الاخبار

السبت، 8 نوفمبر 2014

طاعة أنشيلوتي

 منشور في جرية "الراي" الكويتية


كتب سهيل الحويك


هكذا ... وفجأةً ... ودون سابق إنذار ... ومع سابق تصوّر وتصميم، تحوّل الايطالي كارلو انشيلوتي من مدرب لفريق ريال مدريد الاسباني لكرة القدم الى محامي دفاع عن لاعبه البرتغالي كريستيانو رونالدو.

واذا كانت الدعاوى القضائية تبدأ بمحاكم درجة اولى، وتمرّ بالاستئناف، وصولاً الى التمييز، فإن أنشيلوتي بزّها كلها، ونصّب نفسه مدافعاً شرساً عن لاعبه... وهذا ليس بجريمة.

قبل ايام، صرح السويسري جوزيف بلاتر، رئيس الاتحاد الدولي للعبة، بأنه كان يتوجب منح جائزة افضل لاعب في مونديال 2014 الى الحارس مانويل نوير. ظن أنشيلوتي، عاقد الحاجبين، بأن «المسكين» بلاتر يقصد بقوله انه يتوجب منح «الكرة الذهبية» التي تعطى سنوياً الى افضل لاعب في العالم الى نوير الذي يبدو احد المنافسين لـ«سي آر 7». جنّ جنون الايطالي وشنّ هجوماً لاذعاً على بلاتر استلزم من الاخير توضيحاً بأنه لم يكن يعني «كرة الذهب» بل «كرة المونديال». اعتذر «أنشي» وعادت المياه الى مجاريها بين «رئيس جمهورية كرة القدم» ومدرب ما يُسمّى بـ«نادي القرن».

وقبل يومين، ضم أنشيلوتي صوته إلى فلورنتينو بيريز رئيس النادي في الإشادة برونالدو، مؤكداً أنه الأجدر بأن يكون وريث وخليفة أسطورة النادي، الارجنتيني-الاسباني الراحل ألفريدو دي ستيفانو.

سؤال تافه وُجّه الى انشيلوتي خلال مؤتمر صحافي عمّا إذا كان يتفق مع بيريز في ترشيح رونالدو لجائزة «الكرة الذهبية 2014». ماذا ينتظر ذاك الصحافي؟ هل يتوقع ان يرد انشيلوتي بكلمة «لا»؟

وتابع المدرب قائلاً إن النتائج تضع رونالدو في مقدمة المرشحين للفوز بـ«الكرة الذهبية»، واضاف، وهنا بيت القصيد: «وقد ينافسه أحد لاعبي المنتخب الألماني الفائز بكأس العالم 2014».

وقع كارلو في شرّ كلماته. قال بأن احد لاعبي المانيا المتوجّة بالمونديال قد ينافس كريستيانو، وهذا اقرار منه بأن كأس العالم مهمة، ولولا ذلك، لما جاء على ذكرها. ولكن في ذاك المونديال نفسه، تعرض لاعبه نفسه الى خسارة مذلة امام المانيا نفسها وبرباعية نظيفة، فكيف له ان يرشح لاعباً من كأس العالم لـ«الكرة الذهبية» (لاعب الماني) ويقحم الى جانبه لاعباً (رونالدو) خرج من الدور الاول للبطولة ذاتها؟

كما ان من شأن ما جاء في تصريح انشيلوتي عندما قال «احد لاعبي منتخب المانيا الفائز بكأس العالم 2014» ان يقلل من قيمة واحترام الغير. كان عليه تحديد اسم على الاقل من منتخب فرض نفسه بقوة وباتت اسماء لاعبيه على كل لسان. لقد استخفّ الايطالي بمنتخب حل ثالثاً في 2010 وتوّج بطلاً في 2014، فيما خرج منتخب بلاده من الدور الاول في البطولتين نفسهما.

يتشبّث أنشيلوتي بنجومية رونالدو ولا يودّ اي تعكير لصفو ذهن لاعبه، حتى وإن اضطر الى التصريح بما هو كاذب وغير دقيق و«مصلحيّ».

فرونالدو هو منقذ أنشيلوتي الى حدٍّ بات فيه يشبه وضع الارجنتيني ليونيل ميسي في برشلونة الاسباني. رونالدو اكبر من ريال مدريد، من نادي القرن.



لم يعترف «أنشي» بها، لكن ثمة إقرار مستتر منه يوحي بأنه «لولا رونالدو ... انا لا شيء».

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق