منشور في "الراي" الكويتية
كتب: سهيل الحويك
في كل مرة تحلّ علينا كأس العالم لكرة القدم، يجري الحديث فيها عن مؤامرة حيكت بين المانيا الغربية (سابقا) والنمسا لوضع الجزائر خارج مونديال 1982 الذي اقيم في اسبانيا.
حتى الساعة، لا يوجد أي دليل على تلك المؤامرة من قبل أي ممن له صلة بتلك «المباراة المشبوهة».
ربما لم يجر اتصال مباشر بين القيمين على المنتخبين الاوروبيين لاخراج المباراة بالطريقة التي آلت اليها وتمثلت بفوز المانيا بهدف هيرست روبيش، وربما نزل اللاعبون إلى الملعب دون تلقي توجيهات معينة من «رؤسائهم» غير انهم كانوا يعلمون علم اليقين بأن نتيجة معينة ستذهب بفريقيهما إلى الدور التالي، فعملا على تحقيقها.
ينسى البعض خسارة البرازيل امام النروج 1 - 2 في مونديال فرنسا 1998 والتي ادت إلى خروج المغرب خالي الوفاض من الدور الأول على الرغم من أن «راقصي السامبا» كانوا فريقا فتّاكا، فلم الشك هناك والتبرير هنا؟
كان يتوجب على الاتحاد الدولي للعبة منذ 1982 أن يكون بعيد نظر ويدرك ما ستؤول إليه آلية انظمة مسابقاته (وجوب اقامة المباريات في توقيت واحد عملا بمبدأ تكافؤ الفرص) وطالما أن الالمان والنمسويين لم يخالفوا قواعد مكتوبة، بل عملوا على تحقيق مصالحهم، فإن خطوتهم مباحة قانونا غير انها قد تكون مرفوضة اخلاقيا في ما لو تأكد أنه كان ثمة تواطؤ.
لقد فازت الجزائر في ذاك المونديال على المانيا الغربية 2 - 1 ثم خسرت امام النمسا صفر - 2 قبل أن تتغلب على تشيلي 3 - 2.
بفارق الاهداف ودع الفريق العربي تلك البطولة، مع العلم أنه كان متقدما على تشيلي 3 - صفر غير أن تسجيل الخصم هدفين سهّل من مهمة المانيا والنمسا في خطف بطاقتي التأهل.
وفي ختام منافسات المجموعة الثانية، تصدرت المانيا بأربع نقاط (زائد 3 اهداف) امام النمسا بأربع نقاط أيضاً (زائد هدفان) والجزائر بأربع نقاط كذلك (دون فارق بالاهداف).
قد تكون مؤامرة، لكن الظروف والتوقيت ساعداها كي تكون كذلك خصوصا أن مباراة الجزائر مع تشيلي اقيمت في 24 يونيو، فيما اجريت مباراة المانيا مع النمسا في 25 منه أي أن الفريقين الاوروبيين دخلا المواجهة مدركين ما عليهما القيام به.
ولا بد من النظر إلى مسائل التلاعب من زاوية اوسع، فالكثير من المباريات عبر تاريخ كأس العالم شابها شك، ولن ننسى الفوز التاريخي للارجنتين على البيرو في مونديال 1978 بنتيجة 6 - صفر وضمان بلوغها النهائي على ارضها بعد أن كانت تحتاج إلى الفوز 4 - صفر.
كانت البيرو فريقا قوي الجانب ولم يكن من المنطقي استيعاب سقوطه الكبير قبل أن تتكشف بعد سنوات الحقائق التي تحدث بعضها عن اقدام الحكومة الارجنتينية على مدّ نظيرتها البيروفية بـ 50 مليون دولار و35 الف طن من الحبوب كثمن لشراء تلك المباراة.
كتب: سهيل الحويك
في كل مرة تحلّ علينا كأس العالم لكرة القدم، يجري الحديث فيها عن مؤامرة حيكت بين المانيا الغربية (سابقا) والنمسا لوضع الجزائر خارج مونديال 1982 الذي اقيم في اسبانيا.
حتى الساعة، لا يوجد أي دليل على تلك المؤامرة من قبل أي ممن له صلة بتلك «المباراة المشبوهة».
ربما لم يجر اتصال مباشر بين القيمين على المنتخبين الاوروبيين لاخراج المباراة بالطريقة التي آلت اليها وتمثلت بفوز المانيا بهدف هيرست روبيش، وربما نزل اللاعبون إلى الملعب دون تلقي توجيهات معينة من «رؤسائهم» غير انهم كانوا يعلمون علم اليقين بأن نتيجة معينة ستذهب بفريقيهما إلى الدور التالي، فعملا على تحقيقها.
ينسى البعض خسارة البرازيل امام النروج 1 - 2 في مونديال فرنسا 1998 والتي ادت إلى خروج المغرب خالي الوفاض من الدور الأول على الرغم من أن «راقصي السامبا» كانوا فريقا فتّاكا، فلم الشك هناك والتبرير هنا؟
كان يتوجب على الاتحاد الدولي للعبة منذ 1982 أن يكون بعيد نظر ويدرك ما ستؤول إليه آلية انظمة مسابقاته (وجوب اقامة المباريات في توقيت واحد عملا بمبدأ تكافؤ الفرص) وطالما أن الالمان والنمسويين لم يخالفوا قواعد مكتوبة، بل عملوا على تحقيق مصالحهم، فإن خطوتهم مباحة قانونا غير انها قد تكون مرفوضة اخلاقيا في ما لو تأكد أنه كان ثمة تواطؤ.
لقد فازت الجزائر في ذاك المونديال على المانيا الغربية 2 - 1 ثم خسرت امام النمسا صفر - 2 قبل أن تتغلب على تشيلي 3 - 2.
بفارق الاهداف ودع الفريق العربي تلك البطولة، مع العلم أنه كان متقدما على تشيلي 3 - صفر غير أن تسجيل الخصم هدفين سهّل من مهمة المانيا والنمسا في خطف بطاقتي التأهل.
وفي ختام منافسات المجموعة الثانية، تصدرت المانيا بأربع نقاط (زائد 3 اهداف) امام النمسا بأربع نقاط أيضاً (زائد هدفان) والجزائر بأربع نقاط كذلك (دون فارق بالاهداف).
قد تكون مؤامرة، لكن الظروف والتوقيت ساعداها كي تكون كذلك خصوصا أن مباراة الجزائر مع تشيلي اقيمت في 24 يونيو، فيما اجريت مباراة المانيا مع النمسا في 25 منه أي أن الفريقين الاوروبيين دخلا المواجهة مدركين ما عليهما القيام به.
ولا بد من النظر إلى مسائل التلاعب من زاوية اوسع، فالكثير من المباريات عبر تاريخ كأس العالم شابها شك، ولن ننسى الفوز التاريخي للارجنتين على البيرو في مونديال 1978 بنتيجة 6 - صفر وضمان بلوغها النهائي على ارضها بعد أن كانت تحتاج إلى الفوز 4 - صفر.
كانت البيرو فريقا قوي الجانب ولم يكن من المنطقي استيعاب سقوطه الكبير قبل أن تتكشف بعد سنوات الحقائق التي تحدث بعضها عن اقدام الحكومة الارجنتينية على مدّ نظيرتها البيروفية بـ 50 مليون دولار و35 الف طن من الحبوب كثمن لشراء تلك المباراة.