الاخبار

الخميس، 19 يونيو 2014

(مونديال) قلق لوف

منشور في "الراي" الكويتية


 كتب: سهيل الحويك


نجحت خطة يواكيم لوف، مدرب منتخب المانيا لكرة القدم، في اول امتحاناته ضمن الدور الأول من مونديال 2014 عندما تغلب فريقه على البرتغال برباعية نظيفة لا غبار عليها.

الاعتماد على اربعة قلوب دفاع في الخط الخلفي (جيروم بواتينغ وماتس هاملز وبير ميرتيساكر وبينيديكت هوفيديس)، زرعُ أحد افضل الاظهرة في العالم في خط الوسط (فيليب لام) واللعب من دون رأس حربة صريح.

ولكن هل يستمر النجاح حليفا لهذا النهج؟

يقول لام قائد المنتخب وفريق بايرن ميونيخ: «ندرك تماما كم نحن قادرون على الآداء بشكل جيد. الثلاثي الهجومي لعب بشكل مثالي امام البرتغال (توماس مولر وماريو غوتسه ومسعود اوزيل)»، ويضيف: «كان انتصارا رائعا لكننا لم نحقق أي شيء حتى الساعة».

اثمرت خطة لوف تماما من خلال مولر صاحب «هاتريك»، هي الـ 49 في تاريخ كأس العالم، فقد قام توماس بدور اللاعب رقم 9 الوهمي.

توني كروس ادى بامتياز دور توجيه اللعب وكان الاكثر تحركا بين زملائه، مستفيدا من التغطية التي قام بها كل من لام وسامي خضيرة في المنطقة الخلفية.

على الاطراف، كان غوتسه مدمرا فيما قدم اوزيل بعض اللمحات رغم أنه لم يستعد كامل مستواه وتألقه الذي جعل منه اغلى لاعب في تاريخ المانيا عندما انتقل من ريال مدريد الاسباني إلى ارسنال الانكليزي مطلع الموسم المنتهي مقابل 50 مليون يورو.

اللافت في تشكيلة لوف تمثل في الرباعي الخلفي الذي لم يكن لاحد أن يتوقع قوامه في مارس أو ابريل الماضيين وتحديدا على مستوى الظهيرين.

خط الدفاع المعتمد امام البرتغال لم يخض أي تجربة باستثناء المباراة الودية الاخيرة التي سبقت المونديال وفاز فيها الالمان على ارمينيا المتواضعة بنتيجة كبيرة 6 - 1.

بدا للبعض بان لوف يخاطر بيد أن الاخير كان يدرك تماما ما الذي يقوم به.

بواتينغ شغل مركز الظهير الايمن لايقاف كريستيانو رونالدو نجم ريال مدريد الاسباني، فيما احتل هوفيديس مركز الظهير الايسر للحد من خطورة لويس ناني نجم مانشستر يونايتد الانكليزي.

من جهته، نجح لام في تحييد جواو موتينيو و«اخراجه» من المباراة.

بدت هذه الخطة مثمرة تماما حتى ما قبل طرد البرازيلي الاصل بيبي اثر «النطحة» الساذجة بحق مولر.

يقول لوف الذي تولى مقدرات «ناسيونال مانشافت» بعيد مونديال 2006 خلفا ليورغن كلينسمان: «الفريق كان موحّدا، ولمسنا تواصلا غير مسبوق بين اللاعبين، لعبنا بثقة ورغبة. الشوط الثاني كان مختلفا تماما عن الأول وسعينا فيه إلى الاحتفاظ بالكرة وتهدئة اللعبة والقيام بالهجمات المرتدة إذا سنحت الفرصة.كان بواتينغ استثنائيا بمواجهة رونالدو».

اسئلة عدة تطرح نفسها اليوم، هل سيستمر لوف في اعتماد النهج نفسه في مبارياته التالية؟ هل من المنطقي أن يغيّر ويعدّل في فريق فائز؟ هل يشرك الصاعد ايريك دورم في مركز الظهير الايسر امام غانا أو امام الولايات المتحدة الاميركية في الجولتين المقبلتين في الدور الأول بعد تألقه في المباريات الودية؟

هل يبقى لام خيارا اول كظهير ايمن للحد من خطورة الجناح الايسر البرازيلي نيمار دا سيلفا، لاعب برشلونة الاسباني، في حال كُتب لالمانيا خوض المباراة النهائية امام منتخب البلد المضيف في 13 يوليو المقبل على استاد «ماراكانا» الشهير في ريو دي جانيرو؟

امازال لباستيان شفاينشتايغر دور في تشكيلة لوف وتحديدا في وسط الملعب؟ هل سيحصل ميروسلاف كلوزه (14 هدفا) على الفرصة لتحطيم الرقم القياسي لعدد الاهداف المسجلة في النهائيات والذي يحمله البرازيلي رونالدو (15 هدفا) بعد غيابه عن المباراة الأولى؟

شدد لوف قبل انطلاق المونديال على أن المداورة بين اللاعبين ليست خيارا مثاليا على الرغم من ضرورته نظرا لما سيعانيه رجاله من صعوبات مناخية تؤثر سلبا على مردودهم.

يبدو المدرب الالماني معذورا في حال قام بتعديلات على تشكيلته الفائزة على البرتغال مع العلم أنه انتقد كثيرا على التغييرات التي قرر اعتمادها وتحديدا الدور الذي اوكله لكروس في مواجهة ايطاليا ضمن الدور نصف النهائي في بطولة كأس الامم الاوروبية 2012.

فقد خسر الالمان امام الـ «سكوادرا آتزوري» 1 - 2 بعد أن كان فريق لوف الافضل في البطولة والمرشح الأول، بيد أن المدرب قام بتغييرات تكتيكية في ضوء خطة تشيزاري برانديللي مدرب منتخب ايطاليا، في وقت كان يتوجب فيه عليه حمل خصومه على التعديل والتفكير في آلية لايقاف «الماكينات».

وصرح لوف: «كمبدأ، لن اعتمد المداورة في الادوار الاقصائية لكأس العالم. سأقوم بذلك حصرا في الجولة الثالثة من الدور الاول إذا كان فريقي ضامنا التأهل إلى الدور الثاني، بيد أنني لا اتوقع أن نحسم تأهلنا مبكرا».

بعد الفوز الكبير على البرتغال، بات على المانيا أن تستنظر بلوغ الدور الثاني مبكرا في حال كُتب لها الفوز على غانا في مباراتها الثانية ضمن المجموعة السابعة.

سيتمكن جمهور الفريق من الاستمتاع ببداية باهرة لالمانيا في كأس العالم بحال التأهل المبكر خصوصا بعد الانتقادات التي طاولت المنتخب خلال الاستعدادات والتي اضيف اليها اصابة ماركو رويس في «ودية ارمينيا» واقصاؤه من تشكيلة الـ 23، التعافي البطيء من الاصابة لكل من لام وشفاينشتايغر وحارس المرمى مانويل نوير، وانتفاء القوة الهجومية الضاربة في ظل غياب ماريو غوميز الذي عانى طويلا من الاصابة ولم يخض سوى عدد قليل من المباريات بعد انضمامه إلى فيورنتينا الايطالي مطلع الموسم 2013 - 2014.

صحيح أن الانتصار الكبير على البرتغال حرّر لوف قليلا، بيد أنه في المقابل سبب له بعض الضيق، خصوصا أن 12 لاعبا آخرين في الدكة ينتظرون دورهم وهم قادرون تماما كأساسيي المباراة الاولى على التألق والعطاء. فهل يقوم «يوغي» بتبديلات، على مسؤوليته، على فريق فائز؟

وفي حال خسرت «تشكيلة مباراة البرتغال» نفسها في الدور ربع النهائي مثلا وودعت البطولة، هل ستفتخر الجماهير الالمانية بأن فريقها ودّع المنافسات وهو مؤمن ومتمسك بأسلوب لم يبدّل فيه منذ انطلاق مونديال 2014؟


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق