الاخبار

الثلاثاء، 1 يوليو 2014

صدفة شنايدر ... وانتقام روبن

 منشور في "الراي" الكويتية


كتب: سهيل الحويك



بلغت هولندا الدور ربع النهائي من بطولة كأس العالم 2014 لكرة القدم بعد «مباراة مجنونة» امام المكسيك التي تقدمت بهدف رائع حمل توقيع جيوفاني دوس سانتوس حتى الردهات الاخيرة من اللقاء، قبل أن تعود «الطواحين» إلى الدوران وتخطف تعادلا مستحقا ... ثم فوزا عزيزا.

لا شك في أن الصدفة لعبت دورها في هذا الانتصار المشهود، ليس فقط لناحية سيناريو المباراة، بل بالنظر إلى ادوار من تحقق على ايديهم.

ويسلي شنايدر، كان خارج حسابات المدرب الهولندي لويس فان غال قبل انطلاق البطولة بسبب تراجع مستواه ضمن صفوف غلطة سراي التركي.

جاءت الاصابة التي تعرض لها رافاييل فان در فارت، نجم هامبورغ الالماني، لتجبر فان غال على استدعاء شنايدر بيد أن الاخير لم يقدم الآداء الباهر في الدور الأول وبقي في ظل تألق مواطنيه آريين روبن وروبن فان بيرسي.

كانت المكسيك متقدمة بهدف وهولندا تلهث لتعديل النتيجة، وفجأة ظهر شنايدر ليلعب دور البطولة من خلال تسجيل هدف الخلاص من تسديدة قوية ومركزة انقذت رأس فان غال والفريق برمتّه.

هي إذاً صدفة أن يحرز لاعب لم يكن في الحسبة هدفا بهذه الاهمية، وضمن بطولة من قماشة كأس العالم.

من جانبه، استمر روبن في اداء الدور الرئيسي ضمن «المنتخب البرتقالي» وأقلق دفاعات المكسيك قبل أن يستحصل على ركلة جزاء جاء منها هدف الفوز والتأهل في الوقت المحتسب بدل ضائع.

اللافت أن روبن لم يسدد الركلة رغم تخصصه في هذا الجانب، لم يرد تحمل المسؤولية مع انها شكلت فرصة سانحة كي يرفع رصيده إلى 4 اهداف.

«لعنة ركلة الجزاء المهدرة امام تشلسي» الانكليزي في الشوط الاضافي الأول من نهائي دوري ابطال اوروبا 2012 بمواجهة الحارس التشيكي بتر تشيك ما زالت ترهب روبن ومدربيه على الرغم من نجاحه بتسجيل عدد منها مع فريقه بايرن ميونيخ الالماني بعد «نكسة اليانز آرينا» امام الـ «بلوز».

قام كلاس يان هونتيلار مهاجم شالكه الالماني، بتسديد ركلة الجزاء امام المكسيك على الرغم من أنه نزل بديلا لفان بيرسي، وكشف روبن أنه هو من طلب من زميله القيام بالمهمة، كما كان لفان غال دور في اختيار المسدد. لم يخش المدرب اضاعة الفرصة الذهبية لحسم بلاده التأهل ولم يسترجع ما حصل مع البرازيلي زيكو عندما فوت على منتخب بلاده في ربع نهائي مونديال 1986 امام فرنسا فرصة التقدم 2 - 1 في الدقائق الاخيرة اثر اضاعته ركلة جزاء امام تعملق الحارس جويل باتس.

سدد زيكو في وقت لم يكن فيه جاهزا بدنيا كونه نزل بديلا لاحد اللاعبين، تماما كما هونتيلار، قبيل احتساب المخالفة لفريقه.

ويبدو روبن الذي يشهد مستواه تطورا هائلا في الموسمين الماضيين، عاقد العزم على تعويض «كل شيء».

في 2012، اضاع ركلة جزاء وخسر البايرن اللقب الاوروبي المرموق، بيد أنه عاد بعد سنة واحدة وسجل بنفسه هدف الفوز لـ «البافاري» في مرمى بوروسيا دورتموند (2 - 1) في «نهائي ويمبلي» الشهير.

وفي 2010 اعتبر أحد اسباب هزيمة هولندا في نهائي كأس العالم امام اسبانيا بفعل الفرص السهلة التي اضاعها امام الحارس ايكر كاسياس.

وها هو اليوم يفرض نفسه أحد نجوم البطولة ويقود هولندا إلى ربع النهائي، وربما إلى ابعد من ذلك وتحديدا إلى منصة تتويج لم يسبق لابناء قومه أن وطئت لهم قدما فيها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق