منشور في "الراي" الكويتية
كتب: سهيل الحويك
لم يعد ارتداء القميص الوطني نعمة بالنسبة الى كثيرين من نجوم كرة القدم حول العالم، لا بل تحوّل الى شبه نقمة ذاق طعمها المرير عدد كبير ممن أثبت علو كعبه على مستوى الأندية.
لا خلاف على ان البرازيلي بيليه والارجنتيني دييغو مارادونا والالماني فرانتس بكنباور وقليلين غيرهم ما كانوا ليحتلوا المكانة التي شغلونها في عالم «المستديرة الساحرة» لولا التألق الذي عرفوه ليس فقط في صفوف انديتهم سانتوس ونابولي الايطالي وبايرن ميونيخ توالياً بالتحديد، بل مع منتخباتهم، وخصوصاً في كأس العالم.
نجوم الحقبة الحالية، معظم هؤلاء، نجحوا في فرض اسمائهم مع انديتهم في مقابل فشلهم الذريع مع منتخباتهم.
خير دليل على هذا الواقع الارجنتيني ليونيل ميسي الذي يعتبره البعض افضل ما انجبته الملاعب، ووضعه آخرون في منزلة ارفع من تلك التي يشغلها بيليه ومارادونا على وجه التحديد.
كان ميسي سبباً مباشراً في النجاح الكاسح الذي حققه برشلونة الاسباني في السنوات الأخيرة. كان بمثابة كلمة السر في فريق تاريخي، بيد انه فشل في نقل نبوغه الى منتخب الارجنتين بدليل عجزه عن الذهاب بـ«راقصي التانغو» الى ابعد من ربع نهائي كأس العالم في مناسبتين، المانيا في 2006 وجنوب افريقيا في 2010، أضف الى ذلك السقوط في بطولة «كوبا اميركا» التي استضافتها بلاده العام 2011.
صحيح ان مردود ميسي مع المنتخب آخذ في التحسن في الاونة الاخيرة بدليل النتائج الباهرة التي تحققت في التصفيات الاميركية الجنوبية المؤهلة الى مونديال 2014، أضف الى ذلك هدفه في المباراة الاولى من الدور الاول على البوسنة والهرسك (2-1) في البطولة نفسها، غير ان ذلك ليس في حجم الآمال التي تضعها الجماهير المحلية في «ليو» الذي سيدخل «نادي العظماء» حكماً ويحتل منزلة مارادونا في قلوب الارجنتينيين فقط في حال احرازه كأس العالم.
وسيبقى ميسي بالنسبة الى كثيرين «لاعب نادٍ» طالما انه لم يتوج في المونديال وسيكتفي هو بلقب «اسطورة برشلونة» حصراً وليس «اسطورة» بالمطلق طالما انه لم يترجم نبوغه في «العرس العالمي».
ولا يشذ الانكليزي واين روني عن القاعدة على رغم ان نجمه سطع للمرة الاولى في عداد «منتخب الاسود الثلاثة» خلال «يورو 2004» في البرتغال قبل ان ينتقل من ايفرتون الى مانشستر يونايتد ويثبت بأنه «لاعب ناد» أكثر مما هو لاعب مكتمل لناحية عطاءاته على جبهتي الفريق والمنتخب.
وبعد ان اعتبر «الولد الشقي» بوابة مباشرة لانكلترا كي تنتزع لقبها الدولي الثاني بعد كأس العالم 1966 التي اقيمت على ارضها، فشل روني في خوض اي نهائي سواء في المونديال او في بطولة الامم الاوروبية، ولم يصل بالمنتخب الى ابعد من ربع النهائي.
وفي مونديال 2014، عجز عن قيادة «منتخب الاسود الثلاثة» الى الفوز على ايطاليا في المباراة الاولى من الدور الاول اذ خسر وزملاؤه 1-2.
معلوم ان روني لم يسجل اي هدف حتى اليوم في تاريخ مشاركاته في كأس العالم.
البرتغالي كريستيانو رونالدو، الذي يعتبر احد افضل اللاعبين في تاريخ ريال مدريد الاسباني، فشل هو الآخر في حمل منتخب بلاده فوق منكبيه والتألق معه في البطولات الكبرى.
كان «سي آر 7» كان على وشك الفوز بـ«يورو 2004» لولا رأسية اليوناني انجيلوس خاريستياس في النهائي على ملعب «لا لوش» في لشبونة، وقاب قوسين او ادنى من نهائي «يورو 2012» لولا ضربات الترجيح التي اقصت «برازيل اوروبا» من دور الاربعة امام اسبانيا التي توجت لاحقا.
لطالما عانى رونالدو وزملاؤه في المنتخب خلال الادوار التمهيدية المؤهلة الى البطولات الكبرى، وقد خاضوا الملحق امام السويد لضمان بطاقة العبور الى البرازيل، كما حصل معهم في تصفيات «يورو 2012».
وفي الجولة الاولى من الدور الاول لمونديال 2014، وجه الالمان صفعة قوية لرونالدو بسحقه وفريقه 4 -صفر.
ويبقى المطلوب من «كريستيانو» على مستوى المنتخب اقل مما هو مطلوب من ميسي او البرازيلي نيمار دا سيلفا او حتى روني نظراً الى كون البرتغال لا تحتل موقعاً مرموقاً على هذا صعيد على رغم نجاحها في تقديم اجيال ذهبية من اللاعبين المميزين لعل اوزيبيو ولويس فيغو ورونالدو يشكلون ابرز معالمها.
الهولندي روبن فان بيرسي عاش موسماً رائعاً على المستوى الشخصي مع ارسنال في 2011-2012 قبل ان ينتقل الى مانشستر يونايتد مطلع الموسم 2012-2013 ويقدم اداءً مقنعاً ساهم في منح فريقه لقب الدوري المحلي قبل التقهقر في الموسم الماضي في ظل قيادة المدرب الاسكتلندي ديفيد مويز الذي اقيل.
فان بيرسي الذي نجح في فرض نفسه في فترة من الفترات اللاعب الرقم واحد في صفوف «الشياطين الحمر» في موسمه الاول في «اولد ترافورد»، فشل في لعب الدور نفسه مع منتخب بلاده حتى ما قبل المباراة الاولى لهولندا في كأس العالم 2014 حين تألق بشكل لافت خلال الفوز على اسبانيا 5-1 في مباراة شهدت تسجيله هدفين، الاول منهما هو الافضل حتى الساعة في كأس العالم الراهنة.
من جهته، فرض الايطالي ماريو بالوتيللي نفسه في فترة من الفترات نجما على الجبهتين، اذ انه لم يتوقف عن هز الشباك مع ميلان والمنتخب، قبل ان يتراجع قليلا عن البريق مع النادي اللومباردي على الرغم من كونه لاعباً لا يستغنى عنه.
ومنذ بداية مونديال البرازيل، لمع «سوبر ماريو» وهز الشباك الانكليزية بهدف الفوز في المباراة الاولى تماماً كما تألق في «يورو 2012» عندما احتل منتخب بلاده المركز الثاني.
كأس العالم تمثل أرضية تألق للبعض بينما تعتبر نقمة بالنسبة الى آخرين بيد انها في مطلق الاحوال «ساحة التحدي» الأهم في معادلة كرة القدم.
كتب: سهيل الحويك
لم يعد ارتداء القميص الوطني نعمة بالنسبة الى كثيرين من نجوم كرة القدم حول العالم، لا بل تحوّل الى شبه نقمة ذاق طعمها المرير عدد كبير ممن أثبت علو كعبه على مستوى الأندية.
لا خلاف على ان البرازيلي بيليه والارجنتيني دييغو مارادونا والالماني فرانتس بكنباور وقليلين غيرهم ما كانوا ليحتلوا المكانة التي شغلونها في عالم «المستديرة الساحرة» لولا التألق الذي عرفوه ليس فقط في صفوف انديتهم سانتوس ونابولي الايطالي وبايرن ميونيخ توالياً بالتحديد، بل مع منتخباتهم، وخصوصاً في كأس العالم.
نجوم الحقبة الحالية، معظم هؤلاء، نجحوا في فرض اسمائهم مع انديتهم في مقابل فشلهم الذريع مع منتخباتهم.
خير دليل على هذا الواقع الارجنتيني ليونيل ميسي الذي يعتبره البعض افضل ما انجبته الملاعب، ووضعه آخرون في منزلة ارفع من تلك التي يشغلها بيليه ومارادونا على وجه التحديد.
كان ميسي سبباً مباشراً في النجاح الكاسح الذي حققه برشلونة الاسباني في السنوات الأخيرة. كان بمثابة كلمة السر في فريق تاريخي، بيد انه فشل في نقل نبوغه الى منتخب الارجنتين بدليل عجزه عن الذهاب بـ«راقصي التانغو» الى ابعد من ربع نهائي كأس العالم في مناسبتين، المانيا في 2006 وجنوب افريقيا في 2010، أضف الى ذلك السقوط في بطولة «كوبا اميركا» التي استضافتها بلاده العام 2011.
صحيح ان مردود ميسي مع المنتخب آخذ في التحسن في الاونة الاخيرة بدليل النتائج الباهرة التي تحققت في التصفيات الاميركية الجنوبية المؤهلة الى مونديال 2014، أضف الى ذلك هدفه في المباراة الاولى من الدور الاول على البوسنة والهرسك (2-1) في البطولة نفسها، غير ان ذلك ليس في حجم الآمال التي تضعها الجماهير المحلية في «ليو» الذي سيدخل «نادي العظماء» حكماً ويحتل منزلة مارادونا في قلوب الارجنتينيين فقط في حال احرازه كأس العالم.
وسيبقى ميسي بالنسبة الى كثيرين «لاعب نادٍ» طالما انه لم يتوج في المونديال وسيكتفي هو بلقب «اسطورة برشلونة» حصراً وليس «اسطورة» بالمطلق طالما انه لم يترجم نبوغه في «العرس العالمي».
ولا يشذ الانكليزي واين روني عن القاعدة على رغم ان نجمه سطع للمرة الاولى في عداد «منتخب الاسود الثلاثة» خلال «يورو 2004» في البرتغال قبل ان ينتقل من ايفرتون الى مانشستر يونايتد ويثبت بأنه «لاعب ناد» أكثر مما هو لاعب مكتمل لناحية عطاءاته على جبهتي الفريق والمنتخب.
وبعد ان اعتبر «الولد الشقي» بوابة مباشرة لانكلترا كي تنتزع لقبها الدولي الثاني بعد كأس العالم 1966 التي اقيمت على ارضها، فشل روني في خوض اي نهائي سواء في المونديال او في بطولة الامم الاوروبية، ولم يصل بالمنتخب الى ابعد من ربع النهائي.
وفي مونديال 2014، عجز عن قيادة «منتخب الاسود الثلاثة» الى الفوز على ايطاليا في المباراة الاولى من الدور الاول اذ خسر وزملاؤه 1-2.
معلوم ان روني لم يسجل اي هدف حتى اليوم في تاريخ مشاركاته في كأس العالم.
البرتغالي كريستيانو رونالدو، الذي يعتبر احد افضل اللاعبين في تاريخ ريال مدريد الاسباني، فشل هو الآخر في حمل منتخب بلاده فوق منكبيه والتألق معه في البطولات الكبرى.
كان «سي آر 7» كان على وشك الفوز بـ«يورو 2004» لولا رأسية اليوناني انجيلوس خاريستياس في النهائي على ملعب «لا لوش» في لشبونة، وقاب قوسين او ادنى من نهائي «يورو 2012» لولا ضربات الترجيح التي اقصت «برازيل اوروبا» من دور الاربعة امام اسبانيا التي توجت لاحقا.
لطالما عانى رونالدو وزملاؤه في المنتخب خلال الادوار التمهيدية المؤهلة الى البطولات الكبرى، وقد خاضوا الملحق امام السويد لضمان بطاقة العبور الى البرازيل، كما حصل معهم في تصفيات «يورو 2012».
وفي الجولة الاولى من الدور الاول لمونديال 2014، وجه الالمان صفعة قوية لرونالدو بسحقه وفريقه 4 -صفر.
ويبقى المطلوب من «كريستيانو» على مستوى المنتخب اقل مما هو مطلوب من ميسي او البرازيلي نيمار دا سيلفا او حتى روني نظراً الى كون البرتغال لا تحتل موقعاً مرموقاً على هذا صعيد على رغم نجاحها في تقديم اجيال ذهبية من اللاعبين المميزين لعل اوزيبيو ولويس فيغو ورونالدو يشكلون ابرز معالمها.
الهولندي روبن فان بيرسي عاش موسماً رائعاً على المستوى الشخصي مع ارسنال في 2011-2012 قبل ان ينتقل الى مانشستر يونايتد مطلع الموسم 2012-2013 ويقدم اداءً مقنعاً ساهم في منح فريقه لقب الدوري المحلي قبل التقهقر في الموسم الماضي في ظل قيادة المدرب الاسكتلندي ديفيد مويز الذي اقيل.
فان بيرسي الذي نجح في فرض نفسه في فترة من الفترات اللاعب الرقم واحد في صفوف «الشياطين الحمر» في موسمه الاول في «اولد ترافورد»، فشل في لعب الدور نفسه مع منتخب بلاده حتى ما قبل المباراة الاولى لهولندا في كأس العالم 2014 حين تألق بشكل لافت خلال الفوز على اسبانيا 5-1 في مباراة شهدت تسجيله هدفين، الاول منهما هو الافضل حتى الساعة في كأس العالم الراهنة.
من جهته، فرض الايطالي ماريو بالوتيللي نفسه في فترة من الفترات نجما على الجبهتين، اذ انه لم يتوقف عن هز الشباك مع ميلان والمنتخب، قبل ان يتراجع قليلا عن البريق مع النادي اللومباردي على الرغم من كونه لاعباً لا يستغنى عنه.
ومنذ بداية مونديال البرازيل، لمع «سوبر ماريو» وهز الشباك الانكليزية بهدف الفوز في المباراة الاولى تماماً كما تألق في «يورو 2012» عندما احتل منتخب بلاده المركز الثاني.
كأس العالم تمثل أرضية تألق للبعض بينما تعتبر نقمة بالنسبة الى آخرين بيد انها في مطلق الاحوال «ساحة التحدي» الأهم في معادلة كرة القدم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق