الاخبار

الأربعاء، 30 أبريل 2014

ريال مدريد فضح "بايرن - بيب" ... اعترافات ومخاوف










كتب سهيل الحويك

لم أفرح بتاتاً بالأنباء التي تحدثت عن وصول الاسباني جوسيب غوارديولا الى بايرن ميونيخ الالماني لتولي القيادة الفنية للفريق.
كنت في دبي في تلك الأثناء عندما أبلغتني شقيقتي بالأمر عبر رسالة "واتساب".
في العائلة، لا ندين بالولاء لكرة القدم الجميلة. نؤمن فقط بالانتصارات، ويعتبر عشقنا لألمانيا ولكل ما له صلة بها ... مسألة مبدأ.
ترددتُ في التعبير عن موقفي، وبقيت هي تنتظر رداً لتبني على الشيء مقتضاه.
"ما حسيتك مبسوط" كتبَتْ.
شعرت بالحيرة وخانني التحليل الفوري، أنا من يُعرف عنه سرعة البديهة حيناً والتسرع حيناً آخر.
لم أهضم خطوة مجلس ادارة بايرن باستقطاب "بيب". أنا "ألماني"، فكيف لإسباني كاتالوني ان يقود فريقي المفضل؟
نعم، أدرك ان الهولندي لويس فان غال تولى تدريب البايرن قبل سنوات، لكن غواريولا يمثل "فلسفة" قائمة بذاتها.
لطالما اعتبرتُ "بيب" دخيلاً على عشقي الكروي، الا انني ارتضيت به انطلاقاً من ولائي للنادي الذي اعشق منذ العام 1979.
حدث بعدها أن قام البايرن بزيارة خاطفة الى الكويت قبل اشهر بغية خوض مباراة ودية استكمالاً لمعسكره الشتوي في قطر.
شعرت ان الفرصة لاحت امامي. جاءت اللحظة المناسبة.
لم ابحث من السؤال الذي وجّهته الى ماتياس سامر، المدير الرياضي في بايرن ميونيخ، إستفزازاً، بل إشباعاً لحشريةٍ في داخلي.
جمع المؤتمر الصحافي الذي سبق المباراة من الجانب البافاري، الهولندي اريين روبن وسامر، بالإضافة الى المترجم.
تعرّض روبن لوابل متوقع من الأسئلة التي راوحت ما بين الروتيني والفضفاض، فيما اكتفى سامر بتبادل اطراف الحديث همساً مع المترجم الذي لم يبدِ اهتماماً بنقل رد الهولندي على سؤال وُجه إليه عن شعوره بعد هدف الفوز في مرمى بوروسيا دورتموند بنهائي دوري ابطال اوروبا 2013، او على رغبته بالمشاركة في مونديال 2022 خصوصاً بعدما أغفل السائل أن آريين سيكون متقاعداً عندما يحين موعد الحدث العالمي في قطر!
اخترتُ الانكليزية لغةً. وقفتُ مرتدياً قميص البايرن وثبّتُّ نظري في عيني سامر متسلحاً ببطاقة التعريف الصحافية المعلقة حول عنقي، وقلت: "يمثل بايرن ميونيخ فخر كرة القدم الالمانية ورمزها المتلألئ في اوروبا والعالم. لم أفهم لمَ أنتم الالمان القيّمون على البايرن أقدمتم على جلب مدرب إسباني. كيف لجوسيب غوارديولا صاحب الفكر الكاتالوني ان ينجح في نادٍ الماني صميم؟ هل كنتم بحاجة اليه في ظل وجود خبراء المان على اعلى مستوى؟ ألم تكن مخاطرة منكم؟".
لم يتأخر سامر بالرد وبصرامة: "في كرة القدم اليوم، لا اختلاف بين الماني واسباني وانكليزي وهولندي وغيره. هذه اللعبة هي مسألة فكر (مشيراً بأصبعه الى رأسه) ونظر (مشيراً الى عينه) وقول (مشيراً الى شفتيه). لقد أتينا بأفضل مدرب في العالم الى افضل ناد في العالم"، وتابع: "اني اثني على النجاحات التي حققها غوارديولا مع بايرن هذا الموسم بعد الحصول على لقبي كأس السوبر الاوروبية وكأس العالم للأندية. بايرن ميونيخ ناد كبير وله اسلوب مميز وفلسفة كروية فرضت نفسها على الساحة العالمية"، مختتماً ان "الفريق يسير في الطريق الصحيح نحو تكرار انجاز الخماسية".
رحل سامر. لم أقتنع أنا. لست ألمانياً أكثر منه الا انني بالتأكيد متعصب له اكثر مما هو متعصب لـ"ألمانية المعتَقَد".
دارت الايام على عجل منذ وصول غوارديولا. انا لا احبه. ادعمه لأنه "مدربي" وجزء من المنظومة.
وكنت قد حللت مطلع الموسم ضيفاً على برنامج "الجماهير" في تلفزيون "الراي" حيث عبّرت بطريقتي العصبية المباشرة المعتادة عن موقفي وذكرت بعد ان استسمحت المشاهدين: "غوارديولا جيء به الى بايرن لاحراز دوري الابطال. إن لم يفعل، فسيسقط في مزبلة التاريخ".
حاول البعض القاء لوم علي بسبب سوء الكلمة (مزبلة) بيد ان مقدم البرنامج الزميل محمد جوهر حيات لعب دور محامي الدفاع وقال: "الريّال (اي الرجل) استسمح المشاهدين قبل ذكر الكلمة".
وفي حلقة أخرى من البرنامج نفسه، انتقدت ريال مدريد الاسباني على تخليه عن الالماني مسعود أوزيل لمصلحة ارسنال الانكليزي.
قلت إن "حملة الملكي لتحقيق العاشرة تشترط وجود لاعبين بمنزلة أوزيل"، واضفت أن "التعاقد مع لاعبين من امثال خيسي وايارامندي لا يفي بالحاجة".
حتى انني قمت بمقارنة: "اذا غاب انييستا عن برشلونة، فإن المنظومة تختلّ، وهذا نفسه ما سيحصل لريال بعد رحيل أوزيل".
عندما تتمنى سقوط اعدائك لتثبت صحة نظريتك، فتأكد أنك اصبحت قريباً من الجبن. كانت وجهة نظر، قد تصيب أو تخيب.
ثم جاء سقوط بايرن امام ريال في جولة الاياب من الدور نصف النهائي لدوري الابطال. وأين؟ في "اليانز آرينا".
هي هزيمة من نوعية تلك التي شهدت السقوط المدوي لمنتخب المانيا امام انكلترا 1-5 في الـ"اولمبيا شتاديون" في ميونيخ بالذات ضمن تصفيات مونديال 2002.
عندما سجل سيرخيو راموس هدفيه، لم تنقطع انفاسي. حتى لدى تسجيل البرتغالي كريستيانو رونالدو هدفه الثاني، لم أشعر بالضيق الذي لطالما قضّ مضجعي في كل مرة يُقصى فريقي من بطولة ما.
الخسارة صفر-4 امام "الملكي" لم تكن بمرارة الهزيمة امام تشلسي الانكليزي في نهائي نسخة 2012 من المسابقة الاوروبية الام على الملعب نفسه.
تشلسي لم يكن يستحق. ريال مدريد استحق ... وبجدارة.
حتى في 2010 عندما هوى بايرن امام انترميلان الايطالي بهدفي الارجنتيني دييغو ميليتو في النهائي، كان الوضع قابلاً للهضم.
الفريق البافاري خسر نهائيي 2010 و2012 بيد انه لم يتنازل عن هويته في المناسبتين. سقط بحقيقته وليس بقناع غيره. ثم لم يبدأ من حيث انتهى، فأفرز ذلك لقباً قارياً عزّ عليه طويلاً في 2013 على حساب مواطنه بوروسيا دورتموند 2-1.
ريال مدريد لم يهزم بايرن ميونيخ 1-صفر ذهاباً و4-صفر اياباً فقط. "الملكي" أجبر "العملاق البافاري" على خسارة "كل شيء".
يدّعي البعض أن غوارديولا قاد الفريق الى تحقيق ثلاثة القاب حتى الساعة تمثلت في كأس السوبر الاوروبية وكأس العالم للأندية والدوري الالماني كما ان لاعبيه مدعوون لمواجهة دورتموند نفسه في نهائي الكأس المحلية.
هذا صحيح الا ان "اف سي هوليوود" - وهو لقب بايرن - عانى الامرين امام تشلسي في كأس السوبر الاوروبية وتدخلت الملائكة لتنقذه بهدف تعادل في اللحظات الاخيرة من الشوط الاضافي الثاني (2-2) بتوقيع الاسباني خافي مارتينيز قبل ان يحسم امره بركلات الترجيح، فيما لم يواجه منافسة حقيقية في مونديال الأندية بضيافة المغرب.
أمّا الدوري المحلي فبات ولوج اعلى نقطة من منصة التتويج فيه بمثابة الواجب على ناد يملك من الاموال ما تعجز الأندية الاخرى مجتمعة في بلوغ اعتابه.
ماذا حقق "بيب" بالتالي لبايرن ميونيخ؟ برأي البعض انجز الكثير، لكن بنظر الفاهمين في كرة القدم، غوارديولا وصل العاصمة البافارية لقيادة فريقها الى الاحتفاظ بـ"العرش الاوروبي"، عالماً ان اقل من ذلك يعتبر فشلاً.
خسر امام مانشستر سيتي الانكليزي على ارضه في دوري الابطال، عانى قليلاً امام مواطنيه ارسنال في الدور الثاني وكثيراً امام مانشستر يونايتد في ربع النهائي. خسر كأس السوبر الالمانية امام دورتموند.
اراد غوارديولا استنساخ برشلونة بافارياً بعد ان ساهم اسلوبه الذي يعرف بالـ"تيكي تاكا" في تتتويج النادي الكاتالوني بـ 14 لقبا في غضون 4 سنوات.
ظهر على بايرن بعضاً من برشلونة في عدد من المباريات، سواء المحلية منها او الخارجية، بيد ان الفريق افتقد الى الحسم الذي كان حاضراً بقوة في عهد المدرب الاسبق يوب هاينكيس.
الاستحواذ مهم الا ان تبادل الكرة دون انهائها في الشباك بات يلقى سخطاً في اوساط اللعبة، وهو ما عبّر عنه "القيصر" فرانتس بكنباور الذي لطالما انتقد اسلوب غوارديولا في مقاربة اللعبة.
المدرب الاسباني لا يملك في ميونيخ لاعباً بمنزلة الارجنتيني ليونيل ميسي قادر على انهاء الاستحواذ بهدف، هدفين او اكثر، سواء من اختراق سلس او تسديدة خرافية، ولا يمتلك عنصراً مثل اندريس انييستا ينسلّ في المنطقة المحرّمة ويجترح المعجزات في مساحة نصف متر.
بايرن كان مباشراً اكثر في تعاطيه مع الكرة، وبات اليوم في عهد "بيب" يُكثر من دلع "الحبيبة" ولا يبلغ وايّاها نشوة الوصال.
في المقابل، بدا ريال مدريد في مباراتيه وبايرن وكأنه قادم من كوكب آخر.
صحيح أن المآخذ عليه بلغت حدّها في جولة الذهاب حين تقوقع دفاعاً واعتمد على الهجمات المرتدة، بيد انه جاء الى ميونيخ للفوز إياباً وطبّق مدربه الايطالي كارلو انشيلوتي خطةً لطالما تميّز بها بايرن ميونيخ نفسه، وتتمثل بالتحكم بنسق المباراة دون شرط الاستحواذ الواهي على الكرة.
ادرك ريال مدريد بالتحديد ما كان يريده. رسم الخطة وطبقها بحذافيرها، ويُحسب لأنشيلوتي تفوقه التام على غوارديولا الذي بدا قزماً امام منافسه.
الطامة الكبرى ان مدرسة غوارديولا ارتبطت به، وهو لا يجيد غيرها، وجاءت المهزلة امام ريال مدريد لتفرض عليه بالمنطق اعادة نظر، ربما في شخصيته التدريبية.
سيصبر بايرن على "بيب" الذي مُنح بعد يوم واحد على الاقصاء ضوءاً اخضر لإجراء الصفقات التي يريد.
هنا نستشعر ان النادي البافاري يريد القيام بـ"أي شيء" لتأكيد صوابية التعاقد مع غوارديولا بعد ان كان في السنوات الماضية متحفظاً جداً في تعاقداته.
فهل يتشبث غورديولا بأسلوبه في فريق بـ"عقلية المانية راسخة" ام يتنازل عنه؟
باتت المسألة "شخصية" اكثر اذ يريد "بيب" النجاح بـسلاحه اي بـ"الاستحواذ"، اما بايرن فيريد النجاح بأية طريقة.
وفي هذه الاثناء، فرض ريال مدريد نفسه قوة ضاربة، وقدم كرة قدم حديثة باعتراف الجميع، كما انه عقّد الالمان يعد ان اخرج شالكه وبوروسيا دورتموند وأخيراً بايرن ابتداً من الدور الثاني للـ"تشامبيونز ليغ".
كان انشيلوتي على حق بأنه لن يحتاج الى اوزيل. ولا شك في ان مساعده الفرنسي زين الدين زيدان كسب في رهان الاعتماد على مواطنه كريم بنزيمة الذي بان بفورمة ممتازة امام بايرن تحديداً.
الويلزي غاريث بايل نجح بامتياز في موسمه الاول مع "الملكي"، ويُحسب له ذاك الهدف الخرافي في مرمى برشلونة خلال المباراة النهائية لكأس اسبانيا.
ويبقى رونالدو لاعباً متكاملاً يتمناه اي مدرب. هدفه الثاني ذكّرني بآخر مشابه له سجله البرازيلي رونالدينيو قبل فترة لصالح برشلونة.
اعتقد اليوم بأن سؤالي الى سامر كان اهم ما في رحلة بايرن الى الكويت. لم يكن سؤالاً بقدر ما كان تعبيراً عن وجهة نظر.
اما غوارديولا فقد سقط حيث راهنته لانه لم يحقق دوري الابطال، فيما اثبت انشيلوتي انني أخطأت في ما يتعلق بأوزيل.
يبقى القول ان فشل ريال مدريد في احراز "العاشرة"، إن حصل، سيعيد كل شيء الى نقطة الصفر، ويعود الحديث عن اوزيل الى حيث كان.
لم أحزن كثيراً لسقوط بايرن ميونيخ لأن ريال مدريد "إنتصر لفريقي"، لأن "الملكي" أكد لغوارديولا ما كنت انا شخصياً أدركه منذ وصول "بيب". لكن ذلك لا يمسح عني غبار الهزيمة الواضحة.
بعد حوالي عشرة اشهر على وصول رسالة شقيقتي عبر "واتساب"، قررت الآن ان ارد عليها بالتالي: "كنت اريد ان اكتب لك قبل اشهر رداً وأقول بأن التعاقد مع غوارديولا سيدمرنا ويقضي على هويتنا".
في الواقع، كتبت الرسالة ثلاث مرات، لكني لم ارسلها. لن ارسلها.
فأنا لا اتنكّر لـ"فريقي" ولا الى "مدربي" ولا الى "ذاتي".
انتهت القصة. فاز ريال مدريد بجدارة. انتهى بايرن. لكن نهايات الابطال وُجدت لتبعثهم من جديد، إن لم يكن فوراً ... ففي ما هو قادم من ايام.






الاثنين، 28 أبريل 2014

كأنّي هناك (قبل مباراة الاياب بين بايرن وريال 2014)

 29 نيسان/ابريل 2014
(منشور في جريدة "الراي" الكويتية)





 كتب: سهيل الحويك

تمشي على دروبه بخطوات أشبه بالسير نحو «الهيبة». هو صرحٌ هندسيٌ عملاقٌ يشبه جوهرة متلألئة على حافة المستقبل العريق.

كُنت هناك قبل سنتين، أتلمّس أهازيج مرتاديه وسط مدرجات خاوية... إلا من ذكريات مشاهدات تلفزيونية عالقة في الأذهان.

رغم شدة البرد في ذاك «اليوم التاريخي»، صرفتُ بعض اللحظات في الاقتراب منه، لتسلّق سلالمه، لاختبار بنيته، وكأني أبحث في زواياه عن بعضٍ مني.

رحلتُ ولم أنسَ الإلتفات مئات المرات الى خطوات طُبعت على دروبه بعد أن سجلتُ وقفةً امام شموخه وتركت للتاريخ صوراً تتحدث عن أني كنت هناك... ذات يوم.

انه استاد «اليانز آرينا» في العاصمة البافارية ميونيخ.

اليوم لا «مسرح احلام» يصرخ ولا اثر لـ «سانتياغو برنابيه» و«كامب نو» و«حديقة الأمراء» و«سان سيرو» وحتى «ماراكانا» على خارطة كرة القدم.

«أليانز آرينا» هو العاصمة، القلب، نشوة المحارب وسقوط العملاق.

نعم، كنت هناك واستبقتُ أحداثاً «كبيرة» ستقع على ذاك العشب الأخضر «المثالي»، وها هي توقعاتي البديهية تصدق: بايرن ميونيخ، صاحب الدار وبطل الخماسية التاريخية، يستقبل المارد الاسباني ريال مدريد في جولة مجد حاسمة على موقع في نهائي دوري ابطال اوروبا المقرر في 24 مايو المقبل بضيافة العاصمة البرتغالية لشبونة.

جمود يسبق العاصفة. ترقب تخترقه توقعات واهية على الورق. حذرٌ وعيون شاخصة نحو نهاية درامية لبطلين لا تليق بهما الا ليالٍ حمراء مع المجد.

سيبكي هذا ويبكي ذاك بالتأكيد، ولكن من قال بأن للدمع سبباً واحداً؟

نوير، الابا، دانتي، بواتينغ، لام، كروس، شفاينشتايغر، مارتينز، غوتسه، ريبيري، روبن، مولر، ماندزوكيتش بقيادة «الفيلسوف» غوارديولا.

كيف لهذه الكتيبة أن تستسلم على مشارف «المعركة الختامة»؟

كاسياس، رونالدو، بايل، دي ماريا، مودريتش، الونسو، بيبي، راموس، كاسياس، مارسيلو، كارفخال، إيسكو، بنزيمة بقيادة «الماكر» انشيلوتي.

كيف لهذه المجموعة أن ترفض فرصة الاقتراب أكثر من «العاشرة»؟

هناك في ميونيخ، ملايين الخطوات سارت فوق خطواتي. ثلوج تساقطت، امطار هطلت وشمس سطعت، لكن وجودي مرّ من هناك.

سيعود وجودي الليلة الى ذلك «الصرح» برفقة كل عاشق لتلك «المستديرة الساحرة».

نحن معشر كرة القدم، لأي جنسية رياضية انتمينا وبأي طائفة كروية التحقنا، سنكون هناك بقلوبنا في «اليانز آرينا».

اراجع تلك الصور، وابحث فيها عن مستقبل الموقعة بين بايرن وريال. لا أجد اجابة. هذه هي المتعة بحد ذاتها، أن يفاجئك الحبيب بليلة وصال ما كانت في حسبان احاسيسك الميتة. تقبل بذيولها كيفما جاءت.

«أليانز آرينا»... لك منا لهفة مشتاق، وعرق انتظار، واخلاص متابعة.

انت عاصمة قلوبنا، وعلى عشبك الليلة شعار واحد تكرره جنباتك قائلة: البقاء للأقوى.

رياح "عصر السرعة " هبت على مانشستر يونايتد


28 نيسان/ابريل 2014
(منشور في جريدة "النهار" اللبنانية)


كتب: سهيل الحويك
مرت 9 اشهر فقط على وصول الاسكوتلندي ديفيد مويز الى نادي مانشستر يونايتد الانكليزي مدرباً خلفاً لمواطنه "السير" اليكس فيرغوسون. وعلى رغم ذلك، فقد الوظيفة بسبب النتائج الهزيلة التي تحققت في عهده وجرى تعيين اللاعب الويلزي راين غيغز موقتا بدلا منه حتى نهاية الموسم.
نواد كبيرة عدة عاشت الوضع نفسه وحاول موقع "غول" العالمي استعراضها ابتداءً من يوفنتوس الايطالي العريق.
فقد تولى تدريب الفريق التوريني لاعبه السابق تشيرو فيرارا خلفاً لكلاوديو رانييري، مدرب موناكو الفرنسي الحالي، وذلك قبل مباراتين من ختام موسم 2008-2009، ليجري تثبيته للموسم التالي.
عرف الـ"يوفي" بقيادة فيرارا اوقات عصيبة للغاية، فأقيل في منتصف الموسم، ليس فقط لان الفريق فقد كل حظوظه في المنافسة على اللقب، بل لانه فشل في البقاء بين النوادي الستة الاوائل في الترتيب.
جرى تعيين البرتو زاكيروني بدلاً منه علماً ان الاخير كان عاطلا عن العمل في السنوات الثلاث السابقة.
وفي المانيا، وفي ضوء احتلال المنتخب المركز الثالث في بطولة كأس العالم 2006 على ارضه، جرى النظر الى مدرب الـ"ناسيونال مانشافت" يورغن كلينسمان على انه احد افضل المدربين الواعدين.
هذه السمعة الطيبة ما لبثت ان خابت. فقد تولى "كلينسي" تدريب بايرن ميونيخ صيف 2008 قبل ان يقال في نيسان/ابريل 2009 بعدما بات الفريق البافاري خارج السباق على كل البطولات، حتى انه عانى الامرين قبل ضمان المشاركة في دوري ابطال أوروبا.
وقبيل اتخاذ قرار انهاء خدماته، سقط بايرن بقيادته سقوطاً كبيراً امام برشلونة الاسباني 0-4، في احدى المباريات النادرة ضمن ربع نهائي دوري الابطال والتي تشهد سيطرة مطلقة لاحد طرفيها.
ريال مدريد الاسباني عرف التجربة مع البرتغالي كارلوس كيروش، الذي كان ينظر اليه على انه مستقبل التدريب في العالم بعد نجاحه المنقطع النظير مساعداً لفيرغوسون في مانشستر يونايتد.
كان كيروش، مدرب منتخب ايران الحالي، يمتلك احدى ابرز التشكيلات في تاريخ "النادي الملكي" على الاطلاق، وقد نجح من خلالها في تصدر ترتيب الدوري المحلي وبلوغ ربع نهائي دوري الابطال في مطلع آذار/مارس.
لكن التفجير الذي لحق بسكة القطارات في العاصمة الاسبانية مدريد وتورط لاعب الفريق، الانكليزي ديفيد بيكهام بعلاقة مشبوهة، ابعدا الانظار عن ريال مدريد الذي انهى الدوري في المركز الرابع وودع "تشامبيونز ليغ" امام موناكو (2-5 بمجموع المباراتين)، الامر الذي ادى الى اقالة كيروش صيف 2004.
البرازيلي لويس فيليبي سكولاري، مدرب منتخب بلاده الحالي، ذاق مرّ الكأس نفسها. فقد وصل الى تشلسي الانكليزي في 2008، متسلحاً بسمعة كبيرة بعدما قاد "راقصي السامبا" الى احراز كأس العالم 2002 وبعدها منتخب البرتغال الى نهائي "يورو 2004".
عرف الـ"بلوز" بداية نارية مع سكولاري وعروضا أخّاذة، بيد ان الفريق ما لبث ان بدأ مرحلة التقهقر، فقد خرج من الصراع على لقب الدوري الممتاز، وحقق نتائج سيئة للغاية امام النوادي الكبيرة، اذ خسر ذهابا وايابا امام ليفربول، وكذلك امام مانشستر يونايتد وارسنال.
اقيل من منصبه في شباط/فبراير 2009، ونجح خليفته الهولندي غوس هيدينك فوراً في اعادة الامور الى نصابها من خلال قيادة الفريق الى احراز كأس انكلترا وايصاله الى مشارف نهائي دوري الابطال.
ليفربول الذي اقترب من احراز لقب الدوري الانكليزي 2014 بعد طول انتظار، عاش مع المدرب الاسكوتلندي كيني دالغليش فترة ذهبية تكللت بإحرازه 10 ألقاب في خمس سنوات، بيد ان خليفته ومواطنه غريام سونيس دخل اتون هزائم كبيرة ما كان يتخيلها احد.
كان سونيس قادما من حقبة ذهبية مع غلاسغو رينجرز احرز خلالها سبعة القاب، بيد انه فشل في ليفربول فشلاً ذريعاً واكتفى بقيادة الفريق الى احراز كأس انكلترا فقط وذلك في 1992، علما ان روني موران هو من تواجد على دكة الـ"ريدز" في المباراة النهائية لان غريام كان حينها في المستشفى نتيجة مشاكل في القلب.
انترناسيونالي ميلانو الايطالي عرف مدربين بالعشرات خلال عهد رئيسه السابق ماسيمو موراتي، لكن احداً لم يعش ما عاشه ماركو تارديللي في موسم 2000-2001.
فقد جرى تعيين اللاعب الفائز مع منتخب ايطاليا بكأس العالم 1982 قبل انطلاق الموسم اثر اقالة مارتشيللو ليبي، بيد انه رسب في الامتحان على رغم التشكيلة الرائعة التي كانت في تصرفه وضمت البرازيلي رونالدو، الايطالي كريستيان فييري، الارجنتيني خافيير زانيتي، والهولندي كلارنس سيدورف.
لم يتمكن "نيراتزوري" من انهاء الدوري المحلي في مركز افضل من الخامس، وترافق ذلك مع تحقيق تارديللي نسبة فوز بلغت 37.5 في المئة، كما ان الفريق عرف في عهده اقسى خسارة في تاريخه وتمثلت بالسقوط امام الجار ميلان بنتيجة 0 – 6.
ونتيجة لذلك، طرد تارديللي في نهاية الموسم.

الجمعة، 25 أبريل 2014

تجربة سيارة XL1 من فولكس فاغن في دبي (2014)


السيارة الأكثر كفاءة في استخدام الوقود في العالم


XLI الجديدة من فولكس واغن ... موعد مع المستقبل







| دبي (الإمارات العربية المتحدة) - من سهيل الحويك |
 



يعتبر التنقل في المستقبل أحد أكثر الموضوعات المحفزة في عصرنا. والسؤال الرئيسي في هذا السياق يتمثل في التالي: بأي قدر يمكن خفض طاقة استهلاك السيارات إذا تم سحب جميع المركبات المتوقفة عن العمل بسبب الكفاءة؟
توجد إجابة عن هذا السؤال من فولكس واغن في الوقت الحالي وهو XL1 الجديدة، ذات الاستهلاك المجمّع في الوقود البالغ 0.9 1/100 كم. اذ لا توجد سيارة إنتاج تسير بوقود الديزل الهجين المساعد أكثر كفاءة في استهلاك الوقود منها.
«الراي» كانت حاضرة في دبي لاختبار وتجربة هذه السيارة الفريدة من نوعها والتي صنع عدد قليل منها، وهي لن تدخل خط الانتاج التجاري، اقله على المدى المنظور.



تعمل البنية الخفيفة الوزن (الهيكل الأحادي والأجزاء الإضافية المصنوعة من ألياف الكربون)، وناقل الحركة ذو القابض المزدوج الـ7 سرعات (DSG) وبطارية الليثيوم - على التمكين من استهلاك وقود يبلغ 0.9 1/100 كم، كما يبلغ انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون من فولكس واغن XL1 الجديدة 21 غم/كم فقط لأنه قد تم تصميمها كنظام هجين مساعد.
يمكن قيادة XL1 أيضا حتى 50 كم في الوضع الكهربائي فقط، أي بدون انبعاثات من ناحية الاستخدام. ويمكن شحن البطارية من منفذ كهربائي منزلي تقليدي.
وتستخدم تجدد البطارية أيضا، بشكل طبيعي، لاستعادة الطاقة أثناء التباطؤ وتخزين أكبر قدر ممكن منها في البطارية لاستخدامه مرة أخرى.
وفي هذه الحالة، يعمل الموتور الكهربائي كمولد كهربائي.
وعلى الرغم من مستويات الكفاءة المرتفعة، إلا أن المطورين استطاعوا تصميم نموذج للهيكل يوفر عملية يومية أكثر من النموذجين السابقين، حيث تجمع XL1 الآن بين راحة الجلوس المتوازن جنباً إلى جنب، كما في السيارات التقليدية تقريباً، بدلاً من الترتيب الترادفي الملاحظ في أول سيارة 1-لتر المقدمة في العام 2002 وسيارة L1 المقدمة في 2009 للحصول على أيروديناميكيات مثالية.
وفي XL1 الجديدة، تعمل الأبواب الجناحية على زيادة تيسير الدخول إلى السيارة والخروج منها.



الأكثر كفاءة

تعبّد XL1 الجديدة الطريق إلى الأمام امام السيارات الاقتصادية والتقنيات النظيفة كما توضح أن هذه السيارات يمكن أن تكون ممتعة أيضا.
فالشعور عند قيادة XL1 ديناميكي بالفعل – لا يعتمد على الطاقة النقية، بل على كفاءتها النقية:
أولاً، للسفر بسرعة ثابتة تبلغ 100 كم/الساعة، تحتاج XL1 6.2 كيلو وات / 8.4 من إمداد الطاقة فقط – جزء من الأداء اللازم من سيارات اليوم.
ثانيا، في الوضع الكهربائي، تحتاج XL1 أقل من 0.1 كيلو وات في الساعة لإتمام مسار قيادة يبلغ كيلو متر. وهذه قيم مثيرة لم يتم الحصول عليها بواسطة أي سيارة إنتاج أخرى في العالم.
وعند استخدام الطاقة الكاملة للنظام الهجين، تزداد سرعة فولكس واجن من صفر إلى 100 كم/الساعة في 12.7 ثانية فقط، وتبلغ أقصى سرعاتها 160 كم/الساعة (محدودة إلكترونيا).
مع ذلك، فإن هذه الأرقام وحدها لا تروي القصة بأكملها.
وبما أن XL1 تزن 795 كغم فقط، فإن نظام القيادة أمامه وظيفة سهلة في دفع السيارة. وعندما تكون الطاقة الكاملة لازمة، فإن الموتور الكهربائي، الذي يمكنه توفير 140 نيوتن متر من عزم الدوران من الثبات، يعمل كمعزز لدعم المحرك TDI (120 نيوتن متر من عزم الدوران). حيث يوفر المحرك TDI بالإضافة إلى الموتور الكهربائي حداً أقصى من عزم الدوران يبلغ 140 نيوتن متر و51 كيلو وات في وضع التعزيز.





النظام الهجين

في XL1، تقوم فولكس واغن بتنفيذ مفهوم النظام الهجين المساعد، الذي يستفيد من تقنية كفاءة استخدام الوقود الخاصة بتوربو ديزل السكك الحديدية الشائع (TDI) وناقل الحركة الثنائي القابض (DSG). حيث يعمل TDI على توليد أقصى طاقة محددة وتبلغ 35 كيلو وات / 48 من إمداد الطاقة من إزاحة 0.8 لتر فقط. تُوضع الوحدة الهجينة بالكامل فوق المحور الخلفي لدفع السيارة. أما الوحدة الهجينة الفعلية المزودة بالموتور الكهربائي والقابض، فتوضع بين TDI وDSG ذي السرعات السبعة؛ وقد تم دمج هذه الوحدة في علبة ناقل الحركة DSG بدلاً من الحذافة المعتادة. وتعمل بطارية الليثيوم (قدرة 5.5 كيلو وات في الساعة) التي تم دمجها في القسم الأمامي على تزويد الموتور الكهربائي بالطاقة. بالعمل عند 220 فولت، تقوم إلكترونيات الطاقة بإدارة تدفق طاقة الجهد العالي من وإلى البطارية والموتور الكهربائي وتحويل التيار المباشر إلى تيار متردد. أما النظام الكهربائي لهيكل XL1، فيتم تزويده بالـ12 فولت الضرورية عن طريق محول تيار مباشر/تيار مباشر وبطارية إضافية صغيرة.
يقوم الموتور الكهربائي بدعم TDI عند زيادة السرعة (التعزيز)، ولكن كما هو موضح يمكنه أيضاً تزويد XL1 بالطاقة بنفسه لمسافة تصل إلى 50 كم. وفي هذا الوضع، يتم فصل TDI عن نظام الدفع بفصل القابض، ويتوقف عن العمل. في الوقت نفسه، يظل القابض في جانب علبة التروس مغلقاً، حتى يتصل DSG مع الموتور الكهربائي بشكل تام. هام: يمكن لقائد السيارة اختيار قيادة XL1 في الوضع الكهربائي النقي (شريطة أن تكون البطارية مشحونة بقدر كافٍ). وبمجر الضغط على زر الوضع الكهربائي بلوحة العدادات، يتم دفع السيارة بالطاقة الكهربائية فقط. وتُعد عملية إعادة تشغيل TDI عملية سلسلة ومريحة: ففيما يُعرف بـ»بدء النبض» للمحرك TDI أثناء القيادة، تزداد سرعة الموتور الكهربائي ويتصل بقابض المحرك بسرعة. مما يزيد سرعة TDI إلى السرعة المطلوبة ويبدأ في العمل. تحدث العملية بأكملها بدون إزعاج، حتى يكاد قائد السيارة لا يلاحظ بدء تشغيل المحرك TDI.
عند كبح XL1، يعمل الموتور الكهربائي كمولد يستخدم طاقة الكبح لشحن البطارية (تجديد البطارية). وفي حالات تشغيل محددة، يمكن تحويل حمل المحرك TDI حتى يعمل عند أقصى مستوى كفاءة مفضل له. ودائماً ما يتم اختيار تروس DSG ذي السرعات السبعة والتلقائي التحول بهدف تقليل استخدام الطاقة. حيث تعمل أداة التحكم في المحرك على تنظيم تدفق جميع الطاقة وتوجيه مهام الإدارة، مع مراعاة الطاقة المطلوبة في أي لحظة من قِبل القائد. هذا ومن المعلمات المُستخدمة لتحقيق وضع الدفع المثالي للحالات المحددة: وضع دواسة الوقود وحمل المحرك المطلوب، وكذلك إمداد الطاقة ومزيج من الطاقة الحركية والكهربائية في أي وقت محدد.
في الوقت نفسه، تم بناء علبة مرافق TDI المصنوعة من الألمونيوم لتحقيق الدقة البعدية العالية، التي تؤدي بدورها إلى انخفاض خسائر الاحتكاك. وبهدف تقليل الانبعاثات، يتم استخدام إعادة تدوير غاز العادم ومحول حفاز للأكسدة بالإضافة إلى مرشح جسيمات الديزل. بالتجهيز بهذه الطريقة، يفي المحرك 0.8 TDI بالفعل بحدود معيار الانبعاثات Euro-6.
من الأشياء المُصممة للكفاءة أيضا نظام التبريد بالسيارة. حيث تعمل إدارة المحرك على تبريد TDI فقط عن طريق تشغيل مضخة المياه الميكانيكية المنظمة عندما تتطلب حالات تشغيل المحرك ذلك.






الحقبة الجديدة

يبلغ طول XL1 3.888 ملم، بعرض 1.665 وارتفاع 1.153 ملم فقط. الأبواب الجناحية تذكرنا بأبواب السيارة الرياضية المتطورة. فهي معلقة عند نقطتين: منخفضة على الدعامات (أ) وفوق الزجاج الأمامي في إطار السقف، وبالتالي فهي لا تدور إلى الأعلى فقط، وإنما إلى الأمام قليلاً. كما تمتد الأبواب بعيدا إلى السقف. وعند فتحها، تخلق مقدارا استثنائيا كبيرا من مساحة الدخول والخروج.
من الناحية النظرية، تتبنى XL1 خطوط L1 الأنيقة المقدمة في 2009. مع ذلك، تمتلك XL1 مظهرا أكثر ديناميكية بفضل عرضها الأكبر.
وقد خضع تصميم الهيكل إلى قوانين الأيروديناميكية بشكل عنيد.
فمن الأمام، تظهر XL1 العرض الأكبر ثم تضيق إلى الخلف.
وبالنظر إليها من الأعلى، فإن XL1 تشبه الدولفين خاصة في الخلف، حيث تتماشى الخطوط مع تدفق الهواء فوق هيكل السيارة لتقليل السحب الأيروديناميكي لفولكس واجن.
وفي الصورة الجانبية، يتبع خط السقف قوس من الدعامة (أ) إلى الخلف. أما العجلات الخلفية، فمغطاة تماما لتجنب اضطراب الهواء كما يتم تحسين تدفقات الهواء هنا بواسطة مقسمات صغيرة أمام وخلف العجلات. وسيبحث المراقبون عن مرايا الباب بدون جدوى حيث استُبدل بها كاميرات صغيرة مدمجة في الأبواب الجناحية وتُعرف بالمرايا الإلكترونية (المرايا الخارجية الرقمية) التي تقوم بإرسال صور الأشياء المحيطة خلف السيارة إلى شاشتين داخل السيارة.
لم تعد مقدمة XL1 تظهر شبكة التبريد النموذجية، ومع ذلك، لا تزال تعكس أناقة فولكس واغن الحالية «تصميم DNA» بخطوط أفقية سائدة. بالتحديد، يوجد شريط عرضي أسود يتحد مع المصابيح الأمامية LED المزدوجة الفعالة من حيث الطاقة ليشكل شريطا مستمرا. ويقع سحب الهواء الفعلي الخاص بتبريد المحرك TDI، البطارية والجزء الداخلي في القسم الطرفي الأمامي المنخفض ويحتوي على شبكات يتم التحكم فيها كهربائيا.
كما تم تصميم مؤشرات الانعطاف الضيقة بتقنية LED حيث تشكل حرف «L» الذي يتبع رأسيا مبيت العجلة وأفقيا خطا أسفل المصابيح الأمامية ما يؤدي إلى خلق طرف أمامي، يمكن – بالرغم من أنه معاد تصميمه ورائع في البعاد – التعرف عليه على الفور كتصميم لفولكس واجن بسبب خطوطه الشفافة. مع ذلك، يأخذ التصميم في الخلف طريقا جديدا تماما، إلا أن قيم العلامة التجارية الخاصة بالدقة والجودة جلية وواضحة حيث تمثل XL1 بعدا جديدا في تصميم فولكس واغن.


 

مواد عالية التقنية

يتميز ترس التشغيل ببنية خفيفة الوزن بالإضافة إلى أقصى حد من السلامة.
في الأمام، تستخدم نوابض ثنائية المفصلات، بينما يستخدم نظام توصيل شبه مُتَدَلٍّ في الخلف.
النوابض الأمامية والخلفية صغيرة جدا في البنية وتوفر مستوى عاليا من القيادة المريحة.
ويتم تثبيت مكونات ترس التشغيل مباشرة في الهيكل الأحادي المصنوع من البوليمر المقوى بألياف الكربون في أماكن رئيسية.
تم خفض وزن ترس التشغيل باستخدام أجزاء من الألمونيوم (منها مكونات النوابض، مسماك المكابح، الصمام المنظم، مبيت ترس التوجيه)، البوليمر المقوى بألياف الكربون (القضبان المضادة للدوران)، الخزف (أسطوانات المكابح) الماغنسيوم (العجلات) والبلاستيك (هيكل عجلة القيادة).
تساهم محامل العجلة ذات الاحتكاك المحسن وأعمدة القيادة، وكذلك الإطارات المحسنة ذات مقاومة الدوران المنخفضة من ميشيلان (الأمام: 115/80 R 15؛ الخلف: 145/55 R 16) في انخفاض استهلاك الطاقة في XL1.
وتتحقق مكاسب السلامة بنظام الكبح المانع للانغلاق (ABS) وبرنامج الثبات الإلكتروني لأن الاستدامة بدون الحد الأمثل للسلامة لن تكون خطوة حقيقية للأمام.
وتظهر XL1 الجديدة كيفية تناسق هذين المعلمين.






الأربعاء، 23 أبريل 2014

البقاء للأقوى






كتب: سهيل الحويك

تنتمي مباراة ريال مدريد الاسباني وبايرن ميونيخ الالماني الليلة في جولة الذهاب من الدور نصف النهائي لمسابقة دوري ابطال اوروبا الى نوعية المواجهات التي تلتصق التصاقاً وثيقاً بروحية كرة القدم.
مباريات الفريقين تسمو باللعبة الاكثر شعبية الى المستوى الاعلى من الحماس والترقب.
ليس بالسهل خروج "الملكي" من البطولة الأحب الى قلبه، هو من يحمل الرقم القياسي في عدد مرات التتويج بها (9 مرات)، وليس من المقبول بالنسبة الى "البافاري" ان يُقصى من المسابقة في زمن يُعتبر فيه اقوى فريق في العالم.
لا شك في ان الموقعة تمثل مفترق طرق في تاريخ ريال مدريد الذي اشتاقت جماهيره الى رؤيته ينشط في المباراة النهائية للبطولة القارية الغائب عنها منذ عام 2002 عندما توج على حساب باير ليفركوزن الالماني (2-1).
في المقابل، اعتاد النهائي على وجود البايرن، ففي 2010 خسر الفريق امام انترميلان الايطالي 0-2، ثم سقط في 2012 على ارضه امام تشلسي الانكليزي بركلات الترجيح، قبل ان يحزم امره ويتوج باللقب للمرة الخامسة في تاريخه في 2013 على حساب مواطنه بوروسيا دورتموند 2-1.
الفريقان مطالبان بولوج النهائي، ولذلك ستكون مواجهة الليلة محفوفة بالحذر وعدم المخاطرة.
ريال مدريد يسعى الى تجاوز عقدة "العاشرة" التي لازمته منذ سنوات، فيما يرنو البايرن الى اثبات نفسه "ملك" هذا الزمان من خلال الاحتفاظ باللقب للمرة الاولى منذ انجاز ميلان الايطالي في 1989 و1990.
وبغض النظر عمّن يشارك اليوم من لاعبين، فإن اللقاء سيجمع بين عملاقين، كما انه سيمر بأعصاب مشدودة، ليس فقط بالنسبة الى جماهير الناديين، بل الى كل عاشق للعبة.
الضغوطات ستكون كبيرة للغاية على كل من مدربَي الفريقين.
الايطالي كارلو انشيلوتي أدرك منذ وصوله الى "سانتياغو برنابيه" قادماً من باريس سان جرمان الفرنسي بأن دوري ابطال اوروبا يمثل اللقب المطلوب منه اعادته الى خزائن الفريق المدريدي.
صحيح انه اسقط برشلونة في نهائي مسابقة كأس الملك (2-1) قبل ايام بيد ان ذلك لا يكفي خصوصا ان لقب الدوري المحلي ليس في متناوله كون اتلتيكو مدريد يتصدر الترتيب ويبدو قاب قوسين او ادنى من التتويج به للمرة الاولى منذ 1996.
في المقابل، يجد الاسباني جوسيب غوارديولا، مدرب بايرن ميونيخ، نفسه تحت ضغط وجوب تكرار الثلاثية التي حققها سلفه يوب هاينكيس في الموسم المنصرم.
"بيب" حقق "ثلث" ما هو مطلوب منه حتى الآن وتمثل باحتفاظ البافاري بلقب بطل الدوري قبل سبع جولات على الختام، وبات على مشارف احراز "الثلثين" اذ بلغ نهائي الكأس المحلية حيث سيكون مدعوا الى مواجهة غريمه دورتموند في النهائي.

صحيح ان مجلس ادارة بايرن سيصبر على غوارديولا في حال فشله في الاحتفاظ باللقب القاري في الموسم الراهن، بيد ان المدرب يجد نفسه في مواجهة مع نفسه اليوم، خصوصا انه يمتلك تشكيلة كاملة متكاملة ودكة احتياط قد تكون الافضل في اوروبا على الاطلاق.
بالتأكيد لن يكون "بيب" محل ترحيب اليوم في "سانتياغو برنابيه" نظراً الى الفترة التي قاد فيها برشلونة وحقق خلالها نتائج جارحة بحق ريال مدريد.
هي ساعات قليلة تفصلنا عن تلك الموقعة المرتقبة. اصعب ما فيها هو الانتظار.
مواجهة تمثل المعاني الحقيقية لكرة القدم خصوصا ان اجماعاً فرض نفسه بوجوب التقاء الفريقين في النهائي.
يبدو "الملكي" متحفزاً لتعويض ما فات، وهو يسعى الى استكمال الاطاحة بالفرق الالمانية بعد تخطيه شالكه في الدور الثاني وبوروسيا دورتموند في ربع النهائي.
في المقابل، يُخشى على بايرن من تراجع المستوى الذي لحق به بعد حسمه لقب الدوري، لكن "بيب" يبقى واثقاً خصوصاً انه بارع في تحفيز اللاعبين، وهو ما أتقنه خلال تواجده في برشلونة، كما انه يدرك بأن ثمة مباراة اياب في 29 نيسان/ابريل الحالي قد يستغلها لحسم التأهل.
ما زالت جماهير ريال تستعيد بغصة ذكريات الدور نصف النهائي امام بايرن في 2012 عندما انتهت جولة الذهاب بفوز الفريق البافاري 2-1 في ميونيخ والاياب بانتصار "الملكي" 2-1 قبل ان يفوز الالمان بركلات الترجيح.
حلّ اليوم الكبير عندما يختلط العرق بالدماء على مستطيل أخضر.
هي "قمة العالم" دون جدال ... تفوح منها روائح الثأر والرغبة والارادة. هي محطة في طريق الوصول الى "نهائي لشبونة".
طبول المعركة قُرعت ... والبقاء للاقوى.

تجربة فولكس فاغن "غولف آر" في دبي




السيارة تألّقت على حلبة «دبي اوتودروم» وأثبتت فرادةً ضمن فئتها

 

«غولف آر» ... فخر فولكس فاغن

 





كشفت فولكس واغن عن سيارة غولف آر الجديدة كليا في أول أيام معرض قطر للسيارات 2014.

واعتبر هذا الطراز الرئيسي لسلسلة غولف النموذج الأكثر قوة وديناميكية حتى الآن، ومن المقرر أن يصل إلى وكلاء فولكس واغن في جميع أنحاء المنطقة في شهر يونيو المقبل.

«الراي» كانت حاضرة في دبي حيث اقيمت تجربة لهذه المركبة على حلبة «دبي اوتودروم»، وجاءت الانطباعات ايجابية الى حد كبير.





غولف آر ليست فقط سيارة رياضية بامتياز، بل انها اثبتت أنها قد تذهب الى ابعد من ذلك بكثير.

استمدت غولف آر، السيارة الرياضية المدمجة، قوتها من محرك TSI (شاحن توربين ذو حقن مباشر للبنزين) مصمم حديثا بقدرة 280 حصانا، لتكون بذلك أقوى بمقدار 25 حصانا وأكثر كفاءة في استهلاك الوقود بنسبة 18 في المئة من النموذج السابق.

ومع علبة تروس بست سرعات، يمكن للسيارة أن تصل إلى سرعة 100 كلم/س من حالة الثبات في غضون 5.0 ثوان فقط، لتتسارع إلى سرعة قصوى تبلغ 250 كلم/ساعة.

وبشكل مماثل للأجيال الثلاثة السابقة، تقوم غولف آر بنقل قوة المحرك التوربيني إلى العجلات عبر نظام الدفع الرباعي الدائم.

يقول توماس ميلز، المدير العام لفولكس واغن الشرق الأوسط: «رغم الأداء الفائق الخفة والقدرة الإضافية بمقدار 25 حصانا، تمكن الطراز الجديد من خفض مستوى استهلاك الوقود مقارنة بالطراز السابق إلى 7.1 لتر لكل 100 كم».

وأضاف: «يقدم هذا النموذج ديناميكية مطلقة بفضل نظام تعليق رياضي معدل حديثا لخفض ارتفاع الهيكل بواقع 20 ملم، ونظام التوجيه الديناميكي الجديد، ونظام التحكم الإلكتروني بالاستقرار بوضعية رياضية يمكن الآن إبطالها تماما لخيار القيادة على حلبات السباق، لتقدم سيارة غولف آر الجديدة متعة قيادة قصوى يمكن لمحبي غولف في الشرق الأوسط التطلع إليها».

وإلى جانب المستوى الأعلى لكفاءة استهلاك الوقود، يمكن تجهيز غولف آر اختياريا بعلبة تروس ثنائية التعشيق من ست سرعات.

غولف آر مجهزة بباقة واسعة من الميزات الحصرية بما في ذلك المصدات والعتبات الجانبية والعجلات من مزيج المعادن بقياس 18 بوصة المصممة خصيصا للطراز، ومصابيح زينون الثنائية الأمامية، مع مصابيح LED التي تعمل في وضح النهار بتصميم جديد (على شكل U ثنائي)، ومصابيح خلفية حمراء داكنة، ونظام العادم ثنائي التفرع مع أربعة مداخن مطلية بالكروم.

وعززت غولف آر بمواصفات قياسية خاصة، فمن الخارج زودت بأربع عجلات «Cadiz» من مزيج المعادن بلون Anthracite، إطارات 225/40 R 18، مدخنين للعادم بالكروم على الجهتين اليمنى واليسرى، إطارات مرايا الأبواب بالكروم المطفأ، مقابض المكابح باللون الأسود مع شعار R، شعار R على المنصة الأمامية، جناح الاتزان الخلفي بلون السيارة، شبكة المبرّد باللون الأسود اللامع مع شعار R، العتبات الجانبية بلون السيارة، ممتص الصدمات بمظهر السيارات الرياضية، وبلون هيكل السيارة، وفتحات تهوية خاصة بالطراز R.






اما المقصورة الداخلية، فقد حظيت بإضاءة داخلية، خط سقف باللون الأسود، تطعيم بملمس كربوني للوحة القيادة على جانب الراكب والتصاميم الخطية للأبواب، تطعيم عتبات الأبواب الأمامية بالفولاذ المقاوم للصدأ، مسند ذراع وسطى مع تطريز بلون الكريستال الرمادي، وصندوق تخزين، دواسات من الفولاذ المقاوم للصدأ، قاعدة ناقل سرعة بتطريز زخرفي، مقبض ناقل سرعة مكسو بجلد «نابا الكربوني»، مقاعد رياضية أمامية، مقاعد مكسوة بالقماش، بتصميم لسيارات السباق، الأسطح الداخلية للدعائم الجانبية بقماش الكانتارا مع تطريز بلون الكريستال الرمادي وشعار «R» على مسند الظهر، فضلا عن عجلة قيادة متعددة الوظائف بثلاث عوارض ومكسوة بالجلد مع شعار «R» وتطريز بلون الكريستال الرمادي.



الجمعة، 11 أبريل 2014

الدفاع عن المبادئ لا ي"دوم" (مقال عن هونيس)

2 سبتمبر/أيلول 2013
(منشور في جريدة "النهار" اللبنانية)


كتب: سهيل الحويك
في منتصف تسعينات القرن الماضي، بدأ نادي باير ليفركوزن فرض نفسه قوة طموحة لا يُستهان بها على ساحة كرة القدم الالمانية إلى حدّ تهديد الهيمنة شبه المطلقة لبايرن ميونيخ.
لم يكن خافياً في تلك الحقبة ان الفضل في فورة ليفركوزن تعود في المقام الاول الى المدرب "الثورويّ" كريستوف دوم.
بدأ مشواره التدريبي مع نادي اف. سي. كولن عام 1986 الا انه لم ينجح خلال السنوات الاربع التي امضاها معه في قيادته الى منصات التتويج، فانتقل الى شتوتغارت في 1990 ليتوج معه بلقب الدوري المحلي في موسم 1991-1992.
تحوّل في 1994 الى بشيكطاش التركي وقاده الى احراز لقب الدوري المحلي، قبل العودة الى المانيا وتولي مقدرات ليفركوزن ابتداء من 1996. هنا بدأت مشاكله مع بايرن ميونيخ، اذ نجح في تهديد الفريق البافاري على رغم تتويج الاخير بلقب "البوندسليغه" في 1997 و1999 و2000 وحلول ليفركوزن بالذات وصيفاً له في المناسبات الثلاث.
كانت لدوم أيضاً تصريحات نارية انتقد فيها بايرن حتى بات نجماً مطلقاً للدوري ، متسلّحاً بأساليب تدريبية مبتكرة وشخصية قوية صوّرت عناصر الفريق وكأنهم يلعبون من أجله. وفوق كل ذلك، كان ساحراً في تحفيز لاعبيه واستخراج الافضل من كل منهم.
بيار ليتبارسكي، لاعب كولن السابق والفائز مع منتخب المانيا بكأس العالم 1990، تحدث عن تأثير مدربه السابق فقال: "في بعض الأحيان، لم نكن نلاحظ ان تدريبه كان يستنفد قوانا لانه كان يطلب المزيد دائماً".
بعد الخروج المذلّ لألمانيا من الدور الاول لـ"أورو 2000"، طفا الى السطح اسم دوم مرشحاً وحيداً لتولي قيادة المنتخب واستعادة كرامته.
لم يكن ليفركوزن في وارد التفريط به، وعرض في المقابل، "الإداري" رودي فولر كبديل موقت منه لقيادة المنتخب.
الاتحاد الالماني اعطى موافقة مبدئية على تولي فولر المهمة في انتظار انتهاء دور دوم في ليفركوزن.
فجأةً ظهر أولي هونيس، المدير التجاري والمدير العام لبايرن ميونيخ وقتذاك ورئيس النادي حالياً، ليدلي بتصريح جريء في 30 ايلول 2000 اعتبر فيه ان الاتحاد الالماني اخطأ في اختياره دوم لتولي تدريب "ناسيونال مانشافت" قائلاً: "يجب اعادة فتح الملف".
لم يكن العداء بين الرجلين مستجداً، فقد سبق لهما ان اجتمعا في برنامج تلفزيوني عُرض على الهواء مباشرة واستحوذ على متابعة الملايين في المانيا، وتبادلا فيه عبارات قاسية على خلفية صراع الناديين على زعامة كرة القدم في البلاد.
بعد أيام على مطالبة هونيس بـ"إعادة فتح الملف"، نشرت صحيفة "ابندتسايتونغ" ما جرى اعتباره أشبه بزلزال وتمثّل بتصريحات خطيرة لهونيس نفسه كشف فيها السبب الذي لا يجب على اساسه ان يتولى دوم تدريب المنتخب، اذ اتهمه بتعاطي البغاء على رغم انه متزوج، فضلاً عن ابتزازه عدداً من الاشخاص.
لم تهدأ العاصفة حتى بعد تراجع هونيس عن ادعاءاته بعد ايام.
رجالات بايرن لم يدعموا هونيس فوراً، بل فضلوا التريث نظراً الى انتفاء دليل قاطع على ادعاءاته.
بول برايتنر حدد موقفه من المسألة بالقول: "في نهاية الامر، سينتهي أحد الرجلين".
اما فرانتس بكنباور، رئيس النادي وقتذاك، فقد رفض اتخاذ موقف، تاركاً هونيس بمفرده في صراعه مع دوم الذي بدا واثقاً من انتصاره ومصرّاً على تولي تدريب المنتخب، الا انه رفض مواجهة غريمه مباشرة على الهواء كما طالب كثيرون.
ويبدو ان هونيس همس في اذن بكنباور بعضاً من "زلات دوم"، فما كان من الأخير الا ان صبّ مزيداً من الزيت على نار الأزمة، عندما نصح دوم المدرب عبر وسائل الاعلام بتجهيز دفاعه للرد على لائحة طويلة من الاتهامات التي سيوجهها له هونيس وتهدد بالتالي وصوله الى المنتخب.
أبرز الاتهامات تتمثل في تعاطي دوم مادة الكوكايين، فما كان من مدرب باير ليفركوزن إلا ان قدّم، من تلقاء نفسه، عينة من شعره الى لجنة التحقيق في كولن كي تخضعها للاختبار قائلاً: "اقوم بذلك لأن ضميري مرتاح تماماً".
انتظر الألمان بفارغ الصبر اعلان براءة دوم "الرجل الشعبي"، واطلق الكثيرون صفات سيئة على هونيس "الرجل البغيض"، الا ان الأخير أصرّ على موقفه قائلاً: "كثير من الناس سيعتذرون عما يدّعونه بحقي".
حصل دوم على دعم شبه مطلق، الى ان وقع الانفجار الكبير في 20 تشرين الاول 2000 عندما اعلم البروفسور كايفرشتاين رئيس نادي ليفركوزن، راينر كالموند، بأن اختبار عينة الشعر جاء ايجابياً وان المدرب تعاطى الكوكايين بالفعل.
لم يكن امام ليفركوزن سوى اقالة دوم فوراً، كما تراجع الاتحاد الالماني عن الاستعانة به لتدريب المنتخب.
عندها فقط عُرف السبب خلف اقدام رئيس نادي كولن، ديتمار ارتزينغر-بولتن، على اقالة دوم خلال مونديال 1990 من دون اعطاء تفسيرات محددة للقرار.
خسر دوم، وانتصر هونيس. حتى ان الاول لم ينكر الاتهام بل اكّد انه اقدم على تعاطي الممنوعات نتيجة انفصاله عن زوجته، وقال: "اقترفت خطأ فادحاً لعدم قدرتي على تحمل المسؤولية كاملة. كنت عاجزاً".
وعن السبب في اعطائه طوعاً عينة من شعره، قال: "كذبت على الجميع ولم اكن اريد ان اعترف بضعفي. اعتقدت اني سأنفد من المصيبة بطريقة او بأخرى".
توجّه دوم الى الولايات المتحدة هرباً من ذيول الفضيحة بعدما قدم عينة شعر اخرى، الا انه اقرّ بالخطأ في نهاية الأمر وأكد أنه يشعر بالندم، وأشار في كانون الثاني 2001 الى انه يخضع لعلاج من ادمان الكوكايين، وقال: "نعم تعاطيت الممنوعات. نعم كذبت. اريد ان اعتذر لكل من وقف بجانبي وساندني".
صحيح ان دوم عوقب بدفع غرامة والقيام بخدمات اجتماعية، الا ان كل ذلك لم يبيّض يوماً صفحته، ويقول: "حُكم علي بالعقوبة القصوى من الناس. هذه هي عقوبتي الكبرى. علي ان اعتاد على العيش والاصابع موجّهة نحوي على الدوام".
لا شك في ان اضاعة فرصة توليه مقدرات المنتخب سببت له جرحاً كبيراً. "كانت الفرصة الاعظم في حياتي، وخصوصاً عندما اعود بالذاكرة الى خطط التطوير التي قدمتها الى الاتحاد المحلي. اليوم عادت خططي الى اجندة الاتحاد عبر اوليفر بيرهوف".
بعد خضوعه للعلاج في الولايات المتحدة، عاد دوم الى التدريب من بوابة بشيكطاش للمرة الثانية (موسم 2001-2002)، ثم تحوّل الى اوستريا فيينا النمسوي في موسم 2002-2003 وتوج معه بلقب بطل الدوري، ففنربخشة (2003 الى 2006) وقاده الى اعلى نقطة من منصة التتويج في الدوري التركي في موسمي 2003-2004 و2004-2005.
رفض في مؤتمر صحافي نادر اجراه في المستشفى حيث عولج من الادمان أن يعود يوماً الى تدريب كولن لأسباب صحية، الا انه تراجع عن كلامه وتولى المهمة ابتداءً من 2006 في محاولة لمساعدة الفريق على العودة الى دوري الاضواء.
خيّب دوم (60 سنة في تشرين الاول المقبل) الآمال مجدداً بعدما تخلى عن كولن غير المستقر في توقيت حرج، وذلك في سبيل العودة الى فنربخشة ابتداءً من 2009 وقد استمر مع النادي التركي حتى 2010، لينتقل بعدها الى اينتراخت فرانكفورت الالماني (2011) ومنه الى كلوب بروج البلجيكي (موسم 2011-2012).
قبل أيام، عيّن نادي بورسة سبور التركي دوم للاشراف على فريقه في الموسم الجديد ليخلف حكمت كارامان المقال عقب الخسارة امام اف كاي فويفودينا الصربي 0 – 3 في الدور التمهيدي الثالث من مسابقة "أوروبا ليغ".
لم ينسَ دوم بالتأكيد ذاك الاختبار الصعب الذي عاشه وخصوصاً أنه لا يزال يرافقه أينما حلّ وارتحل.
ومن سخرية القدر ان الكأس التي شرب منها يوماً تمرّ حالياً بهونيس نفسه، بعدما اتُهم الأخير بالتهرب الضريبي من ممثلي الادعاء في مدينة ميونيخ.
وكان هونيس (61 سنة) كشف طواعية في كانون الثاني الماضي عن حساب مصرفي له في سويسرا. وبدأت سلطات الضرائب منذ ذلك الحين التحقيقات في هذا الشأن، حتى وجهت إليه المحكمة المختصة اتهاماً رسمياً بالتهرب الضريبي.
ويواجه رئيس نادي بايرن ميونيخ عقوبة السجن، الا انه يأمل في قدر من التساهل لأنه افصح بنفسه عن الأمر، مؤكداً ان لا صلة للحساب ببايرن ميونيخ. وقال ان الحساب شخصي وقام بفتحه من اجل تعاملاته في البورصة. كما أقر بقيامه بمراهنات بمبالغ كبيرة وانه تعرّض لخسارة فادحة.
لم يسلم هونيس من انتقادات المستشارة الالمانية انغيلا ميركل التي اعربت عن خيبتها من رئيس النادي بطل الثلاثية التاريخية والذي يعتبر من الشخصيات العامة المرموقة في بلاده وغالباً ما دعا رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" السويسري جوزف سيب بلاتر، الى القيام بجهد اكبر من اجل مكافحة الفساد في اروقة السلطة الكروية العليا.
لطالما مثّل هونيس الذي يملك معملاً لتصنيع النقانق الالمانية الشهيرة "براتفورست"، رجل الاعمال المستقيم الذي يتمتع بمبادئ جعلته ينتقد الطريقة التي تدير بها النوادي الأوروبية الاخرى اعمالها.
لكن رئيس النادي البافاري، المعروف بأعماله الخيرية، بات محط سخرية الصحف الالمانية التي وصفته بالرجل الساقط اخلاقياً والذي "يعظ الناس بشرب المياه فيما يشرب هو النبيذ"، وهو مثل الماني يشير الى ازدواجية المبادئ.
لا شك في أن دوم ثأر من هونيس بطريقة غير مباشرة بعد 13 سنة. لم يخرج الى العلن للنيل ممن حرمه بحق فرصة تولي تدريب منتخب المانيا.
بينه وبين نفسه، يشعر دوم بالرضا، وربما بانتصار دفين لطالما اراده على هونيس، وربما على بايرن ميونيخ بالذات بصفته مدرباً سابقاً لليفركوزن.