الاخبار

الثلاثاء، 16 ديسمبر 2014

خطاب أول «مُفترَض» بين معلول ولاعبي «الأزرق»

منشور في "الراي" الكويتية




 كتب: سهيل الحويك



لم يُخفِ التونسي نبيل معلول اعجابه الكبير بالمدرب الاسباني جوسيب غوارديولا في اللقاء الخاص الذي جمعه بـ «الراي» قبيل عودته الى العاصمة القطرية الدوحة بعد توقيعه عقد تولي تدريب منتخب الكويت لكرة القدم خلفاً للبرازيلي جورفان فييرا لفترة تمتد سنة ونصف السنة قابلة للتمديد.

بدا عاشقاً لـ «بيب»، المدرب السابق لبرشلونة الاسباني والحالي لبايرن ميونيخ الالماني ولفكره التكتيكي على الرغم من قوله صراحة إن على من يبغي نسخ «مدرسة غوارديولا» ان يمتلك العناصر المناسبة وانه يتمنى تبني هذا الفكر مع «الأزرق».

لم يأت معلول على ذكر مدرب آخر، لم يتحدث عن البرتغالي جوزيه مورينيو او الايطالي كارلو انشيلوتي او الالماني المعتزل يوب هاينكيس او الالماني الآخر يواكيم لوف او الارجنتيني دييغو سيميوني او الاسكتلندي المعتزل اليكس فيرغوسون.

بدا مطّلعاً بدقّة على كل ما له علاقة بغوارديولا، ومن منطلق كونه مدرباً، فإنه بالتأكيد لا يركز على الجوانب الفنية فحسب، بل تمتد اهتماماته الى ما هو معنوي وذهني بالتأكيد.

وفي هذا الجانب أيضاً يتميّز «بيب»، ولا شك في ان معلول قرأ المدرب الاسباني جيداً على هذا الصعيد.

صحيح ان غوارديولا سجّل مسيرة ناجحة كلاعب الا انه برز أكثر من على مقاعد البدلاء مدرباً، وتحديداً مع برشلونة عندما احرز 14 لقباً في 4 مواسم فقط قبل فترة استراحة عابرة لعام واحد ومن ثم التوجه الى البايرن حيث فاز حتى الساعة بكأس السوبر الاوروبية، كأس العالم للاندية، الدوري المحلي والكأس المحليين.

معلول يعرف بالتأكيد بداية القصة ما بين غوارديولا وبرشلونة في العام 2008 عندما تولى الأخير القيادة خلفاً للهولندي فرانك رايكارد بعد موسمين للنادي الكاتالوني بلا ألقاب.

كان عليه في بداية المطاف ان يفوز بحرب معنوية تتمثل بجعل لاعبي برشلونة في صفه.

اول لقاء مباشر معهم تمّ في اليوم الاول من المعسكر التدريبي في سانت اندروز (اسكتلندا) داخل قاعة مؤتمرات احد الفنادق.

في الطريق الى الاجتماع، كان يردد: «كن نفسك...كن نفسك»، بيد ان الارتباك ما لبث ان تبدد كونه قام بالعمل نفسه مع الفريق الرديف للنادي الذي كان يدربه قبل ان يرفّع الى الفريق الاول، مع العلم انه يعرف معظم العناصر كونه اشرف عليها سابقاً، لا بل لعب الى جانب عدد لا بأس منها.

بدأ بإلقاء محاضرته وحرص فيها على التركيز بين الفينة والأخرى في عيون احد الحضور، فارضاً نفسه متحدثاً موهوباً. لم يرتبك.

من ابرز ما جاء في ذاك اللقاء بحسب ما كشف عنه بعد سنوات عدد من الحضور بمن فيهم تشافي هرنانديز، اندريس انييستا، جيرار بيكيه، الفرنسي تييري هنري، الكاميروني صامويل ايتو، الارجنتيني ليونيل ميسي، والمدرب الراحل تيتو فيلانوفا: «انه فخر كبير بالنسبة لي. وفوق كل ذلك، اعشق هذا النادي. لن اتخذ اي قرار يصب في غير مصلحة برشلونة (...)»، وتابع: «مر الفريق بفترة صعبة للغاية حيث لم يكن الجميع على المستوى الاحترافي المفروض. حان الوقت كي يركض الجميع ويعطون كل ما لديهم (...)، انا قادر على مسامحة اي منكم في حال الوقوع بخطأ خلال المباريات لكن لن اسامح احداً في حال لم يعطِ كل شيء ومن صميم قلبه لبرشلونة»، واضاف: «لا اطلب النتائج، فقط الاداء. هذا هو برشلونة يا سادة».

اراد اظهار نفحة ديموقراطية بيد انه أصرّ على فرض اللغتين القشتالية والكاتالونية حصراً في الفريق فضلاً عن وجوب تناول الوجبات كمجموعة سعياً منه لايجاد نوع من التواصل وبالتالي تقريب اللاعبين بعضهم من بعض.

وفي برشلونة، اعطى توجيهاته لتصميم صالة خاصة لتناول الوجبات يلتزم بها اللاعبون، وهو ما لم يكن معمولاً به سابقاً، فضلاً عن منع حضور احد للتدريبات وكسر القاعدة الاسبانية القديمة القائمة على جمع اللاعبين في الفندق ابتداءً من اليوم الذي يسبق يوم المباراة.

بالتأكيد لم يكن اول حديث لغوارديولا الى لاعبي بايرن مشابهاً لحديثه الاول مع لاعبي برشلونة، بيد انه ركّز بلا شك على موقع النادي وتاريخه وبعض الامور الاخرى.

على رغم كل ذلك، خسر برشلونة اول مباراة له بقيادة غوارديولا امام فريق نومانسيا المغمور في دوري 2008 لكن الكل يعلم ماذا حقق للنادي بعد ذلك.

تتشابه تلك البداية مع ما عايشه «بيب» في انطلاق مسيرته مع بايرن عندما خسر امام بوروسيا دورتموند في كأس السوبر الالمانية، لكنه حقق بعدها رباعية ألقاب مميزة بنهاية الموسم الاول.

ماذا سيكون فحوى «الخطاب الاول» بين معلول ولاعبي منتخب الكويت؟

اللغة عربية لكن اللهجة مختلفة. غوارديولا كاتالوني وبرشلونة كذلك ومعظم لاعبيه كانوا ايضا من الاقليم، فيما معلول تونسي واللاعبون كويتيون. غوارديولا لعب لبرشلونة، فيما لم يلعب نبيل لأي فريق كويتي. «بيب» عاش في كنف تاريخ النادي الكاتالوني بينما لا يعرف معلول من الكويت سوى «الجيل الذهبي» الذي فرض نفسه مطلع ثمانينات القرن الماضي وبعض لاعبي المنتخب الحالي وهوية ابرز أنديته.

بناءً على كل ذلك يستوجب على نبيل معلول ربما جمع لاعبيه من حوله في «اللقاء الأول» وإلقاء خطابه الافتتاحي قائلا: «بسم الله وعلى بركة الله، نبدأ المهمة على أمل تشريف القميص الأزرق. هيا يا رجال الى التدريب».

هذا سيفي بالحاجة لأنه لا وقت للكلام على اعتاب بطولة كأس امم اسيا 2015 التي يواجه فيها المنتخب الوطني في اطار منافسات المجموعة الاولى كلاً من استراليا المضيفة وكوريا الجنوبية وعمان...على أمل تعويض خيبة «خليجي 22» في الرياض.

هنا بالتحديد، يستوجب على معلول وضع اعجابه بغوارديولا جانباً لأن خير الكلام...ما قلّ ودلّ.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق