الاخبار

الثلاثاء، 16 ديسمبر 2014

خطاب أول «مُفترَض» بين معلول ولاعبي «الأزرق»

منشور في "الراي" الكويتية




 كتب: سهيل الحويك



لم يُخفِ التونسي نبيل معلول اعجابه الكبير بالمدرب الاسباني جوسيب غوارديولا في اللقاء الخاص الذي جمعه بـ «الراي» قبيل عودته الى العاصمة القطرية الدوحة بعد توقيعه عقد تولي تدريب منتخب الكويت لكرة القدم خلفاً للبرازيلي جورفان فييرا لفترة تمتد سنة ونصف السنة قابلة للتمديد.

بدا عاشقاً لـ «بيب»، المدرب السابق لبرشلونة الاسباني والحالي لبايرن ميونيخ الالماني ولفكره التكتيكي على الرغم من قوله صراحة إن على من يبغي نسخ «مدرسة غوارديولا» ان يمتلك العناصر المناسبة وانه يتمنى تبني هذا الفكر مع «الأزرق».

لم يأت معلول على ذكر مدرب آخر، لم يتحدث عن البرتغالي جوزيه مورينيو او الايطالي كارلو انشيلوتي او الالماني المعتزل يوب هاينكيس او الالماني الآخر يواكيم لوف او الارجنتيني دييغو سيميوني او الاسكتلندي المعتزل اليكس فيرغوسون.

بدا مطّلعاً بدقّة على كل ما له علاقة بغوارديولا، ومن منطلق كونه مدرباً، فإنه بالتأكيد لا يركز على الجوانب الفنية فحسب، بل تمتد اهتماماته الى ما هو معنوي وذهني بالتأكيد.

وفي هذا الجانب أيضاً يتميّز «بيب»، ولا شك في ان معلول قرأ المدرب الاسباني جيداً على هذا الصعيد.

صحيح ان غوارديولا سجّل مسيرة ناجحة كلاعب الا انه برز أكثر من على مقاعد البدلاء مدرباً، وتحديداً مع برشلونة عندما احرز 14 لقباً في 4 مواسم فقط قبل فترة استراحة عابرة لعام واحد ومن ثم التوجه الى البايرن حيث فاز حتى الساعة بكأس السوبر الاوروبية، كأس العالم للاندية، الدوري المحلي والكأس المحليين.

معلول يعرف بالتأكيد بداية القصة ما بين غوارديولا وبرشلونة في العام 2008 عندما تولى الأخير القيادة خلفاً للهولندي فرانك رايكارد بعد موسمين للنادي الكاتالوني بلا ألقاب.

كان عليه في بداية المطاف ان يفوز بحرب معنوية تتمثل بجعل لاعبي برشلونة في صفه.

اول لقاء مباشر معهم تمّ في اليوم الاول من المعسكر التدريبي في سانت اندروز (اسكتلندا) داخل قاعة مؤتمرات احد الفنادق.

في الطريق الى الاجتماع، كان يردد: «كن نفسك...كن نفسك»، بيد ان الارتباك ما لبث ان تبدد كونه قام بالعمل نفسه مع الفريق الرديف للنادي الذي كان يدربه قبل ان يرفّع الى الفريق الاول، مع العلم انه يعرف معظم العناصر كونه اشرف عليها سابقاً، لا بل لعب الى جانب عدد لا بأس منها.

بدأ بإلقاء محاضرته وحرص فيها على التركيز بين الفينة والأخرى في عيون احد الحضور، فارضاً نفسه متحدثاً موهوباً. لم يرتبك.

من ابرز ما جاء في ذاك اللقاء بحسب ما كشف عنه بعد سنوات عدد من الحضور بمن فيهم تشافي هرنانديز، اندريس انييستا، جيرار بيكيه، الفرنسي تييري هنري، الكاميروني صامويل ايتو، الارجنتيني ليونيل ميسي، والمدرب الراحل تيتو فيلانوفا: «انه فخر كبير بالنسبة لي. وفوق كل ذلك، اعشق هذا النادي. لن اتخذ اي قرار يصب في غير مصلحة برشلونة (...)»، وتابع: «مر الفريق بفترة صعبة للغاية حيث لم يكن الجميع على المستوى الاحترافي المفروض. حان الوقت كي يركض الجميع ويعطون كل ما لديهم (...)، انا قادر على مسامحة اي منكم في حال الوقوع بخطأ خلال المباريات لكن لن اسامح احداً في حال لم يعطِ كل شيء ومن صميم قلبه لبرشلونة»، واضاف: «لا اطلب النتائج، فقط الاداء. هذا هو برشلونة يا سادة».

اراد اظهار نفحة ديموقراطية بيد انه أصرّ على فرض اللغتين القشتالية والكاتالونية حصراً في الفريق فضلاً عن وجوب تناول الوجبات كمجموعة سعياً منه لايجاد نوع من التواصل وبالتالي تقريب اللاعبين بعضهم من بعض.

وفي برشلونة، اعطى توجيهاته لتصميم صالة خاصة لتناول الوجبات يلتزم بها اللاعبون، وهو ما لم يكن معمولاً به سابقاً، فضلاً عن منع حضور احد للتدريبات وكسر القاعدة الاسبانية القديمة القائمة على جمع اللاعبين في الفندق ابتداءً من اليوم الذي يسبق يوم المباراة.

بالتأكيد لم يكن اول حديث لغوارديولا الى لاعبي بايرن مشابهاً لحديثه الاول مع لاعبي برشلونة، بيد انه ركّز بلا شك على موقع النادي وتاريخه وبعض الامور الاخرى.

على رغم كل ذلك، خسر برشلونة اول مباراة له بقيادة غوارديولا امام فريق نومانسيا المغمور في دوري 2008 لكن الكل يعلم ماذا حقق للنادي بعد ذلك.

تتشابه تلك البداية مع ما عايشه «بيب» في انطلاق مسيرته مع بايرن عندما خسر امام بوروسيا دورتموند في كأس السوبر الالمانية، لكنه حقق بعدها رباعية ألقاب مميزة بنهاية الموسم الاول.

ماذا سيكون فحوى «الخطاب الاول» بين معلول ولاعبي منتخب الكويت؟

اللغة عربية لكن اللهجة مختلفة. غوارديولا كاتالوني وبرشلونة كذلك ومعظم لاعبيه كانوا ايضا من الاقليم، فيما معلول تونسي واللاعبون كويتيون. غوارديولا لعب لبرشلونة، فيما لم يلعب نبيل لأي فريق كويتي. «بيب» عاش في كنف تاريخ النادي الكاتالوني بينما لا يعرف معلول من الكويت سوى «الجيل الذهبي» الذي فرض نفسه مطلع ثمانينات القرن الماضي وبعض لاعبي المنتخب الحالي وهوية ابرز أنديته.

بناءً على كل ذلك يستوجب على نبيل معلول ربما جمع لاعبيه من حوله في «اللقاء الأول» وإلقاء خطابه الافتتاحي قائلا: «بسم الله وعلى بركة الله، نبدأ المهمة على أمل تشريف القميص الأزرق. هيا يا رجال الى التدريب».

هذا سيفي بالحاجة لأنه لا وقت للكلام على اعتاب بطولة كأس امم اسيا 2015 التي يواجه فيها المنتخب الوطني في اطار منافسات المجموعة الاولى كلاً من استراليا المضيفة وكوريا الجنوبية وعمان...على أمل تعويض خيبة «خليجي 22» في الرياض.

هنا بالتحديد، يستوجب على معلول وضع اعجابه بغوارديولا جانباً لأن خير الكلام...ما قلّ ودلّ.

الأربعاء، 10 ديسمبر 2014

معلول لـ"الراي": انا "موش" غوارديولا

 منشور في جريدة "الراي" الكويتية






حاوره سهيل الحويك


كشف التونسي نبيل معلول خلال الحوار الذي خصّ به «الراي» قبيل توجهه من الكويت إلى العاصمة القطرية الدوحة بعد توقيعه عقد تولي تدريب «الأزرق»، بأنه معجب للغاية ومتأثر بأسلوب الإسباني جوسيب غوارديولا، المدرب السابق لفريق برشلونة والحالي لبايرن ميونيخ الألماني، بيد أنه شدد على أنه يحتاج إلى عناصر محددة لنسخ «مدرسة بيب» في أي فريق يتولى الاشراف عليه.

بدا جلياً بأن معلول عاشق لفكر غوارديولا التكتيكي لكنه أشار إلى «أنا موش غوارديولا»، لكنه يحاول الاستفادة منه ومن مدرسته التي فرضت نفسها بقوة على الساحة العالمية.

وقال: «غوارديولا لا مثيل له، يعتمد أسلوب الضغط على الخصم دون توقف، اللعبة هي معادلة تقوم على افتكاك الكرة في الأساس، لأنك من دون كرة لا يمكنك التسجيل، و«بيب» أستاذ في هذا المجال، لكني قد لا أتمكن من تطبيق فكره مع الأزرق لأن الضغط المتواصل على الخصم لافتكاك الكرة يستلزم لياقة بدنية عالية وهذا ما ينقصنا في المنتخب، كما ان تقدم خط الدفاع للمساهمة في عملية الضغط على الخصم قد يضرنا»، سألته عن السبب فأجاب: «إذا تقدم الدفاع وقام الخصم بهجمة مرتدة، هل نمتلك في المنتخب لاعبين سريعين في الخط الخلفي للعودة؟»، قاطعته: «كابتن نبيل، إذا لعبت بدفاع متقدم، ستستفيد من مصيدة التسلل»، فرد: «أنا ضد ايقاع الخصم في التسلل، خطأ واحد قد يكلفنا الكثير الكثير».

كرت سبحة الأسئلة وجاءت الإجابات وافية، وتابع المدرب التونسي: «سأعمل على رفع معدل التركيز لدى اللاعبين. فالتركيز هو الأساس، وبالطبع سأعمل على رفع اللياقة البدنية».

ربما كنت أول من يطرح عليه السؤال التالي: «كيف لك أن تزرع التركيز في اللاعب؟»، أجاب بجدية: «في كل ما نقوم به في التمارين نسعى إلى بناء هذا التركيز. قد أمنح اللاعبين 10 دقائق قبل التدريبات للمزاح ولكن عند انطلاق الصافرة، يتوجب عليهم الالتزام. لكل وقت أحكامه. لن أعطي محاضرات مطولة لكن الحديث إلى اللاعبين ضروري، التركيز أسلوب حياة، وهو ما يتحول بعدها إلى انضباط تكتيكي في المباريات».

وشدد معلول على أنه لا يؤمن بكرة احتراف وكرة هواية، وقال: «كرة القدم هي احتراف بغض النظر عن أي أمر آخر، طالما ان هناك التزاما وخطة يجري العمل وفق مندرجاتها، فإننا نكون في صلب الاحتراف. هكذا أعامل اللاعبين الذين يتواجدون تحت إمرتي».

ورأى بأن تطبيق خطة لعب ثابتة مع أي فريق يتولى تدريبه هو أمر غير صحيح: «قد تلعب بطريقة 4-4-2 أو 5-3-2-1 أو أي أسلوب آخر، وذلك وفق نوعية اللاعبين التي تملكها».

شعرت هنا بأنه يفضل تواجد صانع ألعاب ماهر في الفريق الذي يدرب وهو ما أشار اليه لاحقاً بالقول: «لم يعد هناك صانع ألعاب رفيع المستوى في الفرق، مثل (الفرنسي زين الدين) زيدان مثلاً».

وهنا ذكرته بسيف الحشان لاعب القادسية المصاب والمبتعد عن «الأزرق» منذ فترة ستمتد إلى ما بعد كأس آسيا 2015 في استراليا، فقال: «هذا اللاعب رائع، يمتلك فنيات هائلة، هذا هو اللاعب الذي يمتلك قدرات تؤهله على صناعة الفارق».

وعندما أبديت اعجابي الكبير بالحشان، شعرت ان في معلول حسرة، بيد أنه لم يتعايش مع المنتخب حتى الساعة ليلمس لمس اليد كم ان سيف مهم لمنظومة الفريق.

وأكد معلول أنه استنتج بطئاً في خط الدفاع الكويتي في «خليجي 22»، ووافقني في الرأي بأن مساعد ندا مميز، بيد أنه خصّ حسين فاضل المحترف في الوحدة الاماراتي بالإشادة، وأكد أنه سيعمل على رصّ الدفاع.

وبدا المدرب متفاجئاً من أخبار تتعلق بأن ثمة لاعبين ممن يدمنون السجائر و«الشيشة»، وطغى الانفعال على حديثه هنا، وتساءل: «كيف للاعب يدخن السجائر أن ينتظر مني الاعتماد عليه لأكثر من 15 دقيقة خلال المباراة؟». وشدد على أنه سيمنع لاعبيه من السهر، ليس فقط خلال المعسكرات والبطولات، بل في حياتهم الخاصة بعيداً عن الملاعب، «فالسهر عدو كبير لأي لاعب كرة قدم».

وعاد للحديث عن اللاعب الكويتي فاعتبره مميزاً لناحية امتلاكه الفنيات بيد أنه يفتقد إلى التركيز واللياقة البدنية، وشعرت هنا بأنه يعي حجم المسؤولية الملقاة على عاتقه، وتابع: «لا يمكنني أن أحل هذه المشكلة بمفردي بالتأكيد، فلاعب المنتخب لن يتواجد تحت سيطرتي إلا لأربعة أو خمسة أيام في الشهر الواحد. لن أتمكن خلال هذه الفترة القصيرة من اجتراح المعجزات. العمل الأساسي يجري في النادي، وأنوي شخصياً التواصل مع الأندية لما فيه خير ومصلحة اللاعب والمنتخب».

سألته عن السبب في اختيار خمسة حراس للمرمى في تشكيلته الأولى لـ «الأزرق»، فقال: «نحن كعرب، يجب أن نشعر ببعض القلق كي نقدم أفضل ما لدينا، انتقيت حراساً عدة لأني أهدف إلى خلق جو من المنافسة بينهم ولتحفيزهم على تقديم الأفضل طوال معسكرنا المقبل، لا أحب التراخي، أريد تنافساً بين كل اللاعبين على المقاعد المتاحة في المنتخب».

وعن اعتذار وليد علي عن الاستمرار مع المنتخب، أبدى معلول تفهمه وأشار إلى أنه لا يميل إلى اجبار أي لاعب بالمشاركة ان كان هو لا يريد ذلك، وشدد على أنه ينتظر دائماً ان يكون عرضة للانتقاد حين يختار تشكيلة أي فريق يدربه وانه يتقبل النقد البناء، «وعلى المدرب، أي مدرب، أن يكون جاهزاً للنقد، وإلا فإن عليه ترك هذه المهنة»، مشيراً إلى أن أبواب المنتخب ستبقى مفتوحة أمام من يثبت نفسه.

وكشف بأن جهازه الفني سيكون خليطاً بين ما هو موجود في الجهاز السابق وما سيأتي به بنفسه، وأكد أن مدرب حراس المرمى (احمد دشتي) باقٍ وكذلك المساعد محمد المشعان بالإضافة إلى طاقمه الخاص، بيد أنه سيطلب التعاقد مع فريق من المدلكين خصوصاً أن الفريق مقبل على بطولة كأس آسيا التي تتطلب تجهيزاً بدنياً خاصاً.

كان معلول مدرباً لمنتخب تونس في تصفيات مونديال 2014، وبعد السقوط المر أمام «الرأس الأخضر» صفر-2 وفشل الفريق في خوض الجولة الحاسمة، استقال، بيد أن الاتحاد الافريقي اتخذ قراراً باعتبار «نسور قرطاج» فائزين، فسألته:«ألم تندم في تلك اللحظة على قرار الرحيل خصوصاً انك كنت ستقود الفريق في المباراة الفاصلة أمام الكاميرون وتصل به ربما إلى كأس العالم؟»، فأجاب: «لا لا... بالتأكيد لا، الجمهور كان حانقاً، وقررت تحمل المسؤولية وانسحبت كي أمتص غضب الجماهير. وبعدها خسر الفريق برباعية أمام الكاميرون، كنت سأواجه مشكلة أكبر. رحلت في الوقت المناسب ولا أندم على شيء».


لقاء الثالثة فجراً



| سهيل الحويك |

كان لا بد لكاتب هذه السطور من لقاء التونسي نبيل معلول، المدرب الجديد لمنتخب الكويت في كرة القدم. لقاء شخصي وليس عابراً.

بالتأكيد لم يحلُ لي سرقة بضع دقائق منه بعيد المؤتمر الصحافي الذي عقد يوم أول من أمس في مقر الاتحاد في العديلية حيث جرى التوقيع، فضلاً عن الكشف عن قائمة اللاعبين وتحديد الخطوط العريضة للمرحلة المقبلة.

في الأساس، لم أحضر المؤتمر. أردت التعرف إليه عن قرب بعد أن سبق لي أن تابعته كلاعب ومدرب وأخيراً كمحلل فني.

علمت بأن معلول سيتوجه إلى العاصمة القطرية الدوحة فجر أمس الاثنين، فعقدت العزم على تعقبه، وهذا ما كان في الساعة الثالثة فجراً في حرم مطار الكويت الدولي.

معلول شخصية مسالمة ومحببة وطيبة ومتواضعة يمنحك شعوراً بأنه «وُجد» ليعيش كرة القدم التي لم يتوقف عن الحديث عنها طيلة الساعة التي جمعتني به والتي توقفنا خلالها غير مرة إفساحاً في المجال أمام المعجبين للسلام على «المنقذ» والتقاط الصور معه.

ثمة ثقة لمستها في كل من كان يحيي معلول ويبارك له توقيع العقد ويتمنى له حظاً سعيداً في مهمته الجديدة.

ولا شك في أن عدد الذين توقفوا لتحيته يؤكد قدر الاهتمام الذي يحظى به «الأزرق» تحديداً لدى الشارع الكويتي الذي سئم تدهور المنتخب.

لا يترك لك نبيل الفرصة للتنفس بعد أي سؤال تطرحه عليه، فلديه سرعة بدهية لا مثيل لها، وهو ينظر مباشرة في عينيك خلال الحوار فيمنحك طمأنينة داخلية، بمعنى انك تشعر بالقدر الكبير من الاهتمام الذي يوليه لأسئلتك واستمتاعه بها.

يدرك بأن الحياة فيها فشل وفيها نجاح، وردد كثيراً «إرادة المولى عزّ وجلّ»، وبدا جاهزاً للتحدي الذي ينتظره.

قبل أن يودعنا متجهاً الى صالة الانتظار في المطار، قلت له مازحاً: «كوتش. اراك تحلل المباريات بشكل دقيق، فإذا كنت تملك كل هذه الرؤية والقدرة على كشف الخصوم، فإنك بلا شك ستفوز بكل المباريات مع الكويت»، ابتسم وقال: «كرة القدم قائمة على أخطاء. مهما فعلت، ستبقى معرضاً للخطأ».

ودّعت نبيل معلول والابتسامة تعلو محيّاه، لكنني بالتأكيد سألتقيه مراراً خلال فترة عمله في الكويت.

تشير الساعة إلى الرابعة فجراً، ساعة مرت بسرعة البرق لكنها كانت كفيلة بالتقريب بين كاتب هذه السطور ومدرب نتمنى أن يحقق المأمول، ليس لأنه عربي أو لأن أخلاقه حميدة أو لأن ثمة اعجاباً شخصياً به.

نود أن ينجح لأن «الأزرق» يستحق ذلك ولأن جماهير «الأزرق» تتوق إلى عودة، قد لا تكون حكماً في «استراليا 2015»، لكنها «بإرادة المولى» ستأتي... ربما على يد هذا الرجل الـ «النبيل»... إذا «تركوه يعمل بحرية».

الخميس، 13 نوفمبر 2014

لقاء جيرارد - راوول

 منشور في جريدة "الراي" الكويتية 


كتب: سهيل الحويك





● يستعد الانكليزي ستيفن جيرارد الذي لطالما اعتبر أيقونة لفريق ليفربول لكرة القدم، للقيام بخطوة مفصلية في مسيرته قد تتمثل بالرحيل عن «انفيلد رود» بنهاية الموسم الراهن نتيجة تقهقر منسوب تأثيره على تشكيلة المدرب الايرلندي الشمالي برندن رودجرز، خصوصاً انه في الـ34 من العمر.

قبل اسابيع، صرح جيرارد بأنه تلقى عروضا عدة لترك «الحمر» قبل سنوات ابرزها من ريال مدريد الاسباني بيد انه رفض، واشار في الوقت نفسه الى انه يخشى ان يندم مستقبلاً لعدم قيامه بالخطوة التي كانت ستقوده الى «سانتياغو برنابيو».

ورشح عن تقارير عدة ان جيرارد المعتزل دولياً قد يتحول الى الولايات المتحدة، وتحديداً الى نادي نيويورك كوزموس.

يعود تاريخ احد العروض التي جاءته من ريال مدريد الى ايام كان راوول غونزاليس يتألق في صفوف «الملكي».

وفي حال انتقاله الى الولايات المتحدة، فإن جيرارد سيجتمع براوول، لكن ليس في النادي المدريدي، بل في كوزموس بعد ان وقع اللاعب الاسباني في الآونة الاخيرة على كشوفات الفريق نفسه.

● لا خلاف على ان التشيلي اليكسيس سانشيز هو بحق صفقة ناجحة بالنسبة الى ارسنال الانكليزي، الى درجة اعتبرته الصحافة البريطانية بمثابة «نصف الفريق» الذي يقوده المدرب الفرنسي ارسين فينغر.

في ملعب «الإمارات»، بات سانشيز اللاعب الرقم واحد بفضل غزارة اهدافه وعطاءاته، الامر الذي دفع كثيرين الى التساؤل عن السبب في تخلي برشلونة الاسباني عنه بنهاية الموسم الماضي.

صحيح ان اليكسيس شعر بالكثير من عدم التقدير في «كامب نو»، وكان الامر طبيعياً، خصوصاً ان الارجنتيني ليونيل ميسي كان وما زال الجاذب الاول في الفريق، بيد ان رحيله لم يكن فقط بسبب ذلك.

فقد كشف تقرير ان سانشيز اراد الرحيل الا ان ذلك لم يكن الدافع الوحيد، إذ ان اللاعب اراد ارسنال بالتحديد، والدليل على ذلك ان النجم التشيلي الفذّ أجبر برشلونة على الموافقة على عرض النادي اللندني الذي قلّت قيمته 4 ملايين يورو مقارنةً بعرض تقدم به ليفربول.

● يبدو ان المقام لن يطول بالألماني ماركو رويس في ناديه بوروسيا دورتموند، وهو ما تتحدث به دورياً معظم الصحف الكبرى في «القارة العجوز».

مانشستر سيتي ومانشستر يونايتد الانكليزيان وبايرن ميونيخ الالماني ستتقدم بعروض رسمية لضم اللاعب بنهاية الموسم الراهن، وكذلك برشلونة.
قبل ايام جرى تسريب اخبار من داخل اسوار «ستامفورد بريدج» تتحدث عن رغبة البرتغالي جوزيه مورينيو، مدرب تشلسي اللندني، في الحصول على رويس مقابل التنازل عن مواطنه اندري شورله لدورتموند.

ريال مدريد ايضاً يسعى الى خطب ود اللاعب الذي يبدو ان زميليه السابقين في بوروسيا، ماريو غوتسه والبولندي روبرت ليفاندوفسكي لن يتأخرا عن لعب دور في إقناعه بالالتحاق بهما في بايرن ميونيخ.

الثلاثاء، 11 نوفمبر 2014

خمسة أسباب لـ"انفصام" بوروسيا دورتموند

 منشور في جريدة "النهار" اللبنانية

كتب: سهيل الحويك



لم يكن أكثر المتشائمين من عشاق بوروسيا دورتموند يرسمون السيناريو الحالي الذي يعيشه الفريق على محور الدوري الالماني لكرة القدم، اذ بات مهدداً بالهبوط بعدما كان قاب قوسين او ادنى من تزعّم "القارة العجوز"، لولا خسارته في نهائي "ويمبلي" الشهير عام 2013 امام مواطنه بايرن ميونيخ (1-2).
لم يعش رجال المدرب يورغن كلوب بداية كهذه في "البوندسليغه" منذ سنوات وبدوا لفترة ليست بالقصيرة الوحيدين القادرين على ازعاج "العملاق البافاري"، لا بل اقصائه من برجه العاجي وشغل مكانه عن جدارة. وهذا ما حصل تحديداً في 2012 عندما انتزع الـ"بي في بي" ثنائية الدوري والكأس في المانيا.
صحيح ان "الفريق الاصفر والاسود" عانى الامرّين في الموسم الماضي ومطلع الموسم الحالي نتيجة غياب اكثر من نصف عديده بداعي الاصابة، بيد ان عودة ابرز هؤلاء، ونعني بهم ماركو رويس وايلكاي غوندوغان ابقت النتائج على الجبهة المحلية على حالها.
كان كلوب يمني النفس بالفوز على بايرن في "اليانز ارينا" ضمن المرحلة العاشرة من الدوري المحلي كي يبني على المكتسبات مقتضاها، غير ان الخسارة 1-2 على رغم التقدم برأسية رويس احبطت تلك المحاولة المعتبَرة حيوية.
اللافت ان دورتموند يعيش نوعاً من الانفصام في الشخصية اذ يتألق بصورة ممتازة على جبهة دوري ابطال أوروبا، على رغم ان مجموعته الرابعة تضم ارسنال الانكليزي وغلطة سراي التركي واندرليخت البلجيكي، وقد حقق اربعة انتصارات متتالية وحجز مقعده في دور الـ16.
فكيف للاعبيه التألق على الجبهة الخارجية المعتَبَرة اصعب من الجبهة المحلية حيث يقاسون الويل؟
كلوب، الذي وصل الى "سيغنال ايدونا بارك" قبل ست سنوات، قال بعد احدى هزائم رجاله في "البوندسليغه": "فريقي لعب من دون غاية وهدف". 

فهل كانت تلك الكلمات اعلاناً صريحاً منه عن الاستسلام؟
تنحصر اسباب تقهقر بوروسيا دورتموند محلياً وتعرضه لـ 7 هزائم في اول عشر مباريات ضمن الدوري الالماني في خمسة:


الدفاع المتهالك
اهتزت شباك الفريق 17 مرة في اول 11 مباراة. ليس هو السجل الأسوأ في المسابقة، بيد انه لا يليق بالنادي. ارتكب الدفاع اخطاء ساذجة بينها ذاك المرتكب على الفرنسي فرانك ريبيري من البوسني نيفين سوبوتيتش في المباراة امام بايرن ميونيخ وافرز ضربة جزاء للفريق البافاري سجل منها الهولندي اريين روبن هدف الفوز 2-1 في الدقيقة 85. حتى هاميلس المطارد من عدد كبير من النوادي الاوروبية الكبرى وزميله في المنتخب اريك دورم، ارتكبا هفوات، من دون ان ننسى أخطاء الحارس الدولي رومان فايدنفيلر.


تراجع الفعالية في الهجمات المرتدة
فرض دورتموند نفسه في السنوات الاخيرة بفضل الهجمات المرتدة السريعة التي اعتبرت "ماركة مسجلة" باسمه. في الموسم الراهن، يبدو ان لاعبيه ما عادوا قادرين على انتاج تلك الهجمات طوال الدقائق التسعين. لوحظ ان معظم الاهداف التي تدخل مرماه تسجل في الدقائق الثلاثين الاخيرة، الامر الذي يفيد أن لياقة لاعبيه وقدرتهم على الصمود تتراجعان ابتداء من الدقيقة 60، وهو ما كشفه الخصوم ولا شك في انهم لعبوا عليه.


كثرة الاصابات

لا يزال افتقاد اللاعبين بسبب الاصابات المتلاحقة يؤرق كلوب ويحرمه الاستقرار المطلوب، وصبت الاصابة الاخيرة التي تعرض لها هاميلس مزيداً من الزيت على النار.


"عامل رويس"
يكاد لا يمر اسبوع الا ويخرج كارل-هاينتس رومينيغه رئيس مجلس ادارة بايرن ميونيخ للحديث الى الاعلام عن الشرط الجزائي في عقد ماركو رويس، في اشارة الى رغبة "العملاق البافاري" في الحصول على اللاعب. كثيرون لا يرون ان ثمة تأثيراً لمحاولات بايرن على اداء رويس في الملعب، بيد ان الاخير كتب في الاونة الاخيرة في حسابه على موقع "فايسبوك" للتواصل الاجتماعي: "الآخرون يفكرون أكثر مني حالياً في الموضوع (الانتقال الى بايرن)"، الامر الذي يؤكد تفاعله مع المسألة وتأثره بها.


غياب الحافز
عندما يأتي الحديث عن دوري ابطال أوروبا، يبدو دورتموند متحفزاً ومركزاً، وهذا ما انعكس تأهلاً مبكراً لدور الـ16 بعد اربعة انتصارات متتالية واداء مقنع. فهل ان حديث كلوب الى اللاعبين قبل المباريات الأوروبية يختلف عن حديثه قبل المباريات المحلية، ام ان اللاعبين يستخفّون بخصومهم في "البوندسليغه"؟



يتوجب على لاعبي بوروسيا دورتموند ان يصحوا محلياً وفوراً ويشرعوا بتحقيق الانتصار تلو الانتصار بعد الفوز الاخير على بوروسيا مونشنغلادباخ القوي بغية تحسين الموقع في الترتيب العام، والا فإنهم سيجدون أنفسهم في عداد الهابطين بنهاية الموسم.
واقعٌ لم يعرفه النادي منذ عام 1972.

السبت، 8 نوفمبر 2014

طاعة أنشيلوتي

 منشور في جرية "الراي" الكويتية


كتب سهيل الحويك


هكذا ... وفجأةً ... ودون سابق إنذار ... ومع سابق تصوّر وتصميم، تحوّل الايطالي كارلو انشيلوتي من مدرب لفريق ريال مدريد الاسباني لكرة القدم الى محامي دفاع عن لاعبه البرتغالي كريستيانو رونالدو.

واذا كانت الدعاوى القضائية تبدأ بمحاكم درجة اولى، وتمرّ بالاستئناف، وصولاً الى التمييز، فإن أنشيلوتي بزّها كلها، ونصّب نفسه مدافعاً شرساً عن لاعبه... وهذا ليس بجريمة.

قبل ايام، صرح السويسري جوزيف بلاتر، رئيس الاتحاد الدولي للعبة، بأنه كان يتوجب منح جائزة افضل لاعب في مونديال 2014 الى الحارس مانويل نوير. ظن أنشيلوتي، عاقد الحاجبين، بأن «المسكين» بلاتر يقصد بقوله انه يتوجب منح «الكرة الذهبية» التي تعطى سنوياً الى افضل لاعب في العالم الى نوير الذي يبدو احد المنافسين لـ«سي آر 7». جنّ جنون الايطالي وشنّ هجوماً لاذعاً على بلاتر استلزم من الاخير توضيحاً بأنه لم يكن يعني «كرة الذهب» بل «كرة المونديال». اعتذر «أنشي» وعادت المياه الى مجاريها بين «رئيس جمهورية كرة القدم» ومدرب ما يُسمّى بـ«نادي القرن».

وقبل يومين، ضم أنشيلوتي صوته إلى فلورنتينو بيريز رئيس النادي في الإشادة برونالدو، مؤكداً أنه الأجدر بأن يكون وريث وخليفة أسطورة النادي، الارجنتيني-الاسباني الراحل ألفريدو دي ستيفانو.

سؤال تافه وُجّه الى انشيلوتي خلال مؤتمر صحافي عمّا إذا كان يتفق مع بيريز في ترشيح رونالدو لجائزة «الكرة الذهبية 2014». ماذا ينتظر ذاك الصحافي؟ هل يتوقع ان يرد انشيلوتي بكلمة «لا»؟

وتابع المدرب قائلاً إن النتائج تضع رونالدو في مقدمة المرشحين للفوز بـ«الكرة الذهبية»، واضاف، وهنا بيت القصيد: «وقد ينافسه أحد لاعبي المنتخب الألماني الفائز بكأس العالم 2014».

وقع كارلو في شرّ كلماته. قال بأن احد لاعبي المانيا المتوجّة بالمونديال قد ينافس كريستيانو، وهذا اقرار منه بأن كأس العالم مهمة، ولولا ذلك، لما جاء على ذكرها. ولكن في ذاك المونديال نفسه، تعرض لاعبه نفسه الى خسارة مذلة امام المانيا نفسها وبرباعية نظيفة، فكيف له ان يرشح لاعباً من كأس العالم لـ«الكرة الذهبية» (لاعب الماني) ويقحم الى جانبه لاعباً (رونالدو) خرج من الدور الاول للبطولة ذاتها؟

كما ان من شأن ما جاء في تصريح انشيلوتي عندما قال «احد لاعبي منتخب المانيا الفائز بكأس العالم 2014» ان يقلل من قيمة واحترام الغير. كان عليه تحديد اسم على الاقل من منتخب فرض نفسه بقوة وباتت اسماء لاعبيه على كل لسان. لقد استخفّ الايطالي بمنتخب حل ثالثاً في 2010 وتوّج بطلاً في 2014، فيما خرج منتخب بلاده من الدور الاول في البطولتين نفسهما.

يتشبّث أنشيلوتي بنجومية رونالدو ولا يودّ اي تعكير لصفو ذهن لاعبه، حتى وإن اضطر الى التصريح بما هو كاذب وغير دقيق و«مصلحيّ».

فرونالدو هو منقذ أنشيلوتي الى حدٍّ بات فيه يشبه وضع الارجنتيني ليونيل ميسي في برشلونة الاسباني. رونالدو اكبر من ريال مدريد، من نادي القرن.



لم يعترف «أنشي» بها، لكن ثمة إقرار مستتر منه يوحي بأنه «لولا رونالدو ... انا لا شيء».

الثلاثاء، 4 نوفمبر 2014

ريكاردو كاكا ... عودة الى النهاية

 منشور في جريدة "النهار" اللبنانية




كتب: سهيل الحويك
 
فرضت عودة ريكاردو كاكا الى صفوف منتخب البرازيل لكرة القدم اكثر من علامة استفهام، وخصوصاً ان الفريق دخل في طور اعادة البناء على اثر السقوط المدوي على ارضه امام المانيا 1-7 في الدور نصف النهائي من بطولة كأس العالم الأخيرة، وهو في الـ32 من العمر ولا يملك حظوظاً فعلية للظهور في المونديال المقبل المقرر في روسيا سنة 2018.
بدا كاكا غير آبه بحكم السنين عندما صرح خلال وجوده مع منتخب بلاده في العاصمة الصينية بكين استعدادا لمواجهة الأرجنتين ودياً: "أتيت بهدف القتال للفوز بمكان داخل الفريق"، مع علمه بأنه لم ينضم أصيلاً إلى القائمة، بل ان المدرب كارلوس دونغا استدعاه فقط بعد إصابة تعرض لها لاعب خط الوسط ريكاردو غولارت.
واكد النجم المنتقل حديثاً إلى نادي اورلاندو سيتي الأميركي ويلعب معاراً مع سان باولو البرازيلي، أنه يسعى للاستفادة القصوى من الفرصة الجديدة التي تهيأت امامه مع منتخب بلاده.
ولكن هل يملك كاكا حظوظاً فعلية للاستمرار مع الـ"سيليساو"؟
يقول انه يسعى في المقام الأول الى البقاء ضمن تشكيلة المنتخب المدعو الى خوض مباراتين وديتين أمام تركيا والنمسا وفرض نفسه في تصفيات قارة أميركا الجنوبية المؤهلة لكأس العالم 2018 اعتبارا من السنة المقبلة، اضافة إلى المشاركة في "كوبا أميركا 2015" المقررة في تشيلي.
ريكاردو أكد أن دونغا الذي خلف لويز فيليبي سكولاري بعد كأس العالم الاخيرة، مدرب قادر على دفع مجموعته لتنفيذ أفكاره بحذافيرها والعقلية التي يؤمن بها، وأوضح في حديثه الى موقع الاتحاد الدولي لكرة القدم: "عملت معه مدى 4 سنوات (خلال قيادته المنتخب للمرة الاولى). في البداية لم يكن الأمر سهلا وخصوصا أنني كنت أحد اللاعبين القلائل جدا الذين بقوا من تشكيلة 2006. بدأت على مقاعد الاحتياط وكان علي أن استحق مركزا أساسياً. دونغا هو الشخص الذي سيمنح منتخب البرازيل بعضا من الاندفاع والانضباط. كلمة تجديد لا تناسب الحال التي يمر بها الفريق في الوقت الراهن لأنه لم يفتقد الاندفاع في 2014، بل تدخلت عوامل عدة في عدم تحقيقه النتائج المرجوة. أعتقد أن دونغا قادر على تقديم الكثير"، واضاف: "شخصياً وفي اللحظة التي يشهد فيها منتخبنا تغيرات بالجملة، أفكر في كيفية التأقلم سريعاً".
واعتبر كاكا ان عودته الى المنتخب تمثل حقبة جديدة في مسيرته: "بدأت أكتشف هذا التغيير عندما استدعيت للمرة الأولى بعد كأس العالم 2010. كان التغيير الذي طرأ لافتا مع الجيل الجديد لأن العديد من اللاعبين بادروني بالقول: عندما كنتَ لاعباً صاعداً في سان باولو كنت تمثل القدوة بالنسبة الينا"، وتابع: "تغيرت أمور كثيرة، لكن في الوقت عينه الواقع رائع. أمر جيد أن أشعر بما كنت أشعر به عندما كنت صغيرا إزاء لاعبين آخرين. أحياناً، عندما يتناول افراد الفريق طعام الغداء بعضهم مع بعض، ينظر الي البعض بإعجاب، وأنا سعيد بهذا الأمر".
وعلى رغم كل ذلك، قرر دونغا عدم استدعاء كاكا الى المباراتين الوديتين أمام تركيا والنمسا، الامر الذي شكل بلا شك واقعاً محبطاً لكاكا الذي كان في عداد المنتخب المتوّج بلقب 2002 في كوريا الجنوبية واليابان، بيد انه لم يحظ بفرصة اللعب في تلك البطولة لأكثر من 25 دقيقة.
سعى الى فرض نفسه أساسياً في بطولتي كأس العالم 2006 في المانيا و2010 في جنوب افريقيا، إلا أنه عجز عن الحيلولة دون خروجه من الدور ربع النهائي في المناسبتين.
بقي كاكا واقعياً في طموحاته عندما استدعاه دونغا وحتى قبل ان يعود ويستبعده: "بالنسبة الي، المنتخب مكافأة لجهود تُبذل مع النادي، وبالتالي تبقى الأولوية بالنسبة الي اللعب بشكل متواصل مع سان باولو وتقديم عروض جيدة بشكل متواصل. فإذا رأى الجهاز الفني أني أستحق ان اكون في المنتخب، فسأقبل الدعوة دون شك. وإذا اعتبر أني لا أصلح، فإن هدفي الدائم يتمثل في المحافظة على استقرار مستواي وتقديم عروض جيدة".
لا يكترث كاكا بالنتائج الحالية للمنتخب ويقول: "علينا أن نستلهم من الألمان. تبنّوا سياسة معينة عام 2006 عندما استضافوا كأس العالم وحصدوا الثمار في 2014 (عندما توّجوا ابطالاً للعالم). لم ينطلقوا من الصفر، بل وضعوا برنامجا وطبقوه فحصدوا النتائج في النهاية".
ويبدو الاعتزال بعيداً من كاكا راهناً: "اليوم أنا مرتبط بعقد مع سان باولو يستمر حتى ديسمبر/كانون الاول المقبل، سأتوجه بعدها إلى الولايات المتحدة. لم أخطط لأي شيء على المدى البعيد. كل الأمور متعلقة بلياقتي البدنية والحافز. هل سأستمر في اللعب؟ هل سأقوم بأمور أخرى؟ لا أدري".

الاثنين، 27 أكتوبر 2014

معادلة انشيلوتي

 منشور في جريدة "الراي" الكويتية


 كتب: سهيل الحويك


تختلف مباراة الـ«كلاسيكو» بين ريال مدريد وبرشلونة عن أي استحقاق «حياتي»، وليس رياضياً فحسب.
تنتهي المباراة ... لكن لا ينتهي معها الانتظار المتجدد لـ"كلاسيكو" مقبل.
هي سلسلة بدأت منذ سنوات ولن تنتهي، ومن هذا المنطلق لا زعامة مطلقة لـ"الملكي" ولا ريادة دائمة لـ"العملاق الكاتالوني".
هي صراع وجود آنيّ، وفرد عضلات مؤقت، لا ضربة قاضية في نهايتها لأن المواجهة تتجدد دورياً، موسمياً، وتلقائياً.
كثيرون تحدثوا عن تألق البرتغالي من اصل برازيلي بيبي، الحارس ايكر كاسياس، «ايسكو»، والفرنسي كريم بنزيمة في «كلاسيكو» السبت على استاد «سانتياغو برنابيو»، لكن شخصاً واحداً يستحق الثناء من قبل عشاق الـ"ميرينغي"، المدرب الايطالي كارلو انشيلوتي.
التوقيت الذي حلّ فيه على «الملكي» لم يكن مثالياً البتة. رحيل البرتغالي جوزيه مورينيو، مع كل ما تركه من آثار سلبية، لم يشكل ارضية مثالية للبناء.
كان على كارلو أن يحفر قبل بدء البناء من العدم، من الصفر.
ومهما قيل وقد يقال عن عدم تدخل الرئيس فلورنتينو بيريز بشؤون الفريق، فإن ذلك لا يرقى الى الحقيقة.
«الشامخ» كما يحلو لعشاق ريال مدريد تسمية الرئيس، قد لا يحشر أنفه بالتشكيلة لكنه على مستوى التعاقدات، يبقى حاملاً للكلمة الفصل وفق تطلعاته الاقتصادية.
أنشيلوتي ادرك هذا الواقع قبل الوصول الى مدريد، وفتح معاركه وفق ما منحه ايّاه بيريز من اسلحة جديدة (الويلزي غاريث بايل) وأخرى موجودة سلفاً، وحارماً إيّاه من أعتدة مهمة (الالماني مسعود أوزيل).
كل من تعاطى مع أنشيلوتي جزم بأنه شخصية طيبة، قريبة من اللاعبين، ومحترفة بدرجة كبيرة.
وفي عالم كرة القدم، لا شيء يعلو على الألقاب، فكيف إذا تناول الحديث ريال مدريد؟ وماذا إن نجح مدرب في قيادة «الملكي» الى تحقيق «العاشرة» في موسمه الاول معه؟ وكيف إن دفعه الى انتزاع كأس اسبانيا على حساب الغريم برشلونة؟
لم ينسَ كارلو ان الفريق الكاتالوني تفوق على رجاله مرتين في دوري الموسم الماضي، لكن الايطالي يبقى واقعياً في مقاربته للتحديات، ويدرك بأن الحساب لا يقوم على مباراة او اثنتين بل على جردة كاملة لما يتحقق بنهاية كل موسم.
برع أنشيلوتي في البناء، وابدع في استغلال العناصر المتوافرة.
اعتقدنا بأن كاسياس انتهى، الا ان كارلو بقي متمسكاً به لأنه يدرك أن الاستحقاقات المقبل عليها «الملكي» تستلزم حارساً خبيراً.
بدا بنزيمة عبئاً على الفريق في كثير من الاحيان غير ان المدرب أبقاه في مدار ثقته به.
حوّل البرتغالي بيبي من «وحش مفترس» الى مقاتل شريف.
وعندما خيّل الى كثيرين بأن «إيسكو» موهبة مهدرة في ريال، راح انشيلوتي يعزز ثقة اللاعب قبل ان يزجّ به في الـ"كلاسيكو" الاخير، فانفجر تألقاً.
اما الالماني توني كروس، فقد حصل في مدريد على ما جاء من أجله. لا نقصد المال بالتأكيد هنا، بل «الاحترام» من خلال الاعتماد عليه اساسياً بشكل دائم الى حد بات معه ورقة لا غنى عنها.
ولا مناص من الاشادة هنا بذاك التعاون الفريد والتبادل الاستراتيجي في المواقع والمهمات اللذين اوجدهما انشيلوتي ما بين كروس والكرواتي لوكا مودريتش.
البرتغالي كريستيانو رونالدو لا ينقصه حبراً للكتابة عنه بعد ان جفّت الاقلام حديثاً عنه وتبجيلاً.
نجح انشيلوتي في خلق «المعادلة الصعبة» والمتمثلة بتحقيق الفوز والاقناع، وهو ما لم ينجح به مورينيو الا في ما ندر من فرص.
اما برشلونة ومدربه لويس انريكي فلا مجال للحديث عنهما اليوم لأنهما لم يقدما اي شيء يذكر منذ انطلاق الموسم. ففي الاختبارين الجديين الوحيدين سقطا، امام باريس سان جرمان الفرنسي في دوري الابطال، واخيرا امام ريال مدريد.

الأحد، 12 أكتوبر 2014

تصفيات آخر زمن

 منشور في جريدة "الراي" الكويتية

كتب: سهيل الحويك


أدى الفرنسي ميشال بلاتيني أمورا ايجابية عدة منذ وصوله الى سدة رئاسة الاتحاد الاوروبي لكرة القدم، وما يحضرني الآن يتمثل في قرار بإقامة المباراة النهائية لمسابقة دوري ابطال اوروبا يوم السبت بعد ان كانت تقام سابقاً منتصف الاسبوع وتحديداً مساء الاربعاء.

وفي حيثيات التعديل الزمني ان الاتحاد القاري يميل الى تشجعي العائلات على اصطحاب اولادها الى الملاعب لحضور النهائي، وان السبت يوم عطلة تماماً كما هي حال ايام الآحاد في «القارة العجوز».

بالتأكيد هذا الدافع المعلن لا يقنع بتاتاً ولا شك في ان التعديل تمّ لدواعٍ لها ارتباطات بالمعلنين وما الى ذلك، وبضرورات النقل في القارة الاسيوية ،حيث مستقبل التسويق للرياضة الاكثر شعبية.

واذا كان نهائي «تشامبيونز ليغ» مهماً، فمن قال بأن الدورين ربع ونصف النهائي ليسا على جانب كبير من الاهمية؟

بلاتيني نفسه كان خلف تفعيل حضور الفرق الصغيرة في دوري الابطال من خلال فتح الباب امامها لولوج البطولة التي تدر ذهباً على فرسانها رغم ضآلة حظوظ تلك الاندية في طرق باب اللقب.

يأخذ البعض على الفرنسي هنا انه سعى الى دعم الفرق الصغيرة من خلال اتحاداتها بهدف الحصول على اكبر شريحة من الاصوات الكفيلة ببقائه على رأس الاتحاد الاوروبي.

مهما قيل، يبقى بلاتيني رجلا نزيها ويعمل بضمير ... حتى الساعة. ونقول «حتى الساعة» لأن كثيرين من رجالات كرة القدم جعلونا نشعر بالسخف بمجرد ان تنكشف قضايا تثبت تورطهم بتلاعب او تهرب ضريبي او فساد، وخير دليل على ذلك البرازيلي جواو هافيلانغ الرئيس التاريخي السابق للاتحاد الدولي للعبة.

يعجبني شخصياً رجل واحد من خارج الملعب منذ بداية علاقتي الغرامية باللعبة هو السويدي لينارت يوهانسون الرئيس السابق للاتحاد الاوروبي لكرة القدم.

بالتأكيد ليس الوحيد الذي عمل بصدق وتفانٍ ونظافة كف. انظر الى ذاك الرجل بثقة، وإن ظهرت بوادر تورطه بقضية ما مستقبلاً وهذا الامر شبه مستحيل، فسأعلن نهاية كرة القدم «الخاصة بي».

نعود الى بلاتيني الذي خلف يوهانسون في المنصب. ميشال كان لاعباً ناشطاً قبل سنوات، مثّل منتخب فرنسا وقادها الى لقب بطولة اوروبا في 1984 التي توج هدافاً لها برصيد 9 اهداف، كما بلغ الدور نصف النهائي لكأس العالم في مناسبتين (1982 و1986)، وارتدى زي يوفنتوس الايطالي وقاده الى التتويج بلقب دوري الابطال 1985 بهدف وحيد سجله بنفسه من علامة الجزاء في مرمى ليفربول الانكليزي.

يدرك ميشال تماماً المعاني الحقيقية للحماس داخل الملاعب، الا انني بدأت أشك في ذلك بعد ان وقع نظري على نظام تصفيات «يورو 2016» المقررة في فرنسا والتي ستستضيف 24 فريقا للمرة الاولى في تاريخ المسابقة.

تقوم التصفيات على 9 مجموعات يتأهل بطل ووصيف كل منها بالاضافة الى افضل فريق يحتل المركز الثالث، ليصبح العدد 19. ثم يقام ملحق بين الفرق الثمانية التي احتلت المركز الثالث في المجموعات الثماني الاخرى يتأهل منها اربعة ليرتفع العدد الى 23 يضاف اليها فرنسا لنصل الى 24.

تنظر الى منتخبات المجموعات فترى بأن الكبار سيتأهلون حتماً جميعاً وإن واجهت بعض العثرات خلال مشوارها.

كان الاجدى ببلاتيني تأهيل «الكبار» مباشرة الى النهائيات واراحة «اجندة فيفا» في مقابل القيام بتصفيات خاصة بالفرق الضعيفة وفق تصنيفها لدى الاتحاد الدولي على ان يتأهل منها من هو جدير بذلك.

تصفيات «يورو 2016» برأيي فشلٌ يسجَّل في حق بلاتيني لان كرة القدم متعة، الا ان ميشال ذا الاصول الايطالية، قتلها عن سابق عدم دراسة معمقة.

السبت، 27 سبتمبر 2014

لعنة ... واكثر (البرازيل تطلب مباراة ثأر امام المانيا)

منشور في "الراي" الكويتية



كتب: سهيل الحويك





كان رد فعلي الفوري اثر وقوع عينيّ على ذاك الخبر... عادياً، الى ان اعترته ابتسامة عريضة من القلب.

يقول الخبر ان رئيس الاتحاد البرازيلي لكرة القدم خوسيه ماريا مارين ابدى رغبة في أن يخوض منتخب بلاده مباراة ودية أمام نظيره الألماني في المستقبل القريب لتتاح له فرصة «الانتقام» من الهزيمة المذلة التي تجرعها بطل العالم خمس مرات أمام «الماكينات» 1-7 في الدور نصف النهائي من مونديال 2014.

وقال مارين لصحيفة «أو استادو دي ساو باولو» المحلية: «نرغب في خوض هذه المباراة في أسرع وقت من أجل وأد ما حدث خلال كأس العالم».

هذا التصريح يلخص ما تعاني منه البرازيل منذ الخسارة المهينة التي انست «بلاد السامبا» الهزيمة النكراء في ملعب «ماراكانا» في ريو دي جانيرو امام الاوروغواي 1-2 في المباراة الختامية لمونديال 1950 والتي حرمت البرازيل نفسها من اللقب العالمي الاول في تاريخها.

وطبقا لما نشرته الصحيفة، فإن مارين سيقبل بأي شروط تفرضها ألمانيا للحصول على فرصة تتيح لـ «راقصي السامبا» رد اعتبارهم: «يمكننا الذهاب إلى ألمانيا إذا أرادوا. ليست لدينا مشاكل في الأمر. نتطلع الى طي هذه الصفحة».

هنا نسي مارين ان الخسارة بنتيجة 1-7 لم تكن في مناسبة ودية ولم تقم على ارض محايدة. كانت مباراة رسمية وفي الدور نصف النهائي لمونديال اقيم في البرازيل.

أراد رئيس الاتحاد السير بعباراته الواهية فوق حقيقة ان البرازيل وإن كُتب لها الفوز على المانيا ودياً في عقر دارها 7-1 فإنها لن تتمكن من مسح «عار مونديال 2014»، لسبب واحد يتمثل في كون الخسارة في كأس العالم داخل اراضي «امة كرة القدم» وبنتيجة خرافية هي جرح بليغ لا يمكن ان يندمل الا في حالة واحدة: المانيا تنظم كأس العالم وتواجه البرازيل، وتخسر امامها بفارق ستة اهداف. وهذا الاحتمال لا يمكن تخيله في المدى المنظور.

يدرك مارين وكل البرازيل بأن المباراة الودية لا تبث «شعور كأس العالم» في من يخوضها، وحتى الفوز على المانيا في عقر دارها ودياً بـ100-صفر لن يعني شيئا على الاطلاق.

وها هي الارجنتين تخسر امام المانيا صفر-1 في نهائي المونديال الاخير ثم تتغلب عليها في عقر دارها في فرانكفورت 4-2 قبل اسابيع. هل تغير الواقع؟ هل بات للارجنتين ثلاثة ألقاب عالمية؟ هل تنازلت المانيا عن النجمة الرابعة؟

مارين أكد أن المواجهة الودية ستعد بمثابة فرصة ذهبية لاستعادة الثقة بالنسبة للمنتخب في ثوبه الجديد بقيادة كارلوس دونغا الذي عاد لتولي المسؤولية الفنية بعد رحيله العام 2010 عقب خروج «راقصي السامبا» من ربع نهائي مونديال جنوب أفريقيا.

وأضاف رئيس الاتحاد، الذي أوضح أن فرصة «الانتقام ورد الاعتبار» لن تكون متاحة قبل 2015 لعدم وجود مواعيد يمكن أن تسمح بتنظيم المباراة الودية في ما تبقى من العام الحالي: «هذا الأمر سيكون مهما بالنسبة لعهد دونغا الجديد».

يجدر بالاتحاد البرازيلي وعلى رأسه مارين التفكير اولاً في بناء فريق قادر على المنافسة الجدية في «كوبا اميركا 2015» في تشيلي، فهناك فقط قد يستعيد الفريق بعضاً من هيبته. اما مواجهة المانيا ودياً والتغلب عليها فلا يمكن ان يحجبا جرحاً بليغاً في صميم البرازيل.

باتت الـ7-1 بمثابة سمة ترافق «منتخب السامبا» اينما حل وارتحل. لا يمكن ان يمحى كل ذلك. تلك الخسارة باتت اهم بكثير من «قبضة مارادونا» في مونديال 1986 و«نطحة زيدان» في 2006، وفوز الجزائر على المانيا 2-1 في 1982.

الهزيمة 1-7 باتت الوجه الثاني لكرة القدم انطلاقاً من تاريخ البرازيل مع اللعبة الاكثر شعبية.

لن تُنسى الهزيمة ولو خاضت البرازيل مليون مباراة ودية امام المانيا وكُتب لها فيها الفوز بأي نتيجة تتمناها، فما يجري في كأس العالم له خصوصيته، وما يجري خارجها يبقى في خانة «اللا شيء».

يجدر بمارين البحث عن طريقة اخرى لتجاوز النكسة، مع العلم ان القبول بها والتعايش معها يبقيان اسهل بكثير.

التاريخ سجّل والتاريخ سيتذكّر والتاريخ لا ينسى... والبرازيل لن تنسى.

الاثنين، 22 سبتمبر 2014

وجبات سريعة

 منشور في "الراي" الكويتية

كتب: سهيل الحويك


خسر ريال مدريد الاسباني أمام مضيفه ريال سوسييداد 2-4 وأمام ضيفه أتلتيكو مدريد 1-2 ضمن الدوري المحلي لكرة القدم، فقامت الدنيا ولم تقعد بمواجهة مدربه الايطالي كارلو انشيلوتي الذي قاده بنهاية الموسم الماضي إلى تحقيق حلم «العاشرة» ووضع حد لذاك النحس الذي لازمه منذ 2002. 
فاز «الملكي» بعد ذلك على ضيفه بازل السويسري 5-1 في دوري أبطال أوروبا ثم على مضيفه ديبورتيفو لاكورونيا 8-2 في الـ «ليغا»، فراح كل من انتقد انشيلوتي قبل أسابيع يشيد به وبنظرته الثاقبة. 
صفّق الجميع للاسباني جوسيب غوارديولا بعد فوز فريقه بايرن ميونيخ الألماني على ضيفه مانشستر سيتي الانكليزي في الجولة الأولى من الدور الأول لمسابقة دوري الابطال بهدف متأخر من جيروم بواتينغ اثر اداء رائع من المضيف. 
بعد أيام قليلة، تعادل البايرن نفسه مع مضيفه هامبورغ سلباً في الـ «بوندسليغا»، فانهالت الانتقادات على غوارديولا، وخياراته التكتيكية، حتى أن البعض بدأ بالتحدث عن إمكان رحيله عن «اليانز ارينا»، كما فعلوا تماماً مع أنشيلوتي حيث جرى تداول اسم الاسباني رافايل بينيتيز، مدرب نابولي الايطالي الحالي، للحلول مكانه مطلع الموسم المقبل. وكما أن المباراة تمتد لـ 90 دقيقة ولا يجوز قبل انقضائها رمي الاتهامات بالتقصير أو بالجهل هنا وهناك، يجدر منح المدرب، أي مدرب، الفرصة كاملة الى حين انتهاء الموسم، وعندها فقط تجوز المحاكمة. 
ليس كارثياً ما أتى به كارلو وجوسيب حتى الساعة منذ انطلاق الموسم، وخصوصاً أن الفرق مازالت في طور تجهيز نفسها لرحلة طويلة جداً. المشكلة تتمثل في أنّ الكلام مجاني والتشفّي من هذا اللاعب أو ذاك المدرب موقف آنيّ لا يُحاكَم عليه من يأتي به. 
كلنا يتذكر ما كان يُقال من قبل عشاق منتخب ألمانيا بحق المدرب يواكيم لوف منذ توليه المنصب في 2006 خلفاً ليورغن كلينسمان. 
قاد الفريق الى انتزاع وصافة أوروبا في 2008 وبلوغ نصف نهائي البطولة القارية 2012 والى احتلال المركز الثالث في مونديال 2010، ووضع ألمانيا على طريق مثالي يطمئن مستقبلها، وعلى رغم ذلك ثمة من كان يهاجم الرجل ويطالب بإقالته وينتقد اتحاد اللعبة في ألمانيا على التمسك به. 
حلّ مونديال 2014، فكان «ناسيونال مانشافت» أفضل منتخب وانتزع اللقب عن جدارة واستحقاق ورسم بسمة على محيّا مشجعيه، فأين كل من هاجم لوف وطالب برجمه قبل فترة؟ 
درس لوف حديث العهد، فلِمَ لا يستشف منه البعض درساً؟ لا شك في أنّه عصر «الوجبات السريعة» التي لا أستحب، وعصر «الأمجاد المزيّفة» التي أسقطها من سجلاتي.

السبت، 20 سبتمبر 2014

اذا كان هذا رأيك... فاخرس يا «قيصر»!

منشور في "الراي" الكويتية




كتب: سهيل الحويك


 

يحظى فرانتس بكنباور باحترام كبير في ألمانيا، أوروبا والعالم بالاستناد الى ما قدمه من تضحيات وخدمات لكرة القدم لاعبا ومدربا ورئيس نادٍ ورئيسا للجنة المنظمة لبطولة كأس العالم، حتى بات شخصية عامة كسرت الطوق الرياضي لتفرض نفسها قوة معتبرة على الساحة الوطنية في بلادها.
بكنباور الملقب بـ «القيصر» توّج بكأس العالم لاعبا (1974) ثم مدربا (1990) بالاضافة الى العديد من الالقاب مع «نادي العمر» بايرن ميونيخ.
قبل يومين وخلال مقابلة مشتركة له مع الهولندي يوهان كرويف لصالح صحيفة «بيلد» الالمانية ذكر بكنباور نفسه ان برشلونة الاسباني «أكبر» من بايرن ميونيخ.
ربما يحق لكرويف الذي سبق له ارتداء زي برشلونة وتدريبه القول: «في أميركا الجنوبية يتطلع الجميع الى الدوري الاسباني. برشلونة هناك اكبر من بايرن، وسيظل كذلك».
اما ان يأتي بكنباور ويزايد على ذاك الكلام، فهذا مرفوض اذ قال الرئيس الفخري الحالي للنادي البافاري: «اتفق معك (مع كرويف) في السبب. برشلونة هو الاكبر عالميا، حتى تاريخيا. في الثلاثينيات والاربعينيات كان فريقا اسطوريا. بدأ بايرن في السطوع العام 1965 من خلال الدوري الالماني».
تأسس برشلونة في 29 نوفمبر 1899 فيما أبصر بايرن النور في 27 فبراير 1900، وهذا يعني بأن الفريق الكاتالوني يكبر نظيره البافاري بحوالي 3 أشهر، وهي مدة لا تشكل فارقا في عمر الاندية.
برشلونة يحمل الجنسية الاسبانية ومن شأن واقعه «اللاتيني» ان يحظى بتعاطف دول أميركا اللاتينية (الجنوبية) وخصوصا ان اسبانيا استعمرت في القارة وخلّفت وراءها عادات وتقاليد أبرزها اللغة، وبالتالي تنبع شعبية النادي في تلك المنطقة من روابط ثقافية وليس من واقع رياضي، في الوقت الذي نتحدث فيه هنا عن كرة القدم.
برشلونة ما كان ليصبح ذاك النادي الكبير لولا منافسة ريال مدريد له وذاك النفور المتبادل بين الجانبين لأسباب سياسية تاريخية بحتة.
بايرن لا تربطه اي علاقة بأميركا الجنوبية ولا يدين لأي نادٍ في ألمانيا بشهرته الخارجية، بل حققها بـ «عرق الجبين».
وفوق كل ذلك انتظر برشلونة حتى 1992 ليتوج زعيما لأوروبا للمرة الاولى في وقت كان البايرن يتبختر بتاريخه القاري المزدان بثلاثة ألقاب أوروبية (1974، 1975، 1976). وعندما تعادل الجانبان على هذا الصعيد بالألقاب (اضاف برشلونة ثلاثة في 2006 و2009 و2011 وبايرن في 2001)، عاد العملاق البافاري ليسبق النادي الكاتالوني بتتويج خامس في 2013.
بايرن أحرز كأس العالم للاندية (الكأس القارية سابقا) 3 مرات، فيما حقق برشلونة اللقب مرتين فقط.
هنا فقط نتلمّس من هو «الاكبر» بالالقاب وليس بـ «السمعة الواهية» وان كان «القيصر» يؤمن بغير ذلك فالأفضل له ان «يخرس»!

الخميس، 18 سبتمبر 2014

هؤلاء هم فرسان دوري الأبطال




منشور في "الراي" الكويتية

     


كتب: سهيل الحوبك


انطلقت مسابقة دوري ابطال أوروبا لكرة القدم بزخم متعاظم هذا الموسم بعد ان بات اللقب القاري مطمعاً لأعتى النوادي في «القارة العجوز».
مجرد التفكير في ان المباراة النهائية المقررة في الاستاد الاولمبي في العاصمة الالمانية برلين يوم 6 يونيو 2015 لن تفرز سوى بطل واحد، يفرض اكثر من علامة استفهام لعل ابرزها يتمثل في قدرة الفرق الكبرى «الخاسرة» في نهاية الرهان على تقبل السقوط على الجبهة القارية بعد الملايين التي صرفتها على الاستعداد والجهد المضني الذي بُذل في سبيل الكأس ذات الاذنين الكبيرتين.
لا شك في ان النسخة الـ60 للبطولة ككل والـ23 منذ تحولها الى المسمى الجديد «دوري ابطال اوروبا» ستشهد حروبا بين ابرز اركانها. 

ريال مدريد الاسباني مثلا لن يرضى بالتنازل عن اللقب الذي انتزعه في الموسم الماضي بعد طول انتظار. صحيح انه حقق «العاشرة» لكن كلام رئيسه فلورنتينو بيريز عقب التتويج في لشبونة واصراره على انتزاع اللقب الـ11 يؤكد ان «الملكي» في صراع دائم مع الكأس الاوروبية التي تمثل اغلى الانجازات بالنسبة له.
ريال لم يأت بهداف مونديال 2014 الكولومبي خاميس رودريغيز فقط لبيع قمصان تحمل اسمه ولم يتعاقد مع الالماني توني كروس، بطل العالم فقط ليستمتع جمهور «سانتياغو برنابيه» بتمريراته. أتى بهما بهدف استكمال سطوته الاوروبية، وإن تخلّى بصورة اغضبت السواد الاعظم من مشجعيه عن الارجنتيني انخيل دي ماريا وتشابي الونسو.


يرى البعض بأن ريال يهمّ لإحراز اللقب الـ11 في تاريخه بكل قواه قبل خسارة البرتغالي كريستيانو رونالدو الذي يرجح كثيرون عودته الى انكلترا وتحديدا الى ناديه السابق مانشستر يونايتد بنهاية الموسم الراهن بعد ان ابدى امتعاضا في النادي الاسباني بسبب سياسة الضم والتخلي عن اللاعبين.
صحيح ان «الشياطين الحمر» قد لا يكون بمقدورهم ضمان توفير السيولة لاستعادة «سي ار 7» إلا ان الجار مانشستر سيتي سيكون جاهزا ومتأهبا لتوفير متطلبات اللاعب الذي قيل انه اشترط الحصول على 500 الف جنيه استرليني (حوالي 625 الف يورو) للعودة الى «اولد ترافورد»، فيما اشارت تقارير الى ان «سيتي» مستعد لسداد 800 الف يورو اسبوعيا للاعب في حال وافق على ارتداء «الزي السماوي».
برشلونة الاسباني بقيادة مدربه لويس انريكي لن يجد نفسه بعيدا عن منصة التتويج الاوروبية التي ولجها للمرة الاخيرة في العام 2011 على حساب مانشستر يونايتد وخصوصا ان لاعبه الارجنتيني الفذ ليونيل ميسي يسعى الى تعويض خيبة الخسارة المرّة في نهائي مونديال 2014 امام ألمانيا ونسيان نكسة الموسم الماضي حين فشل في احراز اي لقب جماعي رئيسي مع ناديه.
وينطبق الامر نفسه على زميله البرازيلي نيمار دا سيلفا الذي لم يتمكن من ترك اي بصمة في الموسم الماضي الذي شكل بداية مسيرته مع النادي الكاتالوني.
ثمة أجواء تفاؤلية في برشلونة الا ان الفريق الذي يمر بمرحلة انتقالية ما زال يبحث عن هوية جديدة بعد ان تعاقب على قيادته عقب جوسيب غوارديولا ثلاثة مدربين هم الراحل تيتو فيلانوفا، الارجنتيني خيراردو مارتينو وانريكي.
تشلسي الانكليزي بقيادة مدربه البرتغالي جوزيه مورينيو لن يستوعب عدم لعبه أدوارا أولى في دوري أبطال هذا الموسم بعد ان عزز صفوفه بأكثر من لاعب فتاك على رأسهم البرازيلي - الاسباني دييغو كوستا نجم الجولات الاولى من الدوري الممتاز وزميله الاسباني فرانشيسك فابريغاس القادم من برشلونة.
لقد نجح هذا الثنائي ليس فقط في ضمان انتصارات عدة لـ «البلوز» بل في تحويل الفريق من مجموعة لاعبين يدافعون الى مجموعة من اللاعبين التواقين الى هز شباك الخصوم.
لقد وصل مورينيو الى التشكيلة التي يريد ودكة الاحتياط التي يبتغي لكن المشكلة الوحيدة التي قد يعاني منها في سياق الموسم تتمثل في تعويض كوستا او «سيسك» بحال تعرض احدهما للاصابة.
بدأ تشلسي حملته بتعادل خاسر على ارضه امام شالكه الالماني 1-1، الا ان تأهله يبدو مسألة وقت.
على العموم، تعتبر التشكيلة الحالية أقوى بكثير من تشكيلة «تشلسي 2012» التي حققت المفاجأة وانتزعت كأس دوري أبطال أوروبا للمرة الاولى على حساب بايرن ميونيخ الالماني في «اليانز ارينا»، وبالتالي لن يكون امام مورينيو الكثير من الحجج لطرحها على طاولة مالك النادي المليادير الروسي رومان ابراموفيتش في حال الفشل في تحقيق اللقب القاري الذي يلهث البرتغالي خلفه منذ 2010 عندما توج به مع انترميلان الايطالي للمرة الأخيرة.
ويبقى بايرن ميونيخ المرشح الدائم لانتزاع اللقب الاوروبي ليس فقط لوجود العمود الفقري لمنتخب ألمانيا بطل العالم في صفوفه، بل بالاستناد الى عوامل عدة أبرزها خبرة الفريق في المسابقة وتواجد غوارديولا على رأس ادارته الفنية.
يملك البايرن، الذي فاز في المباراة الاولى على مانشستر سيتي 1-صفر، العوامل كافة لولوج «نهائي برلين» بيد أن المشكلة الوحيدة تتمثل في عدم استقرار «بيب» على التشكيلة وميله الدائم الى استنباط خطط جديدة قد تربك الفريق مستقبلاً.
غوارديولا يواجه أيضاً مشكلة أخرى تتمثل بكثرة الإصابات في صفوفه وعدم قدرته على الاعتماد على قوته الضاربة دائماً، فباستيان شفاينشتايغر ما زال يعاني منذ نهائي المونديال، الفرنسي فرانك ريبيري لم يشف تماماً وكذلك الحال بالنسبة الى الهولندي اريين روبن والاسباني خافي مارتينيز وتياغو الكانتارا، فيما انتكس هولغر بادشتوبر مجدداً.
كانت ضربة معلم صفقة تشابي ألونسو. فهذا اللاعب يشكل مكسباً أينما حلّ وارتحل بفضل خبرته وتجربته الطويلة وقدراته التي يحتاجها أي فريق بطموحات كبيرة. ألونسو قادر على منح التوازن للبايرن الذي عانى في السنوات الأخيرة من بعض الخلل في الدفاع، ولا شك في أن وصول المغربي المهدي بنعطية سيقوي الخطوط الخلفية أيضاً.
لم ينسَ بايرن السقوط الرباعي على أرضه أمام ريال مدريد في اياب نصف نهائي الموسم الماضي، ويسعى بالتالي الى عودة مظفرة الى النهائي.
هذه هي برأيي الفرق المرشحة على الورق لانتزاع اللقب الأوروبي في مسابقة لم تعد تخضع للمفاجآت، إلا أنه يجب ألا ننسى قدرات مانشستر سيتي، وقوة باريس سان جرمان الفرنسي في حال كان السويدي زلاتان ابراهيموفيتش في قمة مستواه، ويوفنتوس الايطالي الذي يحتاج الى بعض الحظ لتجاوز عجزه القاري، واتلتيكو مدريد الاسباني الذي اكتسب «خبرة المسابقة» ولم يعد طفلاً يحبو على عشبها، وبوروسيا دورتموند الألماني الذي يقوم دوماً بدور الكومندوس ويثبت شغفاً متواصلاً، وأرسنال اللندني الذي قد يفاجئ نفسه قبل الجميع، ومواطنه ليفربول الذي لا يبدو مؤهلاً الا انه يبقى مؤمناً بحظوظه على غرار ما حصل في 2005 يوم توّج باللقب رغماً عن ميلان الايطالي المرشح الاقوى في حينه.

الاثنين، 15 سبتمبر 2014

هدير كروي من تركيا: "أهلاً بكم في الجحيم"!

 منشور في جريدة "النهار" اللبنانية




 كتب: سهيل الحويك

صحيح ان نوادي كرة القدم الأوروبية، ولا سيما منها الكبرى، تتميّز بقدرتها على جذب ابرز نجوم اللعبة في العالم بفضل اموالها وسمعتها، غير ان اللافت يتمثل في كونها عاجزة عن رفع نسبة حماسة جماهيرها خلال المباريات التي تستضيفها على ارضها مقارنةً بفرق تقل عنها شهرة.
نوادٍ كريال مدريد وبرشلونة (اسبانيا)، بايرن ميونيخ (المانيا)، باريس سان جيرمان (فرنسا)، يوفنتوس وميلان وانترناسيونالي ميلانو وروما ونابولي (ايطاليا)، مانشستر يونايتد ومانشستر سيتي وارسنال وتشلسي (انكلترا)، تحتل مراكز متقدمة على مستوى الشعبية، بيد انها لا تظهر في لائحة الفرق صاحبة الملاعب "الأكثر هديراً" في العالم.
واللافت في الموضوع ان الريادة على هذا الصعيد تعود الى ثلاثة استادات تركية تحتل المراكز الاولى، يأتي في مقدمها "تورك تيليكوم ارينا" الخاص بنادي غلطة سراي والذي يبلغ هدير مشجعيه ما نسبته 131 ديسيبلاً.
اكتسب هذا الملعب شهرة واسعة ويلقب بـ"الجحيم" بفعل اجواء مجنونة تفرضها الجماهير التي اعتادت الترحيب بالضيف بكلمات شهيرة "أهلاً بك في الجحيم".
ويأتي "أتاتورك اولمبيك ستاديوم" الخاص بنادي بشيكتاش التركي في المركز الثاني.
يعرف هذا النادي بـ"فريق الشعب" اذ يتشكل معظم جمهوره من الطبقة العاملة والميّالين الى اليسار المتطرف سياسياً، مقارنةً بجماهير الخصمين اللدودين غلطة سراي وفنربغشة.
ويشغل "سوكرو ساراكوغلو ستاديوم" العائد الى فنربغشة، المركز الثالث على صعيد الملاعب الاكثر إحداثاً للضوضاء في العالم.
توج النادي بلقب الدوري المحلي في 18 مناسبة، وبكأس تركيا ست مرات، وكان ملعبه يستوعب 25 الف متفرج في ما مضى، قبل ان يخضع للتحديث والتطوير ثلاث مرات حتى بات قادراً على استقبال 62 الف متفرج.
صحيح ان الرقم القياسي لعدد الحضور بلغ في اقصاه 50025 متفرجاً، الا ان ضوضاء جماهير فنربغشة تعتبر مرعبة. ويتميز مشجعوه بقدرتهم على فرض اجواء من شأنها إخافة الضيوف.
المركز الرابع وبشبه مفاجأة يعود الى "ريد ستار ستاديوم"، الخاص بنادي ريد ستار بلغراد الصربي بطل الدوري المحلي في 26 مناسبة.
هذا الاستاد هو الاكبر في صربيا ويستوعب 55538 متفرجاً ويلقب بـ"ماراكانا"، تيمناً باستاد "ماراكانا" البرازيلي في ريو دي جانيرو، الذي استضاف المباراة النهائية لبطولة كأس العالم 2014 بين المانيا والارجنتين (1-0).
يعرف عن جمهور النادي الاستخدام الكثيف للالعاب النارية والقنابل الدخانية، الامر الذي دعا مؤسسة "بليتشر ريبورت" الرقمية الاميركية المتخصصة في الرياضة الى اعتبار "ريد ستار ستاديوم" في 2012 الملعب الاكثر رعباً في العالم على الاطلاق.
"فيستفالن شتاديون" او "سيغنال ايدونا بارك" العائد لنادي بوروسيا دورتموند الالماني استحق المركز الخامس، وخصوصا انه يستفيد من حضور 80720 متفرجاً.
ويعود الفضل كذلك في تعزيز الضوضاء الى ما يُعرف بـ"الجدار الاصفر"، وهو ما يُطلق على الجزء الجنوبي من المدرجات، والذي يشتهر بالأجواء الحماسية التي يبثها مرتادوه.
المركز السادس يرجع الى "ابوستولوس نيكولايديس ستاديوم" الخاص بنادي باناثينايكوس اليوناني.
مشجعو باناثينايكوس يستخدمون بصورة كثيفة الالعاب النارية ذات اللون الاخضر، الاعلام الخضراء ذات الحجم الصغير والعملاق، فضلا عن اللافتات الملونة خلال تشجيعهم الفريق، والضوضاء المنبعثة من "البوابة 13" لا تصدق.
"سلتيك بارك" الخاص بنادي سلتيك الاسكتلندي يشغل المركز السابع على مستوى اكثر الملاعب احداثاً للضجة في العالم، علماً انه الاكبر استيعاباً للمتفرجين في البلاد، والسابع في بريطانيا خلف "مورايفيلد"، "اولد ترافورد"، "اولمبيك ستاديوم" (الملعب الاولمبي)، "ويمبلي"، تويكنهام"، و"ميلينيوم ستاديوم" (استاد الالفية). وخير دليل على الصخب الذي يتميز به الملعب، تلك الاجواء التي غلبت عليه عندما تغلب اصحاب الدار على برشلونة الاسباني عام 2012 ضمن مسابقة دوري ابطال أوروبا.
المركز الثامن يحتله "لا بومبونيرا" الخاص بنادي بوكا جونيورز احد اكثر الفرق شعبية ونجاحاً في الارجنتين، وهو يشتهر تحديداً بالاهتزاز الذي يخلفه جمهوره لدى قفزه في المدرجات مردداً الجملة الشهيرة: "بومبونيرا لا يرتجف، بل يضرب".
يتسع الملعب لـ49 الف متفرج وتصل الاجواء الى حدها الاقصى خلال المباريات امام الخصم التاريخي اللدود ريفر بلايت.
"ستاديون فينورد" الخاص بنادي فينورد روتردام الهولندي يلقب بـ"دي كويب" (اي الحوض)، ويحتل المركز التاسع عالميا لجهة الضوضاء التي يفرضها جمهوره، علما انه قادر على استيعاب 51 الف متفرج حداً اقصى.
لدى مشجعي النادي، بطل هولندا 14 مرة، كتاب يحتوي على اناشيد للتشجيع بينها واحد يحمل عنوان "فينورد حتى الموت".
وحده ليفربول الانكليزي من الفرق العريقة الكبرى نجح في اختراق لائحة الاوائل من خلال ملعبه الشهير "انفيلد" محتلاً المركز العاشر.
ابصر الاستاد النور في 1884 وكان خاصاً بالجار اللدود نادي ايفرتون، قبل ان يتحول الى ملعب لليفربول حامل لقب بطل الدوري المحلي 19 مرة.

شاي أخضر

منشور في جريدة "الراي" الكويتية






كتب سهيل الحويك






• انظر الى كل محتفل بفوز الأرجنتين الأخير على ألمانيا في مباراة دولية ودية لكرة القدم (4-2) نظرة فراغ، ومنهم عامل الكافيتيريا البنغالي في دوام العمل.
في كل مرة يأتيني بكوب الشاي الأخضر الخالي من السكر، يشير إلي بأصابعه الأربعة للدلالة على الفور الرباعي.
في بنغلاديش ثمة من هم مولعون بالارجنتين ومارادونا وميسي وهو بالتأكيد واحد منهم. احاول ان اشرح له بين الفينة والاخرى وبالانكليزية «المعربنة» الفارق ما بين المباراة النهائية لبطولة كأس العالم (2014) التي فاز بها الألمان على الارجنتينيين بالذات والمباراة الودية التي خسروها أمام الارجنتين 2-4 لكنه يتهرب مني دائما متذرعا بكثرة الطلبات الى ان فقدت الامل في اقناعه... ومنه.
كنت اشعر دوما بالضيق من عبدالسلام، واتفادى ان اطلب منه الشاي الأخضر الذي يعده لي بعناية فائقة مع حرصه على غسل الكوب الخاص بي دورياً، إلا انني اقتنعت في نهاية المطاف بخسارتي غير المستحقة امامه.
وكي لا يستفزني بعد اليوم بالرباعية، بدأت اعتبرها تذكيرا دائما لي، وإن كنت لا انسى، بأن منتخب المانيا (فريقي المفضل منذ 33 عاما) يمتلك اربع نجوم نظير تتويجه بكأس العالم في اربع مناسبات، بينما لا تمتلك «ارجنتينه» سوى نجمتين، لكنه لا يعلم او ربما يعلم. المهم هو الكوب المشعّ والشاي الاخضر.

• اميل شخصيا الى بطولات المنتخبات اي كأس العالم وكأس اوروبا وكأس افريقيا وكأس اسيا، وبالتأكيد ليس كأس اميركا الجنوبية التي تعرف بـ«كوبا اميركا» لان القيمين عليها دأبوا في السنوات الاخيرة على دعوة فرق من خارج القارة للمشاركة في الدورة التي فقدت بالتالي صفتها.
اميل الى بطولات المنتخبات مقارنة ببطولات الاندية وتحديدا الدوريات الاوروبية المحلية ودوري ابطال اوروبا.
اشعر بأن الاموال هي من تخوض مباريات الاندية وليس قدرات الامم.
ها هو ريال مدريد يبدل جلده هذا الموسم وكذلك برشلونة ومانشستر يونايتد وبايرن ميونيخ ويوفنتوس وميلان وغيرها، بشكل يفقد اللعبة مصداقيتها الواجبة.
شعار كرة القدم الاوروبية بات التالي «معي اموال... فمن يتحداني؟». كنت افضل صراحة وضع قواعد تحكم تحركات الاندية في اسواق اللاعبين. لمَ لا يجري مثلا تحديد عدد الاجانب في كل فريق او وضع شرط يلزم اللاعب الجديد بضرورة البقاء مع هذا النادي او ذاك لفترة 3 سنوات كحد ادنى؟
هكذا تكسب الفرق هوية وتصبح عملية متابعتها مجدية.
واشير هنا أيضاً إلى نظام الاعارة الذي يضحك على نظام الانتقالات ويستغل جهله ... فعلاً مسرحية هزلية.
اصبحت بطولات الاندية مجرد «SHOW» فيما بقيت بطولات المنتخبات «الساحة الاوضح» لابراز العضلات الحقة وليس مجرد بالونات هواء لا تلبث ان تطير قبل ان تنفجر مخلفة هدوءا تصم به آذان عشاق «المستديرة» الحقيقيين.

الاثنين، 18 أغسطس 2014

عودٌ على بدء: إستكمالٌ لأمرٍ أم مجرد حنين إلى الماضي؟



 منشور في "النهار" اللبنانية

كتب: سهيل الحويك


عمّاذا يبحث اللاعب العائد الى ناديه السابق؟
سؤال فرض نفسه عندما قرر المهاجم العاجي المخضرم ديدييه دروغبا العودة لارتداء قميص فريق تشلسي الانكليزي لكرة القدم لموسم واحد.
أهي خطوة لاستكمال أمر ما أم حنين إلى ما مضى؟


دروغبا أمضى سابقاً ثمانية أعوام في "ستامفورد بريدج"، آخرها في 2012 بعد أن أحرز ركلة الجزاء الترجيحية الحاسمة في نهائي دوري أبطال أوروبا أمام بايرن ميونيخ الالماني مانحاً تشلسي لقبه القاري الاول في المسابقة الأم.
بعد مسيرته مع الـ"بلوز" التي انطلقت في 2004 قادماً من اولمبيك مرسيليا الفرنسي، توجّه الى الصين للالتحاق بنادي شنغهاي شينهوا ومعه استمر لمدة ستة اشهر فقط قبل ان يعيده غلطة سراي التركي الى اوروبا، ومنه عاد الى النادي اللندني.
لا خلاف على ان العامل المادي لعب دورا في إقناع دروغبا بترك القارة الأوروبية للمرة الأولى في مسيرته والالتحاق بزميله السابق في تشلسي الفرنسي نيكولا أنيلكا في الصين، وخصوصاً انه كان يتقاضى راتباً أسبوعياً يصل الى 314 ألف دولار اميركي.
وخلال فترته الاولى مع الفريق اللندني، حقق دروغبا الحاصل على شهادة جامعية في المحاسبة، ألقاب الدوري المحلي ثلاث مرات والكأس المحلية أربع مرات وكأس الرابطة مرتين والأهم من ذلك دوري أبطال أوروبا، فما الذي دفعه حقيقة للعودة؟
يقول اللاعب البالغ من العمر 36 سنة: "كان قرارا سهلا (العودة الى تشلسي). لم يكن بوسعي التخلي عن فرصة للعمل مع (المدرب البرتغالي) جوزيه مورينيو"، وأضاف: "الكل يعرف العلاقة الخاصة بيني وبين هذا النادي الذي كان دوماً بمثابة المنزل بالنسبة لي".
دروغبا ليس بالتأكيد أول من يدفعه الحنين الى عودة مفاجئة الى ناديه السابق، فالأمثلة على هذا الصعيد تكاد لا تحصى.
فقد كُتب للارجنتيني خوان سيباستيان فيرون، نجل خوان رامون فيرون، اسطورة نادي استوديانتيس، ان يسير على خطا والده والتحول بدوره الى اسطورة بعد عودته من مشوار احترافي طويل في اوروبا الى الفريق نفسه في 2006.
فيرون بدأ مسيرته مع استوديانتيس ذاته عام 1993 قبل التحول الى مواطنه بوكا جونيورز ومنه الى اوروبا حيث ارتدى قمصان كل من سمبدوريا وبارما ولاتسيو (ايطاليا) ومانشستر يونايتد وتشلسي (انكلترا) ثم انترميلان الايطالي.
وبعودته الى استوديانتيس، انتزع فيرون لقب افضل لاعب في اميركا الجنوبية في مناسبتين كما قاد ناديه الى لقب بطل الدوري المحلي بعد انتظار دام 23 عاما فضلاً عن كأس ليبرتادوريس للمرة الاولى منذ 1971.
هاكان شوكور، احد ابرز اللاعبين الذين انجبتهم تركيا على الاطلاق، عاش حقبة مجد مع غلطة سراي بيد انه عجز عن نسخ ذاك النجاح خلال احترافه في كل من ايطاليا وانكلترا.
"ثور البوسفور"، كما يطلق عليه، ارتدى قميص غلطة سراي بين 1992 و2000، وتخلل تلك الفترة عبور غير ناجح مع تورينو الايطالي عام 1995.
حقق مع الفريق التركي ستة القاب دوري واربع كؤوس محلية، فضلا عن كأس الاتحاد الاوروبي ("يوروبا ليغ" حالياً)، قبل الانتقال الى انتر فبارما ثم بلاكبيرن روفرز الانكليزي حيث فشل تماماً في ترك بصمة خلال المحطات الثلاث.
عاد الى اسطنبول ليلتحق بغلطة سراي مجدداً فحقق معه لقبين في بطولة الدوري ولقباً في الكأس قبل ان يعتزل نهائياً.
ويُعرف عن الالماني شتيفان ايفنبرغ عودته مرتين الى ناديين مختلفين سبق له تمثيلهما.
بدأ مسيرته مع بوروسيا مونشنغلادباخ الذي رجع الى صفوفه في 1994 بعد فترة امضاها مع بايرن ميونيخ ثم فيورنتينا الايطالي.
خلال حقبته الاول مع بايرن، لم يحقق النجاح المرجو، فيما شهدت الثانية تتويجاً بدوري الابطال في مناسبة واحدة والـ"بوندسليغا" ثلاث مرات وكأس المانيا التي احرزها في مناسبة واحدة ايضاً بزيّ غلادباخ.
من جهته، تحول الاسباني جيرارد بيكيه من مقاعد البدلاء في مانشستر يونايتد الى بطل للعالم واوروبا على مستوى المنتخبات والنوادي.
اصاب اللاعب المولود في كاتالونيا، في خيار اتخذه بالانتقال من "اولد ترافورد" الى "كامب نو" في 2008.
وصل الى "يونايتد" في 2004، وبعد اربعة مواسم لم يحظ خلالها بإعجاب المدرب الاسكتلندي السابق اليكس فيرغوسون وخاض فيها عدداً قليلاً من المباريات بزيّ "الشياطين الحمر"، قفل عائداً الى برشلونة الاسباني حيث تحوّل الى نجم لامع، مساهماً بتحقيق النادي الكاتالوني انتصارات تاريخية لا مثيل لها وتحديداً السداسية التاريخية في موسمه الاول معه.
الهولندي فرانك رايكارد تألق على وجه التحديد في اياكس امستردام ابتداءً من عام 1987 حين حقق مع الفريق ثلاثة ألقاب دوري وثلاث كؤوس محلية ولقباً واحداً على جبهة كأس الكؤوس الاوروبية السابقة.
انتقل الى ميلان الايطالي وشكل ثلاثياً مرعباً الى جانب مواطنيه رود غوليت وماركو فان باستن، وحقق مع الفريق اللومباردي لقبين في كأس النوادي الاوروبية البطلة (دوري ابطال اوروبا حالياً) ولقبي دوري تحت قيادة المدرب الفذ اريغو ساكي.
عاد الى امستردام لدعم "اياكس الشاب" بقيادة المدرب لويس فان غال، فما كان منه الا ان ساهم بتحقيقه لقب الدوري المحلي.
مباراته الاخيرة مع النادي الهولندي تمثلت بنهائي دوري ابطال اوروبا 1995 حين توّج مع الفريق باللقب القاري على حساب ميلان نفسه.
الارجنتيني مارتين باليرمو بدأ مسيرته مع استوديانتيس بيد انه تحول الى معشوق للجماهير بعد انتقاله الى بوكا جونيورز الذي ارتدى قميصه بين 1997 و2000، وقد ساهم سجله التهديفي في جعله هدفا لأعتى النوادي الاوروبية، بيد ان تعرضه الى الاصابة أجّل رحيله الى "القارة العجوز".
التحق بفياريال الاسباني كما لعب لمواطنيه ريال بيتيس والافيس بيد انه لم يترك اي بصمة تذكر، فعاد الى العاصمة بوينس ايريس في 2004 حيث حظيت مسيرته بـ"فرصة ثانية" حقق فيها بزيّ بوكا جونيورز بالذات ثلاثة القاب دوري محلي ولقباً في مسابقة كأس ليبرتادوريس.
كما اصبح "إل تيتان" افضل هدافي بوكا جونيورز على مر تاريخ النادي العريق.
البرتغالي روي كوستا اعتزل في 2008 عن 36 عاما.
بدأ مسيرته مع بنفيكا حيث اكتسب شهرة عالمية.
وبعد فوزه بلقب الدوري المحلي مع "النسور"، انتقل الى فيورنتينا وحقق ثنائياً نارياً مع الارجنتيني غابريال باتيستوتا وانتزع لقبين في مسابقة كأس ايطاليا.
تحوّل الى ميلان وساهم في تحقيقه دوري ابطال اوروبا، الدوري والكأس الايطاليين قبل العودة الى بنفيكا في 2006 ليستمر معه حتى 2008 متنازلاً عن راتب سنوي بـ4.6 ملايين يورو لنادي الطفولة الذي أحب قبل ان يتولى مهام مدير كرة القدم فيه ويستغل علاقاته لضم عدد من النجوم ابرزهم الارجنتيني خافيير سافيولا ومواطناه بابلو ايمار وانخيل دي ماريا.
البرازيلي زيكو صنع اسمه في مطلع سبعينات القرن الماضي ضمن صفوف فريق فلامنغو محققاً خمسة القاب في بطولة ريو، خمسة القاب في الدوري البرازيلي، كأس ليبرتادوريس والكأس القارية (كأس العالم للنوادي حالياً).
خاض "الجوهرة البيضاء" موسمين مع اودينيزي الايطالي قبل العودة الى فلامنغو حين ساهم في تحقيقه دوري ريو مرة واحدة وبطولة الدوري البرازيلي مثلها.
من جانبه، بدأ السويدي هنريك لارسون مسيرة تألقه ضمن صفوف نادي هلسنغبورغ المحلي الذي سجل له 50 هدفا في 56 مباراة.
انتقل الى فيينورد روتردام الهولندي في 1993 قبل التحول الى نجم مطلق لسلتيك الاسكتلندي طيلة سبع سنوات.
خاض بعدها موسمين تحت قيادة رايكارد في برشلونة حيث ساهم في تتويج الاخير بدوري ابطال اوروبا 2006 على حساب ارسنال اللندني.
عاد الى بلاده ليلتحق مجددا بهلسنغبورغ في 2006 ويساهم بمنحه لقب كأس السويد.
لعب لفترة وجيزة لصالح مانشستر يونايتد عام 2007 ثم اعتزل اللعبة نهائياً.
الويلزي ايان راش تألق مع ليفربول الانكليزي بين 1980 و1987 قبل التحول الى يوفنتوس حيث احرز 7 اهداف فقط في موسم كامل، فعاد ادراجه الى "انفيلد" وخاض مع "الحمر" ثمانية مواسم متتالية ناجحة.
الحارس الالماني ينس ليمان التحق بأرسنال في 2003 وخاض كل مباريات موسم 2003-2004 الذي شهد تتويج النادي بلقب بطل الدوري الممتاز دون التعرض لأية هزيمة.
اعتزل في 2010 قبل ان يعود الى الملاعب ليلتحق بأرسنال الذي عاني حينها من اصابة حراسه كافة باستثناء الاسباني مانويل المونيا.
شاءت الصدفة ان يصاب المونيا نفسه خلال فترة الإحماء التي سبقت المواجهة امام بلاكبول، فحل مكانه ليمان في مباراة كانت الاخيرة له مع النادي قبل الاعتزال نهائياً هذه المرة.
مواطنه ميكايل بالاك تألق مع باير ليفركوزن بين 1999 و2002 وقاده الى نهائي دوري ابطال اوروبا قبل ان ينتقل الى بايرن ميونيخ ومنه الى تشلسي.
عاد الى ليفركوزن في 2010 لكنه لم يحقق اي شيء يذكر معه.
الامثلة لا تنتهي هنا،  فالالماني الآخر يورغن كلينسمان لعب لفترتين مع توتنهام الانكليزي وكذلك فعل البرازيلي ريكاردو كاكا مع ميلان، وغيرهما كثر، فماذا سيكون مصير دروغبا في حقبته الثانية مع تشلسي؟