الاخبار

الجمعة، 13 يونيو 2014

مونديال (2014/2) قميص خاركيه

 منشور في "الراي" اللبنانية


كتب سهيل الحويك

ما زال هدف اندريس انييستا ... وسيبقى راسخاً في ذاكرة مونديال 2010 الذي اقيم في جنوب افريقيا، لا بل في ذاكرة كرة القدم على الاطلاق.

فقبل 4 دقائق من ركلات الترجيح، الدقيقة 116 تحديدا، انسلّ اندريس من الناحية اليمنى وسدد كرة الهدف الذي منح اسبانيا لقبها الأول في كأس العالم.

خلع اللاعب قميصه واحتفل بتحقيق الحلم، فليس من السهل احراز هدف الفوز في مباراة نهائية لأهم بطولة على الاطلاق.

ولكن ماذا كُتب على القميص الابيض الذي كان انييستا يرتديه تحت قميص منتخب اسبانيا؟

كتب عليه اسم «داني خاركيه» لاعب المنتخب الذي توفي في ارض الملعب خلال احدى مباريات فريقه اسبانيول برشلونة في 8 اغسطس 2009.

معروف في اقليم كاتالونيا تلك العدائية بين برشلونة واسبانيول، بيد أن لفتة انييستا لاقت الاستحسان حول العالم، وتحديدا من جماهير اسبانيول التي ما زالت حتى اليوم وستبقى تكنّ الاحترام لاندريس ازاء ما قام به بعيد ذاك الهدف التاريخي.

لقد اعطى انييستا درسا في «الانسانية»، وتعالى على تلك المنافسة اللدودة بين الجارين برشلونة واسبانيول، وأكد بأن كرة القدم قادرة على اطلاق رسائل تسمو فوق أي اعتبار آخر.

رأى كثيرون بأن لفتة انييستا كانت حتى اهم من هدفه الاسطوري، وطغت حتى على تلك المباراة النهائية التي اتسمت بالخشونة من الجانبين وتحديدا الجانب الهولندي الذي اراد قتل الدقائق وصولا إلى ركلات الترجيح أو إلى خطف هدف من هجمة مرتدة.

صحيح أن اريين روبن كان قريبا من التسجيل في مناسبتي، بيد أن الحارس ايكر كاسياس تعملق وانقذ فريقه، فيما لم يكتب لرجال المدرب بيرت فان مارفيك، مدرب هولندا حينها، الوصول إلى «ركلات الحظ» بعد أن هز انييستا شباكهم في اللحظات القاتلة.

واليوم يلتقي المنتخبان في بداية مشوارهما ضمن مونديال 2014.

الظروف اختلفت، والفريقان اختلفا. هي مباراة الافتتاح بالنسبة لهما وليست النهائي، الا أنها قد تحمل بعضا من ذكريات جنوب افريقيا، خصوصا بالنسبة إلى الهولنديين الساعين إلى انطلاقة قوية تعوض خيبتي مونديال 2010 والخروج من الدور الأول في «يورو 2012».

هولندا تغيّرت منذ عودة المدرب لويس فان غال، فيما بقيت اسبانيا كما كانت بقيادة المدرب فيسنتي دل بوسكي وجرى ادخال بعض الاسماء الجديدة إلى تشكيلتها.

من حيث انتهى المنتخبان... ينطلقان في مونديال 2014.

لن يرتدي انييستا اليوم قميصا يحمل تحية لخاركيه هذه المرة، فبعض «البطولات» لا يستحسن أن تتكرر كي لا تفقد رونقها.

ذكرى 2010 ستبقى راسخة بهدف انييستا و«قميص خاركيه»، وستحضر اليوم وإن كذكرى.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق