفر-4 في «أليانز آرينا») بعد ان تمسك بـ«الاستحواذ» في وقت كان الأجدى فيه أن يتحلى بالواقعية الالمانية وهو يواجه «العملاق المدريدي».
تفصيل بسيط كان من شأنه تحاشي الفضيحة أمام «الملكي»: الزج بالاسباني خافي مارتينيز أساسياً ليلعب امام قلبَي الدفاع.
في الموسم الثاني (2014-2015)، وصل «الفيلسوف» برجاله الى دور الاربعة من البطولة الاوروبية مجدداً فوجد نفسه امام برشلونة الذي يعرف عنه حتى تفاصيله المملّة.
في الذهاب في «كامب نو»، بدا ان المباراة متجهة الى تعادل سلبي ممتاز لبايرن الذي افتقد الى الفرنسي فرانك ريبيري والهولندي آريين روبن والنمسوي دافيد ألابا ومارتينيز وهولغر بادشتوبر.
الدقيقة 75 في كرة القدم تعتبر محطة لتغييرات تكتيكية. «بيب» لم يحرّك ساكناً. سجل الأرجنتيني ليونيل ميسي الهدف الاول. لم يتحرك «الفيلسوف» لرأب الصدع الذي بدا أنه متجه إلى أسوأ. بقي يلعب متقدّماً. «أكل» البايرن الهدف الثاني عبر ميسي ثم الثالث عبر البرازيلي نيمار دا سيلفا.
في الاياب على «أليانز آرينا»، فاز الفريق البافاري 3-2 إلا انه ودع في نصف النهائي للمرة الثانية توالياً أمام فريق كان يُنتظر من «بيب» أن يكشفه.
وفي الموسم الثالث (2015-2016)، بلغ غوارديولا نصف النهائي حاصلاً على فرصة ذهبية ليثأر لنفسه من كل من شكك في قدراته. الخصم لم يكن برشلونة أو ريال. كان فريقاً يعيش في ظلّ العملاقين: أتلتيكو مدريد.
في الذهاب، أُبقي توماس مولر على دكة البدلاء فخسر بايرن في «الكالديرون» بهدف، ثم فاز إياباً 2-1 وودّع.
كان معلوماً بأن «الهنود» - وهو لقب لاعبي اتلتيكو - «لن يلعبوا» بل سيتسمّرون في الخطوط الخلفية بانتظار الفرج من هجمة مرتدة قد تأتي وقد لا تأتي. جاءت «المرتدة» وسجل منها الفرنسي انطوان غريزمان هدف التأهل في عرين مانويل نوير الذي أمضى معظم زمن المباراتين «متفرجاً».
اغتيل «بيب» حيث كان الجميع يعلم بأن عليه اتخاذ أقصى درجات الحذر.
كانت سقطة كبيرة لـ«الفيلسوف» خصوصا أنها جاءت حيث كان يتوجب عليه بالمنطق أن يلمع.
الحصيلة بعد ثلاثة مواسم: ألقاب محلية وكأس سوبر أوروبية وكأس عالم للأندية لا تسمن ولا تغني من جوع بالنسبة الى نادٍ أراد من مدرب لقباً واحداً هو دوري الأبطال على حساب فريقين يشكلان التهديد الوحيد بالنسبة له.
فشل غوارديولا حيث كان عليه أن ينجح، ولم يتعلم من أخطاء اقترفها في ثلاثة مواسم.
لو كنتُ غوارديولا... لما سامحتُ نفسي على «جرائم» اقترفتُها في حق بايرن، سواء عن قصد أو عن غير قصد.