الاخبار

الاثنين، 15 سبتمبر 2014

هدير كروي من تركيا: "أهلاً بكم في الجحيم"!

 منشور في جريدة "النهار" اللبنانية




 كتب: سهيل الحويك

صحيح ان نوادي كرة القدم الأوروبية، ولا سيما منها الكبرى، تتميّز بقدرتها على جذب ابرز نجوم اللعبة في العالم بفضل اموالها وسمعتها، غير ان اللافت يتمثل في كونها عاجزة عن رفع نسبة حماسة جماهيرها خلال المباريات التي تستضيفها على ارضها مقارنةً بفرق تقل عنها شهرة.
نوادٍ كريال مدريد وبرشلونة (اسبانيا)، بايرن ميونيخ (المانيا)، باريس سان جيرمان (فرنسا)، يوفنتوس وميلان وانترناسيونالي ميلانو وروما ونابولي (ايطاليا)، مانشستر يونايتد ومانشستر سيتي وارسنال وتشلسي (انكلترا)، تحتل مراكز متقدمة على مستوى الشعبية، بيد انها لا تظهر في لائحة الفرق صاحبة الملاعب "الأكثر هديراً" في العالم.
واللافت في الموضوع ان الريادة على هذا الصعيد تعود الى ثلاثة استادات تركية تحتل المراكز الاولى، يأتي في مقدمها "تورك تيليكوم ارينا" الخاص بنادي غلطة سراي والذي يبلغ هدير مشجعيه ما نسبته 131 ديسيبلاً.
اكتسب هذا الملعب شهرة واسعة ويلقب بـ"الجحيم" بفعل اجواء مجنونة تفرضها الجماهير التي اعتادت الترحيب بالضيف بكلمات شهيرة "أهلاً بك في الجحيم".
ويأتي "أتاتورك اولمبيك ستاديوم" الخاص بنادي بشيكتاش التركي في المركز الثاني.
يعرف هذا النادي بـ"فريق الشعب" اذ يتشكل معظم جمهوره من الطبقة العاملة والميّالين الى اليسار المتطرف سياسياً، مقارنةً بجماهير الخصمين اللدودين غلطة سراي وفنربغشة.
ويشغل "سوكرو ساراكوغلو ستاديوم" العائد الى فنربغشة، المركز الثالث على صعيد الملاعب الاكثر إحداثاً للضوضاء في العالم.
توج النادي بلقب الدوري المحلي في 18 مناسبة، وبكأس تركيا ست مرات، وكان ملعبه يستوعب 25 الف متفرج في ما مضى، قبل ان يخضع للتحديث والتطوير ثلاث مرات حتى بات قادراً على استقبال 62 الف متفرج.
صحيح ان الرقم القياسي لعدد الحضور بلغ في اقصاه 50025 متفرجاً، الا ان ضوضاء جماهير فنربغشة تعتبر مرعبة. ويتميز مشجعوه بقدرتهم على فرض اجواء من شأنها إخافة الضيوف.
المركز الرابع وبشبه مفاجأة يعود الى "ريد ستار ستاديوم"، الخاص بنادي ريد ستار بلغراد الصربي بطل الدوري المحلي في 26 مناسبة.
هذا الاستاد هو الاكبر في صربيا ويستوعب 55538 متفرجاً ويلقب بـ"ماراكانا"، تيمناً باستاد "ماراكانا" البرازيلي في ريو دي جانيرو، الذي استضاف المباراة النهائية لبطولة كأس العالم 2014 بين المانيا والارجنتين (1-0).
يعرف عن جمهور النادي الاستخدام الكثيف للالعاب النارية والقنابل الدخانية، الامر الذي دعا مؤسسة "بليتشر ريبورت" الرقمية الاميركية المتخصصة في الرياضة الى اعتبار "ريد ستار ستاديوم" في 2012 الملعب الاكثر رعباً في العالم على الاطلاق.
"فيستفالن شتاديون" او "سيغنال ايدونا بارك" العائد لنادي بوروسيا دورتموند الالماني استحق المركز الخامس، وخصوصا انه يستفيد من حضور 80720 متفرجاً.
ويعود الفضل كذلك في تعزيز الضوضاء الى ما يُعرف بـ"الجدار الاصفر"، وهو ما يُطلق على الجزء الجنوبي من المدرجات، والذي يشتهر بالأجواء الحماسية التي يبثها مرتادوه.
المركز السادس يرجع الى "ابوستولوس نيكولايديس ستاديوم" الخاص بنادي باناثينايكوس اليوناني.
مشجعو باناثينايكوس يستخدمون بصورة كثيفة الالعاب النارية ذات اللون الاخضر، الاعلام الخضراء ذات الحجم الصغير والعملاق، فضلا عن اللافتات الملونة خلال تشجيعهم الفريق، والضوضاء المنبعثة من "البوابة 13" لا تصدق.
"سلتيك بارك" الخاص بنادي سلتيك الاسكتلندي يشغل المركز السابع على مستوى اكثر الملاعب احداثاً للضجة في العالم، علماً انه الاكبر استيعاباً للمتفرجين في البلاد، والسابع في بريطانيا خلف "مورايفيلد"، "اولد ترافورد"، "اولمبيك ستاديوم" (الملعب الاولمبي)، "ويمبلي"، تويكنهام"، و"ميلينيوم ستاديوم" (استاد الالفية). وخير دليل على الصخب الذي يتميز به الملعب، تلك الاجواء التي غلبت عليه عندما تغلب اصحاب الدار على برشلونة الاسباني عام 2012 ضمن مسابقة دوري ابطال أوروبا.
المركز الثامن يحتله "لا بومبونيرا" الخاص بنادي بوكا جونيورز احد اكثر الفرق شعبية ونجاحاً في الارجنتين، وهو يشتهر تحديداً بالاهتزاز الذي يخلفه جمهوره لدى قفزه في المدرجات مردداً الجملة الشهيرة: "بومبونيرا لا يرتجف، بل يضرب".
يتسع الملعب لـ49 الف متفرج وتصل الاجواء الى حدها الاقصى خلال المباريات امام الخصم التاريخي اللدود ريفر بلايت.
"ستاديون فينورد" الخاص بنادي فينورد روتردام الهولندي يلقب بـ"دي كويب" (اي الحوض)، ويحتل المركز التاسع عالميا لجهة الضوضاء التي يفرضها جمهوره، علما انه قادر على استيعاب 51 الف متفرج حداً اقصى.
لدى مشجعي النادي، بطل هولندا 14 مرة، كتاب يحتوي على اناشيد للتشجيع بينها واحد يحمل عنوان "فينورد حتى الموت".
وحده ليفربول الانكليزي من الفرق العريقة الكبرى نجح في اختراق لائحة الاوائل من خلال ملعبه الشهير "انفيلد" محتلاً المركز العاشر.
ابصر الاستاد النور في 1884 وكان خاصاً بالجار اللدود نادي ايفرتون، قبل ان يتحول الى ملعب لليفربول حامل لقب بطل الدوري المحلي 19 مرة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق