الاخبار

الاثنين، 12 مايو 2014

يوفنتوس في نهائي "يوروبا ليغ" ... مضيفاً!

منشور في جريدة "النهار" اللبنانية
 12 ايار/مايو 2014






كتب: سهيل الحويك
 
يلتقي بنفيكا البرتغالي واشبيلية الاسباني بعد غد الاربعاء في المباراة النهائية لمسابقة الدوري الأوروبي "يوروبا ليغ" لكرة القدم.
كان ينتظر على نطاق واسع أن يكون يوفنتوس الايطالي حاضراً في النهائي، بعد تحوله الى "مسابقة الظل" قادماً من دوري ابطال أوروبا الذي ودعه في دور المجموعات، اثر الخسارة المشهودة في تركيا امام غلطة سراي بهدف للهولندي ويسلي سنايدر.
على رغم ذلك، فإن فريق "السيدة العجوز" سيكون حاضراً في النهائي شكلياً كون المباراة مقررة على ارضه ستاد "يوفنتوس ارينا" في مدينة تورينو.
 


يسعى عدد كبير من النوادي الايطالية الى اقتفاء اثر يوفنتوس على مستوى بناء ملعب خاص بها شبيه باستاد الفريق التوريني.
وتعاني ايطاليا، ليس على مستوى نتائج نواديها قارياً او دورياً، والذي تراجع تصنيفه بحسب الاتحاد الأوروبي للعبة، اذ بات خامساً خلف نظيره البرتغالي الذي اصبح رابعاً فقط، بل لناحية البنى التحتية.
نوادٍ من امثال فيورنتينا وبولونيا واتالانتا برغامو لا تزال تخوض مبارياتها على ملاعب تملكها المجالس البلدية، وقد جرى تشييدها خلال عهد الزعيم الفاشي بينيتو موسوليني.
لا يختلف الوضع مع يوفنتوس نفسه الذي اعتمد لعقود "ستاديو كومونالي" (الملعب البلدي) الذي افتتح عام 1933 والمعروف اليوم باسم "ستاديو اولمبيكو"، والذي يخوض عليه نادي تورينو مبارياته. وقد أعيد تجديده في 2006 وهو يتسع حاليا لـ28140 متفرجاً.
ولمناسبة استضافة ايطاليا لبطولة كأس العالم الـ14 عام 1990، بُني صرح جديد هو "ستاديو ديللي البي" شمال تورينو، وجرى اقتسامه بين ناديي المدينة.
عاب على الملعب افتقاره الى المواصفات النخبوية وصعوبة الرؤية في بعض اجزائه، بيد انه اعتبر احد الرموز الرياضية المميزة على الصعيد الأوروبي.
كان يوفنتوس يتألق على المستويين المحلي والقاري على "ديللي البي" ويحقق الالقاب على الجبهتين، غير انه لم يكن قادرا على استقبال سوى نصف العدد الاقصى من المتفرجين في مدرجات تتسع بمجملها لـ70 الف متفرج، ودأب النادي في تلك الفترة على استضافة عدد من المباريات خارج المدينة، قبل ان يتحول رسمياً لاستضافة زوّاره في مدينة باليرمو.
عام 2003، اتخذ يوفنتوس خطوة جريئة شكلت سابقة في البلاد وتمثلت بشراء الملعب من المجلس البلدي في مقابل 25 مليون يورو فقط، ثم شرع في بناء اول ستاد في ايطاليا يملكه نادٍ وذلك على انقاض "ديللي البي" وفق معايير صديقة للبيئة وقائمة على حفظ مصادر الطاقة، اذ يجري توليد الحرارة في الملعب من خلال لوحات الطاقة الشمسية، كما يُروى عشب الملعب بمياه الامطار بفضل نظام مستحدث.
شرع يوفنتوس في بناء ملعبه الجديد من النقطة الصفر، وبلغ مجمل ما جرى صرفه على المشروع 120 مليون يورو فقط.
استغرقت العملية سنتين وجرى الافتتاح في ايلول/سبتمبر 2011، بمباراة ودية جمعت بين صاحب الارض وفريق نوتس كاونتي الانكليزي، الذي استلهم الفريق التوريني زيه المخطط طولاً بالأسود والأبيض منه قبل قرن من الزمن.
يتسع الصرح الجديد لـ41 الف متفرج، وشهد تحقيق يوفنتوس سلسلة من المباريات دون خسارة بلغ عددها 49، قبل ان يضع لها انترناسيونالي ميلانو نقطة نهاية في تشرين الثاني/نوفمبر 2012.
لا شك في ان الـ"يوفي" كان يسعى بكل قوة وامل للعودة الى سكة الانتصارات القارية على ارض ملعبه الجديد، لكن بنفيكا الذي هزمه 2-1 ذهابا في البرتغال وانتزع منه التعادل السلبي في "يوفنتوس ارينا" خطف منه بطاقة كانت قريبة جداً من جيبه.
يوفنتوس سيكون بعد غد متفرجاً، وهو الذي كان صاح بالعزّ منتصف ثمانينات القرن الماضي وفي تسعيناته، على الجبهة الأوروبية تحديداً.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق