منشور في "النهار" اللبنانية
كتب: سهيل الحويك
تساءلنا بعيد إقالة مانو مينيزيس من تدريب منتخب البرازيل لكرة القدم منتصف عام 2012 وتعيين لويز فيليبي سكولاري بدلاً منه، عن جدوى هذه الخطوة ولمسنا أنها "لا تعني سوى ان "سيليساو" لن ينجح في حياكة النجمة السادسة على قميصه احتفالاً بلقب بطل كأس العالم للمرة السادسة في تاريخه بعد اعوام 1958 و1962 و1970 و1994 و2002، وذلك في النسخة العشرين التي تستضيفها بلاده صيف 2014".
كان هذا "التوقع الموثّق" مبنيّاً على اعتبارات عدة.
قلنا ايضاً انه مهما كان اسم خليفة مينيزيس، فإن ذلك لن يدعم موقف "راقصي السامبا" في مونديالهم، فالفريق لا يملك كياناً ولا حتى أسماء ثابتة باستثناء نيمار ودانيال ألفيش ومارسيلو. واشرنا الى ان ريكاردو كاكا، لاعب ريال مدريد الاسباني حينذاك، يحتاج الى الكثير لاستعادة دوره المحوري في صفوف المنتخب، علماً ان استدعاءه الى الفريق بعد غياب امتد منذ الخسارة امام هولندا 1-2 في الدور ربع النهائي لكأس العالم 2010 في جنوب افريقيا، يؤكد أن البرازيل تفتقد في الوقت الراهن (2012) صانع ألعاب من الطراز الذي لطالما تغنّت به.
حتى الحديث عن عودة محتملة لرونالدينيو الى المنتخب في ظل تألقه خلال الفترة التي شهدت اقالة مينيزيس (2012 ايضا) مع اتلتيكو مينييرو، يثبت أن البرازيل لا تملك آفاقاً لبناء فريق متجدد قادر على منحها كأس العالم للمرة الاولى على ارضها، بعدما سبق لها ان فوتت الفرصة عام 1950 امام الاوروغواي.
لا يمكن الحديث عن شحّ في المواهب في "بلاد البن"، لكن ثمة ظاهرة خطرة تعانيها وتتمثل في تسابق النوادي المحلية على التعاقد مع اللاعبين الأجانب الذين زادت نسبة ضمهم في 2012 بواقع 31 في المئة مقارنة بعام 2010.
وتستند هذه الظاهرة الى عوامل عدة، بينها القوة الاقتصادية التي تتمتع بها البرازيل (الناتج القومي للبلاد يمثل 45 في المئة من الناتج القومي لأميركا الجنوبية) وقوة العملة المحلية، وكذلك الأزمة القائمة في أوروبا والتي أدت إلى تراجع إقبال لاعبي أميركا الجنوبية على نوادي "القارة العجوز".
دول اوروبية عدة عزت تراجع منتخباتها الى ميل النوادي لضم لاعبين اجانب، وتالياً قتل، ولو بصورة غير مباشرة، النجوم المحليين الصاعدين.
وبما ان هذه الظاهرة قابلة لـ "العيش" في اوروبا، فلمَ لا تكون كذلك في البرازيل؟
نعود الى مينيزيس الذي فشل في منح فريقه الشخصية اللازمة، وما دعوة البعض الى تعيين الاسباني جوسيب غوارديولا خلال عهده مدرباً للفريق، سوى دليل على ان الجمهور البرازيلي افتقد صفة "المنتخب الفائز والساحر" التي فرضها "بيب" وإن على مستوى النوادي.
قبل سنة ونصف سنة على انطلاق بطولة كأس العالم شددنا على ان إقالة مينيزيس ليست بداية جديدة، بل هي نهاية مسبقة لفريق سينتهي حتماً ورسمياً على مذبح كأس العالم 2014 على أرضه وبين جماهيره.
كان التخلص من مينيزيس وتعيين "فيليباو" غلطة كبرى على اعتاب كأس العالم، البطولة التي تحتاج الى اكثر من اربع سنوات للتحضير.
مينيزيس كان الوحيد في البرازيل، وإن بالمنطق، الذي سعد بالاذلال الذي تعرض له منتخب بلاده اثر الخسارة التاريخية الكبيرة امام المانيا 1-7 في نصف نهائي المونديال.
ولو بقي في موقعه، لربما خسر "راقصو السامبا" امام "البعبع الالماني" ولكن ليس بهذه النتيجة. قد يكون ذلك لسان حال الجماهير البرازيلية اليوم.
فيليباو نفسه قال ان الخسارة سترافقه عشرين سنة، وهو ما لن يشعر به مينيزيس الذي كان له تصريح بعد السقوط المذلّ امام المانيا قال فيه: "منتخب البرازيل غير قادر على حل مشاكله بالسرعة اللازمة خلال المباريات"، واضاف: "اقر بأن الفرق الاوروبية تجاوزت نظيرتها في اميركا الجنوبية بالقدرات التكتيكية. البرازيل لم تعد قادرة على الاتكال على فنيات احد لاعبيها للفوز وذلك في مواجهة فرق قوية على المستوى التقني. لدينا مشاكل ونعرف اين تكمن لكننا لا نملك العناصر القادرة على حلها".
وختم": لمسنا لمس اليد كيف ان كرة القدم الاوروبية تطورت اكثر وقامت بالامور على نحو افضل منا. صحيح اننا نتميز بالمراوغة والفنيات لكننا لا نملك آلية لتطوير اللاعبين كما كانت الحال سابقاً. ولهذا السبب نحن متخلفون".
كتب: سهيل الحويك
تساءلنا بعيد إقالة مانو مينيزيس من تدريب منتخب البرازيل لكرة القدم منتصف عام 2012 وتعيين لويز فيليبي سكولاري بدلاً منه، عن جدوى هذه الخطوة ولمسنا أنها "لا تعني سوى ان "سيليساو" لن ينجح في حياكة النجمة السادسة على قميصه احتفالاً بلقب بطل كأس العالم للمرة السادسة في تاريخه بعد اعوام 1958 و1962 و1970 و1994 و2002، وذلك في النسخة العشرين التي تستضيفها بلاده صيف 2014".
كان هذا "التوقع الموثّق" مبنيّاً على اعتبارات عدة.
قلنا ايضاً انه مهما كان اسم خليفة مينيزيس، فإن ذلك لن يدعم موقف "راقصي السامبا" في مونديالهم، فالفريق لا يملك كياناً ولا حتى أسماء ثابتة باستثناء نيمار ودانيال ألفيش ومارسيلو. واشرنا الى ان ريكاردو كاكا، لاعب ريال مدريد الاسباني حينذاك، يحتاج الى الكثير لاستعادة دوره المحوري في صفوف المنتخب، علماً ان استدعاءه الى الفريق بعد غياب امتد منذ الخسارة امام هولندا 1-2 في الدور ربع النهائي لكأس العالم 2010 في جنوب افريقيا، يؤكد أن البرازيل تفتقد في الوقت الراهن (2012) صانع ألعاب من الطراز الذي لطالما تغنّت به.
حتى الحديث عن عودة محتملة لرونالدينيو الى المنتخب في ظل تألقه خلال الفترة التي شهدت اقالة مينيزيس (2012 ايضا) مع اتلتيكو مينييرو، يثبت أن البرازيل لا تملك آفاقاً لبناء فريق متجدد قادر على منحها كأس العالم للمرة الاولى على ارضها، بعدما سبق لها ان فوتت الفرصة عام 1950 امام الاوروغواي.
لا يمكن الحديث عن شحّ في المواهب في "بلاد البن"، لكن ثمة ظاهرة خطرة تعانيها وتتمثل في تسابق النوادي المحلية على التعاقد مع اللاعبين الأجانب الذين زادت نسبة ضمهم في 2012 بواقع 31 في المئة مقارنة بعام 2010.
وتستند هذه الظاهرة الى عوامل عدة، بينها القوة الاقتصادية التي تتمتع بها البرازيل (الناتج القومي للبلاد يمثل 45 في المئة من الناتج القومي لأميركا الجنوبية) وقوة العملة المحلية، وكذلك الأزمة القائمة في أوروبا والتي أدت إلى تراجع إقبال لاعبي أميركا الجنوبية على نوادي "القارة العجوز".
دول اوروبية عدة عزت تراجع منتخباتها الى ميل النوادي لضم لاعبين اجانب، وتالياً قتل، ولو بصورة غير مباشرة، النجوم المحليين الصاعدين.
وبما ان هذه الظاهرة قابلة لـ "العيش" في اوروبا، فلمَ لا تكون كذلك في البرازيل؟
نعود الى مينيزيس الذي فشل في منح فريقه الشخصية اللازمة، وما دعوة البعض الى تعيين الاسباني جوسيب غوارديولا خلال عهده مدرباً للفريق، سوى دليل على ان الجمهور البرازيلي افتقد صفة "المنتخب الفائز والساحر" التي فرضها "بيب" وإن على مستوى النوادي.
قبل سنة ونصف سنة على انطلاق بطولة كأس العالم شددنا على ان إقالة مينيزيس ليست بداية جديدة، بل هي نهاية مسبقة لفريق سينتهي حتماً ورسمياً على مذبح كأس العالم 2014 على أرضه وبين جماهيره.
كان التخلص من مينيزيس وتعيين "فيليباو" غلطة كبرى على اعتاب كأس العالم، البطولة التي تحتاج الى اكثر من اربع سنوات للتحضير.
مينيزيس كان الوحيد في البرازيل، وإن بالمنطق، الذي سعد بالاذلال الذي تعرض له منتخب بلاده اثر الخسارة التاريخية الكبيرة امام المانيا 1-7 في نصف نهائي المونديال.
ولو بقي في موقعه، لربما خسر "راقصو السامبا" امام "البعبع الالماني" ولكن ليس بهذه النتيجة. قد يكون ذلك لسان حال الجماهير البرازيلية اليوم.
فيليباو نفسه قال ان الخسارة سترافقه عشرين سنة، وهو ما لن يشعر به مينيزيس الذي كان له تصريح بعد السقوط المذلّ امام المانيا قال فيه: "منتخب البرازيل غير قادر على حل مشاكله بالسرعة اللازمة خلال المباريات"، واضاف: "اقر بأن الفرق الاوروبية تجاوزت نظيرتها في اميركا الجنوبية بالقدرات التكتيكية. البرازيل لم تعد قادرة على الاتكال على فنيات احد لاعبيها للفوز وذلك في مواجهة فرق قوية على المستوى التقني. لدينا مشاكل ونعرف اين تكمن لكننا لا نملك العناصر القادرة على حلها".
وختم": لمسنا لمس اليد كيف ان كرة القدم الاوروبية تطورت اكثر وقامت بالامور على نحو افضل منا. صحيح اننا نتميز بالمراوغة والفنيات لكننا لا نملك آلية لتطوير اللاعبين كما كانت الحال سابقاً. ولهذا السبب نحن متخلفون".

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق