منشور في "الراي" الكويتية
كتب: سهيل الحويك
كان رد فعلي الفوري اثر وقوع عينيّ على ذاك الخبر... عادياً، الى ان اعترته ابتسامة عريضة من القلب.
يقول الخبر ان رئيس الاتحاد البرازيلي لكرة القدم خوسيه ماريا مارين ابدى رغبة في أن يخوض منتخب بلاده مباراة ودية أمام نظيره الألماني في المستقبل القريب لتتاح له فرصة «الانتقام» من الهزيمة المذلة التي تجرعها بطل العالم خمس مرات أمام «الماكينات» 1-7 في الدور نصف النهائي من مونديال 2014.
وقال مارين لصحيفة «أو استادو دي ساو باولو» المحلية: «نرغب في خوض هذه المباراة في أسرع وقت من أجل وأد ما حدث خلال كأس العالم».
هذا التصريح يلخص ما تعاني منه البرازيل منذ الخسارة المهينة التي انست «بلاد السامبا» الهزيمة النكراء في ملعب «ماراكانا» في ريو دي جانيرو امام الاوروغواي 1-2 في المباراة الختامية لمونديال 1950 والتي حرمت البرازيل نفسها من اللقب العالمي الاول في تاريخها.
وطبقا لما نشرته الصحيفة، فإن مارين سيقبل بأي شروط تفرضها ألمانيا للحصول على فرصة تتيح لـ «راقصي السامبا» رد اعتبارهم: «يمكننا الذهاب إلى ألمانيا إذا أرادوا. ليست لدينا مشاكل في الأمر. نتطلع الى طي هذه الصفحة».
هنا نسي مارين ان الخسارة بنتيجة 1-7 لم تكن في مناسبة ودية ولم تقم على ارض محايدة. كانت مباراة رسمية وفي الدور نصف النهائي لمونديال اقيم في البرازيل.
أراد رئيس الاتحاد السير بعباراته الواهية فوق حقيقة ان البرازيل وإن كُتب لها الفوز على المانيا ودياً في عقر دارها 7-1 فإنها لن تتمكن من مسح «عار مونديال 2014»، لسبب واحد يتمثل في كون الخسارة في كأس العالم داخل اراضي «امة كرة القدم» وبنتيجة خرافية هي جرح بليغ لا يمكن ان يندمل الا في حالة واحدة: المانيا تنظم كأس العالم وتواجه البرازيل، وتخسر امامها بفارق ستة اهداف. وهذا الاحتمال لا يمكن تخيله في المدى المنظور.
يدرك مارين وكل البرازيل بأن المباراة الودية لا تبث «شعور كأس العالم» في من يخوضها، وحتى الفوز على المانيا في عقر دارها ودياً بـ100-صفر لن يعني شيئا على الاطلاق.
وها هي الارجنتين تخسر امام المانيا صفر-1 في نهائي المونديال الاخير ثم تتغلب عليها في عقر دارها في فرانكفورت 4-2 قبل اسابيع. هل تغير الواقع؟ هل بات للارجنتين ثلاثة ألقاب عالمية؟ هل تنازلت المانيا عن النجمة الرابعة؟
مارين أكد أن المواجهة الودية ستعد بمثابة فرصة ذهبية لاستعادة الثقة بالنسبة للمنتخب في ثوبه الجديد بقيادة كارلوس دونغا الذي عاد لتولي المسؤولية الفنية بعد رحيله العام 2010 عقب خروج «راقصي السامبا» من ربع نهائي مونديال جنوب أفريقيا.
وأضاف رئيس الاتحاد، الذي أوضح أن فرصة «الانتقام ورد الاعتبار» لن تكون متاحة قبل 2015 لعدم وجود مواعيد يمكن أن تسمح بتنظيم المباراة الودية في ما تبقى من العام الحالي: «هذا الأمر سيكون مهما بالنسبة لعهد دونغا الجديد».
يجدر بالاتحاد البرازيلي وعلى رأسه مارين التفكير اولاً في بناء فريق قادر على المنافسة الجدية في «كوبا اميركا 2015» في تشيلي، فهناك فقط قد يستعيد الفريق بعضاً من هيبته. اما مواجهة المانيا ودياً والتغلب عليها فلا يمكن ان يحجبا جرحاً بليغاً في صميم البرازيل.
باتت الـ7-1 بمثابة سمة ترافق «منتخب السامبا» اينما حل وارتحل. لا يمكن ان يمحى كل ذلك. تلك الخسارة باتت اهم بكثير من «قبضة مارادونا» في مونديال 1986 و«نطحة زيدان» في 2006، وفوز الجزائر على المانيا 2-1 في 1982.
الهزيمة 1-7 باتت الوجه الثاني لكرة القدم انطلاقاً من تاريخ البرازيل مع اللعبة الاكثر شعبية.
لن تُنسى الهزيمة ولو خاضت البرازيل مليون مباراة ودية امام المانيا وكُتب لها فيها الفوز بأي نتيجة تتمناها، فما يجري في كأس العالم له خصوصيته، وما يجري خارجها يبقى في خانة «اللا شيء».
يجدر بمارين البحث عن طريقة اخرى لتجاوز النكسة، مع العلم ان القبول بها والتعايش معها يبقيان اسهل بكثير.
التاريخ سجّل والتاريخ سيتذكّر والتاريخ لا ينسى... والبرازيل لن تنسى.
كتب: سهيل الحويك
كان رد فعلي الفوري اثر وقوع عينيّ على ذاك الخبر... عادياً، الى ان اعترته ابتسامة عريضة من القلب.
يقول الخبر ان رئيس الاتحاد البرازيلي لكرة القدم خوسيه ماريا مارين ابدى رغبة في أن يخوض منتخب بلاده مباراة ودية أمام نظيره الألماني في المستقبل القريب لتتاح له فرصة «الانتقام» من الهزيمة المذلة التي تجرعها بطل العالم خمس مرات أمام «الماكينات» 1-7 في الدور نصف النهائي من مونديال 2014.
وقال مارين لصحيفة «أو استادو دي ساو باولو» المحلية: «نرغب في خوض هذه المباراة في أسرع وقت من أجل وأد ما حدث خلال كأس العالم».
هذا التصريح يلخص ما تعاني منه البرازيل منذ الخسارة المهينة التي انست «بلاد السامبا» الهزيمة النكراء في ملعب «ماراكانا» في ريو دي جانيرو امام الاوروغواي 1-2 في المباراة الختامية لمونديال 1950 والتي حرمت البرازيل نفسها من اللقب العالمي الاول في تاريخها.
وطبقا لما نشرته الصحيفة، فإن مارين سيقبل بأي شروط تفرضها ألمانيا للحصول على فرصة تتيح لـ «راقصي السامبا» رد اعتبارهم: «يمكننا الذهاب إلى ألمانيا إذا أرادوا. ليست لدينا مشاكل في الأمر. نتطلع الى طي هذه الصفحة».
هنا نسي مارين ان الخسارة بنتيجة 1-7 لم تكن في مناسبة ودية ولم تقم على ارض محايدة. كانت مباراة رسمية وفي الدور نصف النهائي لمونديال اقيم في البرازيل.
أراد رئيس الاتحاد السير بعباراته الواهية فوق حقيقة ان البرازيل وإن كُتب لها الفوز على المانيا ودياً في عقر دارها 7-1 فإنها لن تتمكن من مسح «عار مونديال 2014»، لسبب واحد يتمثل في كون الخسارة في كأس العالم داخل اراضي «امة كرة القدم» وبنتيجة خرافية هي جرح بليغ لا يمكن ان يندمل الا في حالة واحدة: المانيا تنظم كأس العالم وتواجه البرازيل، وتخسر امامها بفارق ستة اهداف. وهذا الاحتمال لا يمكن تخيله في المدى المنظور.
يدرك مارين وكل البرازيل بأن المباراة الودية لا تبث «شعور كأس العالم» في من يخوضها، وحتى الفوز على المانيا في عقر دارها ودياً بـ100-صفر لن يعني شيئا على الاطلاق.
وها هي الارجنتين تخسر امام المانيا صفر-1 في نهائي المونديال الاخير ثم تتغلب عليها في عقر دارها في فرانكفورت 4-2 قبل اسابيع. هل تغير الواقع؟ هل بات للارجنتين ثلاثة ألقاب عالمية؟ هل تنازلت المانيا عن النجمة الرابعة؟
مارين أكد أن المواجهة الودية ستعد بمثابة فرصة ذهبية لاستعادة الثقة بالنسبة للمنتخب في ثوبه الجديد بقيادة كارلوس دونغا الذي عاد لتولي المسؤولية الفنية بعد رحيله العام 2010 عقب خروج «راقصي السامبا» من ربع نهائي مونديال جنوب أفريقيا.
وأضاف رئيس الاتحاد، الذي أوضح أن فرصة «الانتقام ورد الاعتبار» لن تكون متاحة قبل 2015 لعدم وجود مواعيد يمكن أن تسمح بتنظيم المباراة الودية في ما تبقى من العام الحالي: «هذا الأمر سيكون مهما بالنسبة لعهد دونغا الجديد».
يجدر بالاتحاد البرازيلي وعلى رأسه مارين التفكير اولاً في بناء فريق قادر على المنافسة الجدية في «كوبا اميركا 2015» في تشيلي، فهناك فقط قد يستعيد الفريق بعضاً من هيبته. اما مواجهة المانيا ودياً والتغلب عليها فلا يمكن ان يحجبا جرحاً بليغاً في صميم البرازيل.
باتت الـ7-1 بمثابة سمة ترافق «منتخب السامبا» اينما حل وارتحل. لا يمكن ان يمحى كل ذلك. تلك الخسارة باتت اهم بكثير من «قبضة مارادونا» في مونديال 1986 و«نطحة زيدان» في 2006، وفوز الجزائر على المانيا 2-1 في 1982.
الهزيمة 1-7 باتت الوجه الثاني لكرة القدم انطلاقاً من تاريخ البرازيل مع اللعبة الاكثر شعبية.
لن تُنسى الهزيمة ولو خاضت البرازيل مليون مباراة ودية امام المانيا وكُتب لها فيها الفوز بأي نتيجة تتمناها، فما يجري في كأس العالم له خصوصيته، وما يجري خارجها يبقى في خانة «اللا شيء».
يجدر بمارين البحث عن طريقة اخرى لتجاوز النكسة، مع العلم ان القبول بها والتعايش معها يبقيان اسهل بكثير.
التاريخ سجّل والتاريخ سيتذكّر والتاريخ لا ينسى... والبرازيل لن تنسى.

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق