منشور في "النهار" اللبنانية
كتب: سهيل الحويك
يَعِدُ الموسم المقبل بالكثير على مستوى
المنافسات في مختلف الدوريات الاوروبية لكرة القدم، وتحديداً في إسبانيا حيث يستعد
ريال مدريد وبرشلونة إلى فصل جديد من الصراع الثنائي بينهما، مع ترقّب ما إذا كان
أتلتيكو مدريد قادراً مجدداً على خرق أجواء النزاع التاريخي بين القطبين والاحتفاظ
بلقبه بطلاً لـ"ليغا".
سهيل الحويك
ريال مدريد عانى الأمرّين قبل انتزاع "العاشرة" اي اللقب العاشر في مسابقة دوري ابطال اوروبا في الموسم الماضي اثر تغلبه على جاره اتلتيكو مدريد 4-1 في نهائي استاد "لا لوش" في العاصمة البرتغالية لشبونة، وقد صرف منذ تتويجه الاخير بالكأس ذات الاذنين الكبيرتين عام 2002 حوالي مليار دولار أميركي على لاعبين ومدربين قبل ان يصل كارلو انشيلوتي ويحقق له المبتغى.
ويبدو ان فلورنتينو بيريز، رئيس النادي، لم
يكن يمازح أحداً في حديثه بعيد التتويج الاخير عندما قال بأن هدفه المقبل يتمثل في
تحقيق اللقب الأوروبي الحادي عشر، مع العلم ان أي فريق لم ينجح في الاحتفاظ بالكأس
القارية منذ تحوّل البطولة الى مسمّى دوري ابطال اوروبا عام 1992.
يدرك بيريز بأن الوقت لا ينتظر أحداً وبأن
المال بات الطريق الأقرب الى المجد على مستوى النوادي، لذا حرص على تدعيم صفوف
فريقه البطل مبكراً من خلال صفقتي الالماني طوني كروس بطل العالم والكولومبي خايمس
رودريغيز هداف مونديال البرازيل (ستة اهداف) والحارس الكوستاريكي المتألق في البطولة
نفسها كايلور نافاس، وهو ما زال يبحث عن ابرام صفقات أخرى.
ويضع ريال مدريد نصب عينيه تحديداً استعادة
الزعامة المحلية التي فرّط بها في الموسم المنقضي لصالح اتلتيكو مدريد مكتفياً
منها بكأس الملك على حساب غريمه التقليدي برشلونة.
ويضاف "الثلاثي الجديد" الى
البرتغالي كريستيانو رونالدو والفرنسي كريم بنزيمة والويلزي غاريث بايل والكرواتي
لوكا مودريتش وغيرهم ليصبح الفريق المدريدي مكتملاً في الصفوف كافة مع دكة احتياط
رائعة.
صحيح ان كأس اوروبا تبقى اللقب الأهم
لـ"الملكي" غير ان الـ"ليغا" تمثل هاجساً للنادي الذي وجد
صعوبات في التمسك بالزعامة المحلية خلال السنوات القليلة الماضية وشهدت سيطرة
برشلونة عليها قبل البروز غير المنتظر لأتلتيكو مدريد في الموسم المنصرم بقيادة
مدربه الارجنتيني المحنّك دييغو سيميوني.
برشلونة من جهته، يعيش مرحلة انتقالية مع
وصول لاعبه السابق لويس انريكي لتولي مقدراته الفنية خلفاً للأرجنتيني خيراردو
مارتينو الذي استمر موسماً واحداً لم يتمكن خلاله سوى من تحقيق كأس السوبر المحلية
بيد انه لقب لا يسمن ولا يغني من جوع.
مارتينو أظهر عدم قدرة على تحمل الضغوط وبدا واضحاً بأن المقام لن يطول به في "كامب نو".
مارتينو أظهر عدم قدرة على تحمل الضغوط وبدا واضحاً بأن المقام لن يطول به في "كامب نو".
برشلونة يمتلك تشكيلة سوبر تضم الارجنتيني
ليونيل ميسي المتحفز لتعويض خيبة الموسم الماضي والخسارة المرّة في نهائي مونديال
2014 والبرازيلي نيمار دا سيلفا الذي يتعافى من اصابة اطاحت به خارج كأس العالم
الاخيرة والساعي بدوره إلى طيّ صفحة موسم لم يكن على قدر الامال المعقودة عليه.
وابرم النادي الكاتالوني صفقة من الطراز
الرفيع تمثلت بالتعاقد مع "المشاغب" الاوروغوياني لويس سواريز من
ليفربول الانكليزي.
سواريز الذي كان يأمل بتقليص العقوبة التي فرضت
عليه من الاتحاد الدولي للعبة اثر العضة الشهيرة بحق الايطالي جيورجيو كييلليني خلال
الدور الاول من كأس العالم، يسعى الى التألق لكن ثمة خشية من ان يكون مصيره
مشابهاً لذاك الذي التصق بالسويدي زلاتان ابراهيموفيتش والاسباني دافيد فيا اللذين
خفت نجمهما في ظل سطوة ميسي.
خط هجوم أميركي جنوبي بالكامل يضم سواريز
ونيمار وميسي، مدعوماً بأندريس انييستا وسيرخيو بوسكيتس وتشافي هيرنانديز الذي اعلن
اعتزاله دولياً والارجنتيني خافيير ماسكيرانو الذي تألق في المونديال،
فضلاً عن الوافد الجديد الكرواتي ايفان راكيتيش لاعب اشبيلية الاسباني السابق، في
مقابل رحيل فرانشيسك فابريغاس الى تشلسي اللندني.
وفي الوقت الذي يطمئن فيه انشيلوتي الى خط
دفاعه بوجود البرتغالي بيبي وسيرخيو راموس ودانيال كارفاخال والبرازيلي مارسيلو
والفرنسي رافايل فاران، ابرم برشلونة صفقتين "دفاعيتين" تمثلتا في
الفرنسي جيريمي ماثيو من فالنسيا الاسباني والبلجيكي توماس فيرمايلين من ارسنال
اللندني.
اما اتلتيكو مدريد الذي خسر اقوى اوراقه
لصالح تشلسي وتحديداً البرازيلي الاصل الاسباني الجنسية دييغو كوستا والبرازيلي
فيليبي لويز فضلاً عن الحارس البلجيكي المعار تيبو كورتوا، فقد سعى الى التعويض من
خلال ابرام صفقات مهمة لعل ابرزها تلك التي ارتبط به بموجبها الكرواتي ماريو
ماندزوكيتش القادم من بايرن ميونيخ الالماني.
موسم مختلف يعد بالكثير في اسبانيا، فلمن
تقرع الاجراس في نهايته؟

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق