الاخبار

الأربعاء، 11 يونيو 2014

مونديال (2014/1) مونديال 2010 ... قبل ان ننسى

منشور في "الراي" الكويتية


كتب: سهيل الحويك


كأن نطحة الفرنسي زين الدين زيدان وضحيتها، ان لم نقل مستثمرها، الايطالي ماركو ماتيراتزي، حدثت قبل عقد من الزمن، مع العلم انها وقعت قبل ثماني سنوات فقط في استاد برلين خلال المباراة النهائية لمونديال ألمانيا 2006 بين «الديوك» و«الآزوري».

وابتداءً من اليوم، ستنظم البرازيل النسخة العشرين من البطولة، وها نحن نعود بالذاكرة الى نهائي مونديال جنوب افريقيا 2010 بين اسبانيا وهولندا لنشعر كما لو انه من حقبة قديمة.

ماذا تركت لنا جنوب افريقيا من ذكريات قبل طي صفحتها الختامية؟

مباراة الافتتاح عاشت تعادل منتخب صاحبة الضيافة مع المكسيك بنتيجة 1-1 وكان هدف الجنوبي افريقي سيفيوي تشابالالا والذي منح «بافانا بافانا» التقدم اكثر من رائع وسيبقى ذكرى لا تنسى بالنسبة الى اللاعب والجماهير على حد سواء.

المباراة الثانية دقت ناقوس الخطر بالنسبة الى فرنسا بعد ان شهدت تعادلا سلبيا لـ «الديوك» مع الاوروغواي.

وها هي كوريا الجنوبية تفاجئ اليونان، بطلة اوروبا 2004، وتسقطها بهدفين رائعين.

«ارجنتين المدرب دييغو ارماندو مارادونا» تقص شريط حملتها بهدف وحيد في مرمى نيجيريا جاء من رأسية ولا اروع من لاعب مرسيليا الفرنسي غابريال هاينتسه الذي اعتزل قبل فترة وجيزة.

انكلترا، المرشحة الاولى لانتزاع اللقب للمرة الثانية في تاريخها بعد 1966، تكتفي بتعادل مخيب مع الولايات المتحدة الاميركية 1-1، في الوقت الذي يفوت فيه منتخب الجزائر، الفريق العربي الوحيد الذي تواجد في جنوب افريقيا وسيتواجد في مونديال البرازيل، فرصة الفوز على سلوفينيا التي باغتت حارسه الشاوشي بهدف حملت جزءا من مسؤوليته كرة «جابولاني» المثيرة للجدل.

غانا تفاجئ صربيا بهدف متأخر من ركلة جزاء ترجمها بنجاح الى هدف اسامواه جيان لاعب العين الاماراتي، فيما كشرت ألمانيا عن انيابها باكرا بسحقها استراليا برباعية رغم غياب قائدها الاصيل ميكايل بالاك عن البطولة نتيجة الاصابة.

هولندا تحسم اللقاء المنتظر مع الدنمارك بهدفين دون رد، واليابان تقض مضجع الكاميروني صامويل ايتو الذي لم يستبعد تتويج منتخب بلاده باللقب قبيل انطلاق المونديال، ورفاقه بهدف. انه انتصار آسيا على افريقيا.

معاناة ايطاليا، حاملة اللقب، تبدأ بتعادل مفاجئ مع البارغواي 1-1، فيما تخطف نيوزيلندا المغمورة نقطة ثمينة من سلوفاكيا في اللحظات القاتلة (1-1). اول هدف لنيوزيلندا في تاريخ مشاركتها واول نقطة ايضا لها ولسلوفاكيا التي كانت تسجل حضورها الاول في «العرس العالمي».

ساحل العاج المحرومة من قائدها ديدييه دروغبا المصاب تبدأ مشوارها بتعادل سلبي مع البرتغال، فيما ترتجف البرازيل امام كوريا الشمالية، الراسخة في مونديال 1966، قبل ان تتجاوزها بصعوبة 2-1.

تشيلي تبدأ الرحلة بفوز ضئيل (1 - صفر) على هندوراس العائدة الى الساحة بعد غياب دام منذ مونديال 1982 فيما تُسجل اول مفاجأة مدوية في مباراة اسبانيا التي استسلمت امام سويسرا بقيادة المدرب الالماني اوتمار هيتسفيلد بهدف وحيد.

تنطلق الجولة الثانية من الدور الاول بسقوط قاتل لجنوب افريقيا امام الاوروغواي صفر - 3، بينما كشفت الارجنتين بوضوح عن نواياها بسحقها كوريا الجنوبية 4-1 وسط تألق غونزالو هيغواين، صاحب ثلاثية، بيد ان ليونيل ميسي تمسك بالصيام عن التسجيل للمباراة الثانية على التوالي.

اليونان تعوض الخسارة في الجولة الاولى وتكبد نيجيريا هزيمة ثانية وبنتيجة 2-1.

فرنسا في مأزق بعد سقوطها امام المكسيك صفر - 2، وصربيا تنتزع الفوز على ألمانيا بهدف في لقاء شهد اضاعة لوكاس بودولسكي ركلة جزاء، هي الاولى التي يضيعها الالمان منذ مونديال 1974، وميروسلاف كلوزه، هداف كأس العالم 2006 برصيده 5 اهداف، يحصل على بطاقة حمراء.

وبدأت المهازل التحكيمية في المباراة بين سلوفينيا والولايات المتحدة. فبعد ان تقدمت الاولى 2 - صفر نجح لاندون دونوفان وزملاؤه في ادراك التعادل قبل تسجيل الهدف الثالث الذي اعتبره طاقم التحكيم تسللا فيما كشفت الاعادة انه سليم.

الجزائر تهز انكلترا المغلوب على امرها وتتقاسم معها نقاط المباراة التي انتهت بالتعادل صفر - صفر، وهولندا تكتفي بهدف وحيد في مرمى اليابان.

غانا واستراليا تتعادلان رغم طرد قائد المنتخب الاوقياني هاري كيويل، والدنمارك تدق المسمار الثاني في نعش الكاميرون 2-1 وتضعها خارج حسابات التأهل الى الدور الثاني.

البارغواي تسيطر على سلوفاكيا وتترجم تفوقها عليها بهدفين دون رد، فيما تنتزع نيوزيلندا نقطة ثانية، هذه المرة من ايطاليا ومدربها الفذ مارتشيلو ليبي، بتعادل الجانبين 1-1.

بطل العالم 2006 في خطر.

البرازيل تتجاوز عقبة ساحل العاج 3-1 مع تسجيل لويس فابيانو لهدف، هو الثاني لفريقه في اللقاء، مستخدما ذراعيه مرتين في لعبة لاحظها الجميع باستثناء الحكم.

البرتغال تقسو على كوريا الشمالية بسباعية وكريستيانو رونالدو يحرز هدفه الاول مع منتخب بلاده بعد طول انتظار.

تشيلي تهزم سويسرا المنقوصة لاعبا بهدف، واسبانيا تسقط هندوراس 2 - صفر دون اقناع.

الجولة الثالثة والاخيرة من الدور الاول تبدأ بإقصاء جنوب افريقيا من البطولة في سابقة لافتة اذ لم يسبق لأي منتخب دولة مضيفة توديع المونديال من دور المجموعات.

هذا الخروج جاء رغم الفوز على فرنسا 2-1.

منتخب «الديوك» ينفجر فضائح وخلافات عقب طرد نيكولا انيلكا من الفريق لشتمه المدرب ريمون دومينيك، وبطل 1998 يعود باكرا الى باريس، في وقت انتزعت فيه الاوروغواي صدارة المجموعة الاولى بفوزها بهدف على المكسيك التي رافقتها الى الدور الثاني، مع العلم ان تعادل الفريقين كان كفيلا بمنحهما بطاقتي التأهل.

الارجنتين تحقق فوزها الثالث وتمضي نحو ثمن الثاني، وضحيتها اليونان استقبلت هدفين وعاد منتخبها الى اثينا قبل ان يتقدم مدربها الألماني اوتو ريهاغل باستقالته.

نيجيريا تواجه كوريا الجنوبية ضمن المجموعة نفسها (الثانية) ليؤدي تعادل الفريقين 2-2 الى تأهل المنتخب الآسيوي الى الدور الثاني للمرة الاولى بعد العام 2002 على ارضه.

نيجيريا تودع جنوب افريقيا بخفي حنين قبل ان يعلن رئيس الدولة تجميد المشاركات الخارجية لمنتخبات البلاد كافة لمدة سنتين ويتراجع عن الخطوة بعد ايام اثر تهديد صريح من الاتحاد الدولي للعبة.

في المجموعة الثالثة، تحقق انكلترا، بعد جهد جهيد، انتصارها الاول في مونديال 2010 على حساب سلوفينيا 1 - صفر، فيما تحرم الولايات المتحدة الاخيرة من مرافقة رجال المدرب الايطاليا الفذ فابيو كابيللو اثر فوزها على الجزائر بهدف متأخر جدا لدونوفان.

انكلترا والولايات المتحدة تكملان المشوار، الجزائر وسلوفينيا تكتفيات بهذا القدر من المشاركة.

استراليا تفاجئ صربيا 2-1 لتسهل مهمة غانا في بلوغ الدور الثاني وفي ان تكون الدولة الافريقية الوحيدة المتأهلة وذلك رغم خسارتها امام ألمانيا بهدف رائع لمسعود اوزيل.

ايطاليا تودع المونديال من الدور الاول بخسارتها الدراماتيكية امام سلوفاكيا التي رافقت البارغواي الى ثمن النهائي اثر تعادل الاخيرة مع نيوزيلندا سلبا مع العلم ان الاخيرة «ودعت» دون ان تتعرض لأي خسارة في انجاز يحسب لهذه الدولة المغمورة كرويا.

الكاميرون تتعرض للخسارة الثالثة وهذه المرة امام هولندا (1-2) التي حصلت على العلامة الكاملة (9 نقاط من 9 ممكنة)، واليابان تسحق الدنمارك 3-1 عن جدارة وترافق المنتخب البرتقالي الى الدور الثاني عن المجموعة الخامسة.

مباراة البرتغال والبرازيل انتهت بتعادل سلبي مخيب ادى الى تأهل الفريقين فيما لم يشفع لساحل العاج فوزها على كوريا الشمالية 3 - صفر بشيء.

اسبانيا تنقذ نفسها بالفوز 2-1 على تشيلي التي رافقتها الى ثمن النهائي، فيما عجزت سويسرا عن الفوز على هندوراس مكتفية بتعادل سلبي.

الدور الثاني ينطلق بفوز صعب للغاية حققته الاوروغواي على كوريا الجنوبية 2-1 وسط اجواء ماطرة.

على خطى الكاميرون العام 1990 والسنغال 2002، غانا ثالث دولة افريقية تبلغ ربع نهائي المونديال وذلك على حساب الولايات المتحدة 2-1.

ألمانيا تسحق انكلترا 4-1 وتلقنها درسا في فنون اللعبة وذلك في مباراة شهدت تسجيل فرانك لامبارد هدفا لـ «منتخب الاسود الثلاثة» عندما كانت النتيجة تشير الى تقدم الـ «مانشافت» 2-1، بيد ان الحكم لم يلحظ الكرة وهي ترتطم بعارضة الحارس مانويل نوير وتسقط داخل المرمى.

هذا الهدف اشعل فتيل الانتقادات ضد السويسري جوزيف بلاتر، رئيس الاتحاد الدولي للعبة، مطالبة اياه بضرورة مساعدة الحكام من خلال استخدام الوسائل التكنولوجية.

وفي سهرة اليوم نفسه، تقدمت الارجنتين على المكسيك بهدف لكارلوس تيفيز من تسلل واضح في طريقها الى الفوز 3-1، الامر الذي راكم الانتقادات بحق الحكام، ودفع بلاتر الى توجيه اعتذار رسمي الى انكلترا والمكسيك، بعد فوات الاوان.

هولندا تكمل المشوار بفوز «واقعي» على سلوفاكيا 2-1.

والبرازيل تقنع اخيرا بانتصار رائع على تشيلي ومدربها الارجنتيني مارتشيلو بييلسا.

ركلات ترجيح شهدتها مباراة البارغواي واليابان للمرة الاولى في مونديال 2010 بعد تعادلهما سلبا في الوقت الاصلي والاضافي.

«الترجيحية» تبتسم للبارغواي (5-3) التي بلغت ربع النهائي للمرة الاولى في تاريخها في ظل دموع مدربها الارجنتيني خيراردو مارتينو الذي اشرف على برشلونة الاسباني في الموسم الماضي قبل ان يرحل.

اسبانيا تقدم مباراة قوية امام البرتغال «المستسلمة» وتعبر الى الدور الثاني بهدف دافيد فيا.

ربع النهائي ينطلق بانتصار مدو لهولندا على البرازيل 2-1.

«المنتخب البرتقالي» يتخلص اخيرا من العقدة البرازيلية، و«راقصو السامبا» يفشلون للمرة الثانية على التوالي في ولوج نصف النهائي.

ريكاردو كاكا يودع استاد «بورت اليزابيث» بالدموع، ومدربه كارلوس دونغا ينهي مشواره مع الفريق بعد اربع سنوات على رأس جهازه الفني.

اكثر المباريات المثيرة هي تلك التي جمعت بين الاوروغواي وغانا. علي سولي مونتاري يضع غانا في المقدمة، ودييغو فورلان يدرك التعادل.

تنتهي المباراة 1-1 ويخوض المنتخبان الشوط الاضافي الاول دون تغيير في النتيجة.

وفي الدقيقة الاخيرة من الشوط الاضافي الثاني، يمنع لويس سواريز كرة غانية من ولوج شباك فريقه مستخدما يده، فيحصل على بطاقة حمراء وتمنح ركلة جزاء للفريق الافريقي يضيعها جيان اسامواه، ليحتكم الجانبان الى ركلات الترجيح التي ابتسمت للاوروغواي 4-2.

وبعد سحقها انكلترا 4-1، المانيا تذل الارجنتين برباعية نظيفة اثر عرض رائع وضع رجال المدرب يواكيم لوف على رأس الفرق المرشحة لانتزاع اللقب.

ميروسلاف كلوزه يحرز هدفين رافعا رصيده في البطولة الى اربعة، وفي مشاركاته الثلاث في كؤوس العالم 2002 و2006 و2010 الى 14 هدفا على بعد هدف واحد من البرازيلي رونالدو حامل الرقم القياسي (15).

الاهم من كل ذلك ان ميسي ودع البطولة دون تسجيل اي هدف، ومارادونا يتحدث عن امكان استقالته من المنصب، وقد تركه بالفعل بعد ايام.

البارغواي تضيع ركلة جزاء عبر لاعبها كاردوزو في المباراة امام اسبانيا التي سجلت من علامة الجزاء ايضا هدف التقدم عبر تشابي الونسو بيد ان الحكم طلب إعادة الركلة، إلا ان لاعب ريال مدريد اضاعها هذه المرة.

ومرة جديدة، يمنح فيا الفوز لمنتخب اسبانيا بهدف وحيد مع العلم ان الحكم نفسه حرم البارغواي من هدف صحيح اعتبره جاء من تسلل فيما اوضحت الاعادة انه سليم.

الدور نصف النهائي بدأ بانتصار هولندي مستحق على الاوروغواي 3-2.

هدف هولندا الاول حمل توقيع القائد جيوفاني فان برونكهورست الذي خاض آخر بطولة في مسيرته الرياضية اذ كان يبلغ حينها الخامسة والثلاثين من العمر.

هولندا تبلغ المباراة النهائية للمرة الاولى منذ العام 1978 عندما سقطت امام صاحبة الضيافة الارجنتين 1-3.

اسبانيا تلحق بهولندا الى المباراة النهائية للمرة الاولى اثر فوزها على المانيا بهدف كارليس بويول، و«الماكينات» تفشل في الثأر من «الماتادور» الفائز عليها في نهائي «يورو 2008» بهدف يتيم ايضا.

كأس العالم 2010 لا تشهد احد منتخبات البرازيل وألمانيا والارجنتين وايطاليا في مباراتها النهائية للمرة الاولى منذ سنوات «غابرة»، كما انها ستشهد تتويج فريق جديد.

فعلتها اسبانيا اخيرا وتغلبت على هولندا بهدف حمل توقيع اندريس انييستا في الدقيقة 116 اي قبل ركلات الترجيح بأربع دقائق.

الاسبان يسكرون حتى الثمالة باللقب العالمي الاول وهولندا تبكي ضياع حلم التتويج للمرة الثالثة بعد 1974 و1978.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق