منشور في "النهار" اللبنانية
كتب: سهيل الحويك
عمّاذا
يبحث اللاعب العائد الى ناديه السابق؟
سؤال فرض
نفسه عندما قرر المهاجم العاجي المخضرم ديدييه دروغبا العودة لارتداء قميص فريق
تشلسي الانكليزي لكرة القدم لموسم واحد.
أهي خطوة
لاستكمال أمر ما أم حنين إلى ما مضى؟
دروغبا
أمضى سابقاً ثمانية أعوام في "ستامفورد بريدج"، آخرها في 2012 بعد أن
أحرز ركلة الجزاء الترجيحية الحاسمة في نهائي دوري أبطال أوروبا أمام بايرن ميونيخ
الالماني مانحاً تشلسي لقبه القاري الاول في المسابقة الأم.
بعد
مسيرته مع الـ"بلوز" التي انطلقت في 2004 قادماً من اولمبيك مرسيليا
الفرنسي، توجّه الى الصين للالتحاق بنادي شنغهاي شينهوا ومعه استمر لمدة ستة اشهر
فقط قبل ان يعيده غلطة سراي التركي الى اوروبا، ومنه عاد الى النادي اللندني.
لا خلاف
على ان العامل المادي لعب دورا في إقناع دروغبا بترك القارة الأوروبية للمرة
الأولى في مسيرته والالتحاق بزميله السابق في تشلسي الفرنسي نيكولا أنيلكا في
الصين، وخصوصاً انه كان يتقاضى راتباً أسبوعياً يصل الى 314 ألف دولار اميركي.
وخلال
فترته الاولى مع الفريق اللندني، حقق دروغبا الحاصل على شهادة جامعية في المحاسبة،
ألقاب الدوري المحلي ثلاث مرات والكأس المحلية أربع مرات وكأس الرابطة مرتين
والأهم من ذلك دوري أبطال أوروبا، فما الذي دفعه حقيقة للعودة؟
يقول
اللاعب البالغ من العمر 36 سنة: "كان قرارا سهلا (العودة الى تشلسي). لم يكن
بوسعي التخلي عن فرصة للعمل مع (المدرب البرتغالي) جوزيه مورينيو"، وأضاف:
"الكل يعرف العلاقة الخاصة بيني وبين هذا النادي الذي كان دوماً بمثابة المنزل
بالنسبة لي".
دروغبا
ليس بالتأكيد أول من يدفعه الحنين الى عودة مفاجئة الى ناديه السابق، فالأمثلة على
هذا الصعيد تكاد لا تحصى.
فقد كُتب
للارجنتيني خوان سيباستيان فيرون، نجل خوان رامون فيرون، اسطورة نادي استوديانتيس،
ان يسير على خطا والده والتحول بدوره الى اسطورة بعد عودته من مشوار احترافي طويل
في اوروبا الى الفريق نفسه في 2006.
فيرون
بدأ مسيرته مع استوديانتيس ذاته عام 1993 قبل التحول الى مواطنه بوكا جونيورز ومنه
الى اوروبا حيث ارتدى قمصان كل من سمبدوريا وبارما ولاتسيو (ايطاليا) ومانشستر يونايتد
وتشلسي (انكلترا) ثم انترميلان الايطالي.
وبعودته
الى استوديانتيس، انتزع فيرون لقب افضل لاعب في اميركا الجنوبية في مناسبتين كما قاد
ناديه الى لقب بطل الدوري المحلي بعد انتظار دام 23 عاما فضلاً عن كأس ليبرتادوريس
للمرة الاولى منذ 1971.
هاكان
شوكور، احد ابرز اللاعبين الذين انجبتهم تركيا على الاطلاق، عاش حقبة مجد مع غلطة
سراي بيد انه عجز عن نسخ ذاك النجاح خلال احترافه في كل من ايطاليا وانكلترا.
"ثور
البوسفور"، كما يطلق عليه، ارتدى قميص غلطة سراي بين 1992 و2000، وتخلل تلك
الفترة عبور غير ناجح مع تورينو الايطالي عام 1995.
حقق مع
الفريق التركي ستة القاب دوري واربع كؤوس محلية، فضلا عن كأس الاتحاد الاوروبي ("يوروبا
ليغ" حالياً)، قبل الانتقال الى انتر فبارما ثم بلاكبيرن روفرز الانكليزي حيث
فشل تماماً في ترك بصمة خلال المحطات الثلاث.
عاد الى
اسطنبول ليلتحق بغلطة سراي مجدداً فحقق معه لقبين في بطولة الدوري ولقباً في الكأس
قبل ان يعتزل نهائياً.
ويُعرف
عن الالماني شتيفان ايفنبرغ عودته مرتين الى ناديين مختلفين سبق له تمثيلهما.
بدأ
مسيرته مع بوروسيا مونشنغلادباخ الذي رجع الى صفوفه في 1994 بعد فترة امضاها مع
بايرن ميونيخ ثم فيورنتينا الايطالي.
خلال
حقبته الاول مع بايرن، لم يحقق النجاح المرجو، فيما شهدت الثانية تتويجاً بدوري
الابطال في مناسبة واحدة والـ"بوندسليغا" ثلاث مرات وكأس المانيا التي
احرزها في مناسبة واحدة ايضاً بزيّ غلادباخ.
من جهته،
تحول الاسباني جيرارد بيكيه من مقاعد البدلاء في مانشستر يونايتد الى بطل للعالم
واوروبا على مستوى المنتخبات والنوادي.
اصاب اللاعب
المولود في كاتالونيا، في خيار اتخذه بالانتقال من "اولد ترافورد" الى
"كامب نو" في 2008.
وصل الى
"يونايتد" في 2004، وبعد اربعة مواسم لم يحظ خلالها بإعجاب المدرب الاسكتلندي
السابق اليكس فيرغوسون وخاض فيها عدداً قليلاً من المباريات بزيّ "الشياطين
الحمر"، قفل عائداً الى برشلونة الاسباني حيث تحوّل الى نجم لامع، مساهماً
بتحقيق النادي الكاتالوني انتصارات تاريخية لا مثيل لها وتحديداً السداسية
التاريخية في موسمه الاول معه.
الهولندي
فرانك رايكارد تألق على وجه التحديد في اياكس امستردام ابتداءً من عام 1987 حين حقق
مع الفريق ثلاثة ألقاب دوري وثلاث كؤوس محلية ولقباً واحداً على جبهة كأس الكؤوس
الاوروبية السابقة.
انتقل
الى ميلان الايطالي وشكل ثلاثياً مرعباً الى جانب مواطنيه رود غوليت وماركو فان
باستن، وحقق مع الفريق اللومباردي لقبين في كأس النوادي الاوروبية البطلة (دوري
ابطال اوروبا حالياً) ولقبي دوري تحت قيادة المدرب الفذ اريغو ساكي.
عاد الى
امستردام لدعم "اياكس الشاب" بقيادة المدرب لويس فان غال، فما كان منه الا
ان ساهم بتحقيقه لقب الدوري المحلي.
مباراته الاخيرة مع النادي الهولندي تمثلت بنهائي دوري ابطال اوروبا 1995 حين توّج مع الفريق باللقب القاري على حساب ميلان نفسه.
مباراته الاخيرة مع النادي الهولندي تمثلت بنهائي دوري ابطال اوروبا 1995 حين توّج مع الفريق باللقب القاري على حساب ميلان نفسه.
الارجنتيني
مارتين باليرمو بدأ مسيرته مع استوديانتيس بيد انه تحول الى معشوق للجماهير بعد
انتقاله الى بوكا جونيورز الذي ارتدى قميصه بين 1997 و2000، وقد ساهم سجله التهديفي
في جعله هدفا لأعتى النوادي الاوروبية، بيد ان تعرضه الى الاصابة أجّل رحيله الى
"القارة العجوز".
التحق
بفياريال الاسباني كما لعب لمواطنيه ريال بيتيس والافيس بيد انه لم يترك اي بصمة
تذكر، فعاد الى العاصمة بوينس ايريس في 2004 حيث حظيت مسيرته بـ"فرصة ثانية"
حقق فيها بزيّ بوكا جونيورز بالذات ثلاثة القاب دوري محلي ولقباً في مسابقة كأس
ليبرتادوريس.
كما اصبح
"إل تيتان" افضل هدافي بوكا جونيورز على مر تاريخ النادي العريق.
البرتغالي
روي كوستا اعتزل في 2008 عن 36 عاما.
بدأ
مسيرته مع بنفيكا حيث اكتسب شهرة عالمية.
وبعد فوزه بلقب الدوري المحلي مع "النسور"، انتقل الى فيورنتينا وحقق ثنائياً نارياً مع الارجنتيني غابريال باتيستوتا وانتزع لقبين في مسابقة كأس ايطاليا.
وبعد فوزه بلقب الدوري المحلي مع "النسور"، انتقل الى فيورنتينا وحقق ثنائياً نارياً مع الارجنتيني غابريال باتيستوتا وانتزع لقبين في مسابقة كأس ايطاليا.
تحوّل
الى ميلان وساهم في تحقيقه دوري ابطال اوروبا، الدوري والكأس الايطاليين قبل
العودة الى بنفيكا في 2006 ليستمر معه حتى 2008 متنازلاً عن راتب سنوي بـ4.6
ملايين يورو لنادي الطفولة الذي أحب قبل ان يتولى مهام مدير كرة القدم فيه ويستغل
علاقاته لضم عدد من النجوم ابرزهم الارجنتيني خافيير سافيولا ومواطناه بابلو ايمار
وانخيل دي ماريا.
البرازيلي
زيكو صنع اسمه في مطلع سبعينات القرن الماضي ضمن صفوف فريق فلامنغو محققاً خمسة
القاب في بطولة ريو، خمسة القاب في الدوري البرازيلي، كأس ليبرتادوريس والكأس
القارية (كأس العالم للنوادي حالياً).
خاض "الجوهرة
البيضاء" موسمين مع اودينيزي الايطالي قبل العودة الى فلامنغو حين ساهم في
تحقيقه دوري ريو مرة واحدة وبطولة الدوري البرازيلي مثلها.
من
جانبه، بدأ السويدي هنريك لارسون مسيرة تألقه ضمن صفوف نادي هلسنغبورغ المحلي الذي
سجل له 50 هدفا في 56 مباراة.
انتقل
الى فيينورد روتردام الهولندي في 1993 قبل التحول الى نجم مطلق لسلتيك الاسكتلندي
طيلة سبع سنوات.
خاض
بعدها موسمين تحت قيادة رايكارد في برشلونة حيث ساهم في تتويج الاخير بدوري ابطال
اوروبا 2006 على حساب ارسنال اللندني.
عاد الى
بلاده ليلتحق مجددا بهلسنغبورغ في 2006 ويساهم بمنحه لقب كأس السويد.
لعب
لفترة وجيزة لصالح مانشستر يونايتد عام 2007 ثم اعتزل اللعبة نهائياً.
الويلزي
ايان راش تألق مع ليفربول الانكليزي بين 1980 و1987 قبل التحول الى يوفنتوس حيث
احرز 7 اهداف فقط في موسم كامل، فعاد ادراجه الى "انفيلد" وخاض مع
"الحمر" ثمانية مواسم متتالية ناجحة.
الحارس
الالماني ينس ليمان التحق بأرسنال في 2003 وخاض كل مباريات موسم 2003-2004 الذي
شهد تتويج النادي بلقب بطل الدوري الممتاز دون التعرض لأية هزيمة.
اعتزل في
2010 قبل ان يعود الى الملاعب ليلتحق بأرسنال الذي عاني حينها من اصابة حراسه كافة
باستثناء الاسباني مانويل المونيا.
شاءت الصدفة ان يصاب المونيا نفسه خلال فترة الإحماء التي سبقت المواجهة امام بلاكبول، فحل مكانه ليمان في مباراة كانت الاخيرة له مع النادي قبل الاعتزال نهائياً هذه المرة.
شاءت الصدفة ان يصاب المونيا نفسه خلال فترة الإحماء التي سبقت المواجهة امام بلاكبول، فحل مكانه ليمان في مباراة كانت الاخيرة له مع النادي قبل الاعتزال نهائياً هذه المرة.
مواطنه ميكايل
بالاك تألق مع باير ليفركوزن بين 1999 و2002 وقاده الى نهائي دوري ابطال اوروبا
قبل ان ينتقل الى بايرن ميونيخ ومنه الى تشلسي.
عاد الى
ليفركوزن في 2010 لكنه لم يحقق اي شيء يذكر معه.
الامثلة
لا تنتهي هنا، فالالماني الآخر يورغن
كلينسمان لعب لفترتين مع توتنهام الانكليزي وكذلك فعل البرازيلي ريكاردو كاكا مع
ميلان، وغيرهما كثر، فماذا سيكون مصير دروغبا في حقبته الثانية مع تشلسي؟

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق