منشور في "الري" لكويتية
كتب: سهيل لحويك
قامت مجموعة من المشجعين البلجيكيين ضاقت ذرعا بعدم تأهل منتخب بلادها إلى كأس اوروبا 2012 لكرة القدم في بولندا واوكرانيا بعرض نفسها «للبيع» على موقع «ايباي» الشهير للجيران الهولنديين.
وانشأ المشجعون مجموعة على موقع «فايسبوك» للتواصل الاجتماعي «مشجعون بلجيك للبيع لكأس اوروبا 2012» حصدت 20 الف عضو، شرحوا فيها انهم بحاجة إلى فريق يشجعونه، موضحين انهم سيتبرعون بالعائدات لمنظمة الامم المتحدة للطفولة «يونيسيف».
واليوم تبدّل الحال ولا شك في انّ هؤلاء وغيرهم من البلجيكيين يرفعون الرأس فخرا بمنتخب بلادهم الذي بلغ نهائيات مونديال 2014 في البرازيل ويخوض اليوم مباراته الاولى بمواجهة الجزائر، الممثل الوحيد لكرة القدم العربية.
كاتب هذه السطور رشح منتخب بلجيكا منذ مطلع التصفيات الاوروبية المؤهلة إلى كأس العالم ليلعب دورا ما في البرازيل بفضل اسماء لامعة تكتظ بها صفوفه، ويكفي ذكر بعض منها لفرض الرعب في أي خصم يواجهه «الشياطين الحمر».
ففي المرمى يبرز تيبو كورتوا المتألق مع اتلتيكو مدريد الاسباني، فنسان كومباني قائد مانشستر سيتي الانكليزي، وايدين هازار نجم تشلسي اللندني، يضاف اليهم يان فيرتونغن، اكسيل فيتسل، كيفن دي بروين، مروان فيلايني، روميلو لوكاكو، سيمون مينيوليه، دانيال فان بوتين، توماس فيرمايلن وعدنان يانوزاي الذي قرر قبل فترة فقط ارتداء الزي البلجيكي بعد أن كان مخيرا لتمثيل اكثر من بلد واحد.
لكن النجم الأول لهذا المنتخب المنبعث مجددا من تحت رماد النسيان هو بالتأكيد المدرب مارك فيلموتس.
في كل مرة اسمع فيه هذا الاسم تعود بي الذاكرة فورا إلى مونديال 2002 في اليابان وكوريا الجنوبية، وتحديدا إلى مباراة الدور الثاني بين بلجيكا والبرازيل.
فقد سجل فيلموتس نفسه هدفا رأسيا ألغاه الحكم بداعي ارتكاب صاحبه لخطأ قبل هزّ الشباك وذلك عندما كان المنتخب الاوروبي افضل من نظيره الاميركي الجنوبي على ارض الملعب.
لم اقتنع شخصيا بالخطأ بيد أن فيلموتس لم يحرك ساكنا، لم يعترض على قرار الحكم ... قبل أن تنتهي المباراة برازيلية بهدفين نظيفين.
كان من شأن احتساب ذاك الهدف، ربما، أن يغيّر مجرى مباراة، بطولة... وتاريخ.
في اليوم التالي، خرج حكم ذاك اللقاء ليعتذر صراحة من فيلموتس ومنتخب بلجيكا على حد سواء على الغاء الهدف، مؤكدا أن اللاعب لم يرتكب ما يستحق عليه احتساب خطأ ضده.
بعد سنوات، اقتحم فيلموتس (45 عاما) عالم السياسة بعد اعتزال كرة القدم وفي رصيده 70 مباراة دولية شهدت تسجيله 28 هدفا، بيد أن المقام لم يحلُ له فيها فاتجه إلى تدريب فريق سان ترويدن قبل أن يستدعيه المدرب الهولندي ديك ادفوكات لمساعدته في قيادة منتخب بلجيكا في 2009.
جورج ليكنس خلف ادفوكات في المنصب قبل أن يتولى فيلموتس المهمة في مايو 2012 وسط العديد من التساؤلات التي شككت في قدراته.
سُعدت بوصول فيلموتس إلى رئاسة الجهاز الفني لـ «الشياطين الحمر» ووثقت به، خصوصا أن من شأن العمل في السياسة أن يمنح الكثير من الصبر وحسن التعاطي مع الغير، وهو ما يحتاجه بالتحديد أي مدرب.
بنى بهدوء فريقا شابا معززا بعدد من عناصر الخبرة واستغل اختلاف «الثقافات» المتأتي من انتشار لاعبيه في العديد من الاندية الاوروبية الكبرى.
وصل فيلموتس بمنتخب بلاده إلى كأس العالم اثر نتائج باهرة في التصفيات وبعد غياب دام من 2002 وتحديدا منذ تلك المباراة الشهيرة امام البرازيل.
يسعى مارك بالتأكيد إلى الثأر لنفسه من الهدف الملغى في 2002 في البرازيل نفسها، وهو يملك الاسلحة اللازمة لتحقيق مبتغاه وربما إلى وضع بلاده في مركز افضل من الرابع الذي يبقى الابرز في تاريخ بلجيكا وحققته في مونديال 1986 في المكسيك.
كتب: سهيل لحويك
قامت مجموعة من المشجعين البلجيكيين ضاقت ذرعا بعدم تأهل منتخب بلادها إلى كأس اوروبا 2012 لكرة القدم في بولندا واوكرانيا بعرض نفسها «للبيع» على موقع «ايباي» الشهير للجيران الهولنديين.
وانشأ المشجعون مجموعة على موقع «فايسبوك» للتواصل الاجتماعي «مشجعون بلجيك للبيع لكأس اوروبا 2012» حصدت 20 الف عضو، شرحوا فيها انهم بحاجة إلى فريق يشجعونه، موضحين انهم سيتبرعون بالعائدات لمنظمة الامم المتحدة للطفولة «يونيسيف».
واليوم تبدّل الحال ولا شك في انّ هؤلاء وغيرهم من البلجيكيين يرفعون الرأس فخرا بمنتخب بلادهم الذي بلغ نهائيات مونديال 2014 في البرازيل ويخوض اليوم مباراته الاولى بمواجهة الجزائر، الممثل الوحيد لكرة القدم العربية.
كاتب هذه السطور رشح منتخب بلجيكا منذ مطلع التصفيات الاوروبية المؤهلة إلى كأس العالم ليلعب دورا ما في البرازيل بفضل اسماء لامعة تكتظ بها صفوفه، ويكفي ذكر بعض منها لفرض الرعب في أي خصم يواجهه «الشياطين الحمر».
ففي المرمى يبرز تيبو كورتوا المتألق مع اتلتيكو مدريد الاسباني، فنسان كومباني قائد مانشستر سيتي الانكليزي، وايدين هازار نجم تشلسي اللندني، يضاف اليهم يان فيرتونغن، اكسيل فيتسل، كيفن دي بروين، مروان فيلايني، روميلو لوكاكو، سيمون مينيوليه، دانيال فان بوتين، توماس فيرمايلن وعدنان يانوزاي الذي قرر قبل فترة فقط ارتداء الزي البلجيكي بعد أن كان مخيرا لتمثيل اكثر من بلد واحد.
لكن النجم الأول لهذا المنتخب المنبعث مجددا من تحت رماد النسيان هو بالتأكيد المدرب مارك فيلموتس.
في كل مرة اسمع فيه هذا الاسم تعود بي الذاكرة فورا إلى مونديال 2002 في اليابان وكوريا الجنوبية، وتحديدا إلى مباراة الدور الثاني بين بلجيكا والبرازيل.
فقد سجل فيلموتس نفسه هدفا رأسيا ألغاه الحكم بداعي ارتكاب صاحبه لخطأ قبل هزّ الشباك وذلك عندما كان المنتخب الاوروبي افضل من نظيره الاميركي الجنوبي على ارض الملعب.
لم اقتنع شخصيا بالخطأ بيد أن فيلموتس لم يحرك ساكنا، لم يعترض على قرار الحكم ... قبل أن تنتهي المباراة برازيلية بهدفين نظيفين.
كان من شأن احتساب ذاك الهدف، ربما، أن يغيّر مجرى مباراة، بطولة... وتاريخ.
في اليوم التالي، خرج حكم ذاك اللقاء ليعتذر صراحة من فيلموتس ومنتخب بلجيكا على حد سواء على الغاء الهدف، مؤكدا أن اللاعب لم يرتكب ما يستحق عليه احتساب خطأ ضده.
بعد سنوات، اقتحم فيلموتس (45 عاما) عالم السياسة بعد اعتزال كرة القدم وفي رصيده 70 مباراة دولية شهدت تسجيله 28 هدفا، بيد أن المقام لم يحلُ له فيها فاتجه إلى تدريب فريق سان ترويدن قبل أن يستدعيه المدرب الهولندي ديك ادفوكات لمساعدته في قيادة منتخب بلجيكا في 2009.
جورج ليكنس خلف ادفوكات في المنصب قبل أن يتولى فيلموتس المهمة في مايو 2012 وسط العديد من التساؤلات التي شككت في قدراته.
سُعدت بوصول فيلموتس إلى رئاسة الجهاز الفني لـ «الشياطين الحمر» ووثقت به، خصوصا أن من شأن العمل في السياسة أن يمنح الكثير من الصبر وحسن التعاطي مع الغير، وهو ما يحتاجه بالتحديد أي مدرب.
بنى بهدوء فريقا شابا معززا بعدد من عناصر الخبرة واستغل اختلاف «الثقافات» المتأتي من انتشار لاعبيه في العديد من الاندية الاوروبية الكبرى.
وصل فيلموتس بمنتخب بلاده إلى كأس العالم اثر نتائج باهرة في التصفيات وبعد غياب دام من 2002 وتحديدا منذ تلك المباراة الشهيرة امام البرازيل.
يسعى مارك بالتأكيد إلى الثأر لنفسه من الهدف الملغى في 2002 في البرازيل نفسها، وهو يملك الاسلحة اللازمة لتحقيق مبتغاه وربما إلى وضع بلاده في مركز افضل من الرابع الذي يبقى الابرز في تاريخ بلجيكا وحققته في مونديال 1986 في المكسيك.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق