كتب: سهيل الحويك
حملت دموع
الاوروغوياني لويس سواريز بعيد التعادل الخاسر امام كريستال بالاس في المرحلة 37
من الدوري الانكليزي لكرة القدم اكثر من رسالة في طيّاتها.
لم تكن بالتأكيد رداً
على تفويت تقدم فريقه ليفربول 3-صفر قبل ان ينحني 3-3 بعد ان سجل المضيف ثلاثة
اهداف في غضون عشر دقائق، بل ايماناً منه بأن حلم إحراز اللقب تحوّل سراباً بعد ان
كان للتوّ بين الأحضان.
لطالما كان سواريز
نقطة تحوّل في الملاعب، ولا ينسى أحد كيف تدخل في المباراة امام غانا (1-1) ضمن
الدور ربع النهائي من كأس العالم 2010 لإنقاذ هدف أكيد بإستخدام يديه على منوال حرّاس
المرمى.
طُرد في تلك المباراة
واحتسبت ركلة جزاء ضد منتخب بلاده بيد ان جيان اسامواه أضاعها، فاستغلت الاوروغواي
الموقف وعادت لتحسم تأهلها الى نصف النهائي بركلات الترجيح (4-2).
وتبقى الحادثة التي
اعتبرت احدى ابرز سمات الموسم الماضي من الدوري الممتاز راسخة عندما أقدم سواريز
على "عض" الصربي برانيسلاف ايفانوفيتش لاعب تشلسي، ما استلزم ايقافه عشر
مباريات استكملها مطلع الموسم الحالي، بيد ان ذلك لم يقف حجر عثرة امام تصدره
ترتيب هدافي الـ"برميير ليغ" برصيد 31 هدفاً الى جانب قيادته ليفربول
الى احتلال صدارة المسابقة لاسابيع عدة قبل التقهقر المخيّب في الاسابيع الاخيرة من
خلال الخسارة امام تشلسي صفر-2 في "انفيلد رود" والتعادل المخيب امام
كريستال بالاس.
كيف للاعب "خشن"
الى هذا الحد ان يذرف كل تلك الدموع الحارّة؟
يذهب البعض الى حد
ربط تلك الواقعة العاطفية باقتراب "الأرنب" من الرحيل عن ليفربول بنهاية
الموسم والتوجه الى ريال مدريد الاسباني الذي لطالما ابدى رغبة في الحصول على
توقيعه، وادراكه بأن حلم إحراز اللقب قبل الرحيل ذهب أدراج الرياح.
كان الموسم برمّته من
قبيل الصدفة بالنظر الى ما حققه ليفربول.
لا شك في ان تركيزه
على الدوري الممتاز فقط ساهم في تألقه في وقت كان منافسوه الرئيسيون منشغلين بدوري
ابطال اوروبا وتحديداً تشلسي ومانشستر سيتي وارسنال ومانشستر يونايتد، لكن لا بد
من الاشارة الى ان بقاء سواريز في ليفربول يدخل ايضاً حيز الصدفة بعد ان اعلن
بنهاية الموسم الماضي رغبته الاكيدة في الرحيل، وكان "المدفعجية" تحديداً
قريبين جداً من ضمه الا انه استقر في "انفيلد" بقرار اثار دهشة كثيرين.
"صدفة بقاء
سواريز" تتلازم مع صدفة اخرى تتمثل في ما تحقق على يد المدرب الايرلندي
الشمالي برندن رودجرز المغمور اوروبياً.
رودجرز لا ينتمي الى
خانة مدربي الصف الاول وكان يُنتظر منه على الاكثر المنافسة على مقعد في دوري
ابطال اوروبا والا الاكتفاء بمقعد في "يوروبا ليغ".
لم يكن احراز اللقب
هدفاً، ويبدو ان الصدفة كادت ان تعيد ليفربول الى قمة كرة القدم الانكليزية
مترافقة مع ظروف خارجية ترتبط بالاندية الاخرى.
كثيرون يعتبرون بأن
الموسم المقبل سيكون "موسم ليفربول" بفعل ما تحقق اليوم بيد ان ذلك يبقى
بعيداً عن المنطق، فقد حقق الـ"ريدز" نتائج صعبة في الموسم الراهن
اعانته في المنافسة على اللقب وهو ما لا يمكن ضمان ان يتكرر مستقبلاً.
يضاف الى ذلك ان
تشلسي بقيادة المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو لن يقف مكتوف الايدي بل سيعزز صفوفه
لتعويض الموسم الحالي الذي انهاه دون لقب.
الامر نفسه ينطبق على
مانشستر يونايتد الذي ينتظر ان يتولى الهولندي لويس فان غال تدريبه بعد نهاية
مهمته على رأس الجهاز الفني لمنتخب بلاده في مونديال 2014.
ويبدو ان
"الشياطين الحمر" سيعمدون الى تأسيس فريق جديد يعيد النادي العريق الى
القمة.
مانشستر سيتي الاقرب
الى احراز اللقب في الموسم الراهن سيزداد قوة، دون ان ننسى ارسنال الذي وُعد مدربه
الفرنسي ارسين فينغر بمبلغ كبير لرصّ صفوفه.
بكى سواريز بعيد
المباراة امام كريستال بالاس، وترافق ذلك مع بكاء الملايين من مشجعي ليفربول.
أهي دموع خسارة وخيبة
ام دموع وداع؟
في المشهد العام،
تبدو دموع خاصة بليفربول على ضياع حلم لا يهم من يحققه بقدر ما هو مهم تحقيقه
لنادٍ يلهث خلف مجد يعتبره مسلوباً منه منذ مطلع تسعينيات القرن الماضي.

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق