الاخبار

الأربعاء، 9 يوليو 2014

مباراة ميسي

 منشور في "الراي" الكويتية


كتب: سهيل الحويك



* قد تكون مباراة العمر بالنسبة إلى الارجنتيني «الساحر» ليونيل ميسي.

- لماذا؟

• لانها قد توصله إلى خوض المباراة النهائية لبطولة كأس العالم في كرة القدم.

- لكنه حقق كل شيء مع برشلونة الاسباني وحصد كل الالقاب الفردية الممكنة وحطم كل الارقام القياسية.

• أعلم ذلك لكن كأس العالم غير. كأس العالم تضع من يحظى بشرف ملامستها في صلب التاريخ وقمة عناوينه، فكيف إن تعلّق الامر بميسي؟

هو حوار دار بيني وبين نفسي وانا اكتب هذه السطور.

مباراة اليوم بين الارجنتين وهولندا هي الاهم دون شك في مسيرة ميسي على الاطلاق.

يقولون بأن ولوج المباراة النهائية لاي بطولة هو حلم، اما النهائي نفسه فيعتبر مسألة اخرى لان «اي شيء قد يحصل فيها».

لذا يتطلع ميسي إلى موقعة نصف النهائي لمونديال البرازيل على انها الاهم في مسيرته المتخمة بالالقاب مع برشلونة حصرا.

ولاشك في أن «ليو» سيكون مستعدا للتنازل عن كل ما حققه سابقا في مسيرته لمجرد ملامسة كأس العالم التي ستضعه، إن هو طبع عليها قبلة الانتصار في 13 يوليو الحالي على استاد «ماراكانا» في ريو دي جانيرو، في خانة اساطير كرة القدم إلى جانب مواطنه دييغو مارادونا والبرازيلي بيليه.

مباراة اليوم ستضع ميسي تحت ضغوطات جمّة، وستمثل اختبارا لاعصابه وصفاته القيادية على الرغم من أن زميله خافيير ماسيكرانو هو القائد الفعلي قبل أن يتنازل له الاخير عن الشارة خلال مونديال 2010 لعل وعسى يتحسن مردوده، بيد أن ذلك لم يجد نفعا في جنوب افريقيا عندما ودع «راقصو التانغو» المنافسات من ربع النهائي اثر الخسارة الكبيرة امام المانيا صفر - 4.

صحيح أن ميسي سجل اربعة اهداف في الدور الأول (هدف في مرمى البوسنة والهرسك وآخر امام ايران وهدفان امام نيجيريا) كما صنع هدفا امام سويسرا، بيد أنه سيوافق على التنازل عنها كلها في مقابل فوز فريقه اليوم بهدف وحيد لا يسجله بنفسه ولا يتدخل حتى في صناعته.

لم يعد هناك متسع من الوقت امامه لاحراز كأس العالم، فهو في الـ 27 من العمر، أي في قمة العطاء، وسيكون في الـ 31 عندما تستضيف روسيا مونديال 2018، لذا فإن العالم والارجنتين ومنتخب التانغو و«ليو» نفسه ينظرون إلى مباراة اليوم على انها باب دخول «الساحر» إلى دنيا الاساطير أو انها تشكل انهياره نهائيا على اعتابها.

هذه الموقعة هي بحق «مباراة ميسي»، ليس بمواجهة هولندا فحسب، بل بمواجهة سجله وتاريخه وحاضره ومستقبله وقدراته وعبقريته.

هنا واليوم عليه تقديم كل شيء يملك لانها اشبه بالفرصة الاخيرة.

لن يقف أحد في وجه هذا «البرغوث»، ولن يقوى الدفاع الهولندي برمته عليه، ولن يتمكن المدرب الفذّ لويس فان غال من وضع حد له إن كان اليوم في 75 في المئة فقط من عطائه.

هي مباراة اشبه بفاصل تاريخي بين ميسي قبل المباراة النهائية ... وميسي في المباراة النهائية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق