25 ايار/مايو 2007
من سهيل الحويك
«تحية،
اكتب لك هذه الرسالة بعد ساعات قليلة من صافرة الحكم الالماني التي اعلنت خسارة فريقك ليفربول في نهائي دوري الابطال امام ميلان.
لست في وارد ان اشمت منك ومن الـ «ريدز»، فالكل معرض لتذوق مرارة الكأس التي تجرعت انت منها.
فقط وددت تسجيل موقف يتمثل في احترامي التام لكتيبة المدرب الاسباني رافايل بينيتيز.
... هذه هي فلسفة كرة القدم يا صديقي، لا تعطي دائما من يعطِها.
صحيح ان البعض، معلقين كانوا ام محللين، يميلون الى «التفلسف» في غالب الاحيان مختبئين خلف ان الواقعية في لغة كرة القدم تتفوق على الامتاع، الا ان هؤلاء نسوا ان ابداع «برازيل 1970» سحق واقعية «ايطاليا 1970» في نهائي كأس العالم قبل 37 عاماً في المكسيك.
ما زلت أهز الرأس متأسفاً على روعة الاداء الذي قدمه ليفربول في النهائي.
لن انسى ان ميلان «غير الواثق بنفسه» لم يقم ولو حتى بهجمة واحدة في الشوط الاول على مرمى الحارس الاسباني رينا.
لن انسى اختراقات بينانت من الجهة اليمنى وكيف انه ضحك في اكثر مناسبة على الدفاع الايطالي.
لن انسى كيف غاب «المشاغب» غاتوزو تماماً عن الصورة، على غير عادة، لأنه لم يكن مضطرا الى القيام بتدخلاته الوحشية كون ليفربول كان هادئا وواثقا، كان ينوي احترام كرة القدم من خلال فرضه رغبة عارمة في التسجيل، على عكس ميلان «الهش» الذي وضع اينزاغي في خط الهجوم يتيماً، بانتظار فرصة موعودة، قد تثمر وقد لا تثمر، وربما لن تلوح حتى بعد صافرة النهاية!
لقد كان فريقك، يا صديقي، رائعاً وافضل من ميلان بأشواط على صعيد «روعة الأداء».
أسألك: ماذا فعل كاكا؟ اين كان سيدورف؟ وهل يستحق بيرلو التصفيق على تسديده ركلة حرة اختارت فيها الكرة الاصطدام باينزاغي «المحظوظ» لتغير مسارها ومسار المباراة وتهز الشباك الانكليزية؟
كيف لكرة القدم ان تخون فريقاً مجتهداً أراد الفوز كليفربول وان تساعد فريقاً منظماً انما سلبياً كميلان الذي لعبت الصدفة دورها في وضعه في حال تقدم بنهاية الشوط الاول؟
لماذا لم يقحم بينيتيز لاعبه العملاق بيتر كراوتش مطلع الشوط الثاني؟
أعلم انها أسئلة تزيد الجرح ألماً الا ان ليفربول، يا صديقي، كان قادرا على تجديد الفوز على ميلان.
من المؤكد انك لن تنسى تسديدة كراوتش بعيدة المدى والتي صدها ديدا لأنها اختارت الطريق المؤدية الى قبضتيه.
ما زلت أذكر وضعية ميلان المتورط في فضيحة التلاعب بنتائج المباريات والمبعد عن دوري الابطال. وما زلت اجهل كيف حصل هذا النادي على قرار استرحام رسمي لخوض البطولة ابتداء من أدوارها التمهيدية.
كيف يمكن ان اتسامح مع فريق «مشبوه» وامنحه فرصة ذهبية للظهور على اعلى مستوى؟
هذا ما حدث يا رفيقي، كتب القدر هذا السيناريو، وجعل من ميلان الذي دخل دوري الابطال من الباب الضيق يخرج منه متوجاً بالغار على حساب ليفربول.
أتذكر الدنمارك التي دخلت «يورو 1992» بدلاً من يوغوسلافيا المبعدة؟
بالطبع تذكرها، وتتذكر كيف تمكن براين لاودروب وزملاؤه من انتزاع اللقب في نهاية المطاف.
الدنمارك دخلت تلك البطولة من الباب الضيق الا انها لم تكن «مشموسة»، واستحقت اللقب في نهاية المطاف.
اما ميلان، الاستثنائي في اياب ربع النهائي امام بايرن ميونيخ والفتاك في اياب نصف النهائي امام مانشستر يونايتد، فلم يكن يستحق اللقب من الناحية الادبية لأنه مشبوه ولأنه لم يكن الافضل في النهائي.
صحيح ان الـ «روسونيري» كان المرشح للفوز الا ان من يشاهد المباراة من أولها الى آخرها مع حذف هدفي اينزاغي لا شك في انه كان ليعطي الـ «ريدز» أحقية كبيرة لانتزاع النصر.
تسديدة واحدة على مرمى ليفربول في الشوط الاول، فهدف من ضرب الخيال.
هجمة واحدة «فقط لا غير» على مرمى رينا في الشوط الثاني، فهدف.
أهذه كرة القدم؟ اذا كان الامر كذلك، فماذا نقول عن «سحر» كرة القدم البرازيلية؟ أنقول ان الكرة البرازيلية ليست اصيلة وان الكرة الايطالية هي الاساس؟ أود ان افهم يا صديقي.
لا احاول بتاتاً ان أعمق جروحك، ولكن اسألك: لماذا لم يسجل الهولندي كويت هدفه مبكراً؟ لمَ رفض الحكم اضافة اكثر من 3 دقائق على الوقت الاصلي رغم التمثيليات المستمرة التي ابدع في ادائها لاعبو الفريق الايطالي في الشوط الثاني؟
لا تقرأ الصحف او التحليلات التي ستكتب بالخط العريض: واقعية الطليان فعلت، وواقعية الطليان أثمرت وما الى هنالك من تعابير باتت تستخدم لشراء العقول والضحك عليها.
لا يا صديقي، لم يحرز ميلان اللقب لأنه واقعي بل لأنه محظوظ، لا أكثر ولا أقل. كان محدوداً مساء الاربعاء، كان خائفاً من فريقك الرائع.
ويقولون الدفاع الايطالي المتماسك، ويتحدون العالم بالـ «كاتانتشيو»، وكلهم يعلم ان كرة القدم ولدت لتسجيل الاهداف بالأساس، اما هؤلاء الطليان فهو يدافعون عن الشباك، غير آبهين باحترام روحية اللعبة، وينتظرون ربما الى الابد الفرصة لسرقة فرصة لطالما منحتهم انتصارات غير مستحقة.
صديقي مشجع ليفربول، المباراة انتهت، والتاريخ لن يذكر ان فريقك كان الافضل، كان الاقوى، كان الاكثر رغبة بالفوز، كان الاكثر اخلاصاً لكرة القدم.
لا شك في ان تلك الكأس، ذات الأذنين الكبيرتين، كانت ترغب بوصال مع الـ «ريدز» لأن الفريق الاحمر كان اكثر اثارة وشوقاً، الا انها اتجهت، رغما عنها، الى احضان الطرف الآخر.
أعلم تماماً شعور لاعبي ليفربول، شعور رؤية الحبيبة بين ايدي خصم لا يستحقها.
شعور بالمرارة والأسى.
... ولكن هذه هي كرة القدم، يوم لك ويوم عليك بالنسبة الى كل من يمارسها على وجه الارض باستثناء الطليان الذين قد لا يفعلون شيئا سوى الدفاع الممل، فيتحول اليوم المكتوب عليهم الى يوم لهم.
لقد كسب ليفربول الاحترام مساء الاربعاء. لكن الاحترام لا يطعم خبزاً، هذه اجابتك؟
لقد كان ليفربول افضل مساء الاربعاء، لكن ان تكون افضل لا يعني انك البطل. هذا تحليلك؟
لقد كان ليفربول اكثر رغبة على احتضان تلك الكأس الغالية، لكن ان تمتلك الرغبة لا يعني انك بلغت شاطئ الأمان. هذا رأيك؟
أحترمك يا صديقي واحترم فيك حبك لليفربول واختيارك لهذا الفريق العريق الذي سعى وآمن بقدراته ولم يخشَ لا كاكا ولا مالديني ولا بيرلوسكوني.
أعدك صدقاً بألا أنسى هذه المباراة، كما اني ما نسيت يوما فوز مانشستر يونايتد المسروق في وضح النهار على بايرن ميونيخ في نهائي 99.
أعدك يا صديقي بأنه وفي كل مرة سيذكر نهائي 2007، سأتذكر حظ ميلان وسوء طالع ليفربول، وأدعوك ان تمسح دموع السقوط، ان تطوي الصفحة نهائيا، الا تسلّم بعد اليوم بأن كرة القدم تعطي من يعطها لانها لم تفعل ذلك يوم الاربعاء عندما اعطت من لا يستحق.
اتمنى منك ان تجيّر هذه الرسالة الى كل مشجع تعرفه ولا تعرفه وذلك في كل مرة يكون فريقه المفضل خاسراً في مباراة كان فيها الطرف الافضل.
اتمنى لك حظا اوفر في ما هو قادم من بطولات، حظا كذاك الذي وضع ميلان زعيما على كرة القدم الاوروبية هذا العام.
صديقك المخلص».
من سهيل الحويك
«تحية،
اكتب لك هذه الرسالة بعد ساعات قليلة من صافرة الحكم الالماني التي اعلنت خسارة فريقك ليفربول في نهائي دوري الابطال امام ميلان.
لست في وارد ان اشمت منك ومن الـ «ريدز»، فالكل معرض لتذوق مرارة الكأس التي تجرعت انت منها.
فقط وددت تسجيل موقف يتمثل في احترامي التام لكتيبة المدرب الاسباني رافايل بينيتيز.
... هذه هي فلسفة كرة القدم يا صديقي، لا تعطي دائما من يعطِها.
صحيح ان البعض، معلقين كانوا ام محللين، يميلون الى «التفلسف» في غالب الاحيان مختبئين خلف ان الواقعية في لغة كرة القدم تتفوق على الامتاع، الا ان هؤلاء نسوا ان ابداع «برازيل 1970» سحق واقعية «ايطاليا 1970» في نهائي كأس العالم قبل 37 عاماً في المكسيك.
ما زلت أهز الرأس متأسفاً على روعة الاداء الذي قدمه ليفربول في النهائي.
لن انسى ان ميلان «غير الواثق بنفسه» لم يقم ولو حتى بهجمة واحدة في الشوط الاول على مرمى الحارس الاسباني رينا.
لن انسى اختراقات بينانت من الجهة اليمنى وكيف انه ضحك في اكثر مناسبة على الدفاع الايطالي.
لن انسى كيف غاب «المشاغب» غاتوزو تماماً عن الصورة، على غير عادة، لأنه لم يكن مضطرا الى القيام بتدخلاته الوحشية كون ليفربول كان هادئا وواثقا، كان ينوي احترام كرة القدم من خلال فرضه رغبة عارمة في التسجيل، على عكس ميلان «الهش» الذي وضع اينزاغي في خط الهجوم يتيماً، بانتظار فرصة موعودة، قد تثمر وقد لا تثمر، وربما لن تلوح حتى بعد صافرة النهاية!
لقد كان فريقك، يا صديقي، رائعاً وافضل من ميلان بأشواط على صعيد «روعة الأداء».
أسألك: ماذا فعل كاكا؟ اين كان سيدورف؟ وهل يستحق بيرلو التصفيق على تسديده ركلة حرة اختارت فيها الكرة الاصطدام باينزاغي «المحظوظ» لتغير مسارها ومسار المباراة وتهز الشباك الانكليزية؟
كيف لكرة القدم ان تخون فريقاً مجتهداً أراد الفوز كليفربول وان تساعد فريقاً منظماً انما سلبياً كميلان الذي لعبت الصدفة دورها في وضعه في حال تقدم بنهاية الشوط الاول؟
لماذا لم يقحم بينيتيز لاعبه العملاق بيتر كراوتش مطلع الشوط الثاني؟
أعلم انها أسئلة تزيد الجرح ألماً الا ان ليفربول، يا صديقي، كان قادرا على تجديد الفوز على ميلان.
من المؤكد انك لن تنسى تسديدة كراوتش بعيدة المدى والتي صدها ديدا لأنها اختارت الطريق المؤدية الى قبضتيه.
ما زلت أذكر وضعية ميلان المتورط في فضيحة التلاعب بنتائج المباريات والمبعد عن دوري الابطال. وما زلت اجهل كيف حصل هذا النادي على قرار استرحام رسمي لخوض البطولة ابتداء من أدوارها التمهيدية.
كيف يمكن ان اتسامح مع فريق «مشبوه» وامنحه فرصة ذهبية للظهور على اعلى مستوى؟
هذا ما حدث يا رفيقي، كتب القدر هذا السيناريو، وجعل من ميلان الذي دخل دوري الابطال من الباب الضيق يخرج منه متوجاً بالغار على حساب ليفربول.
أتذكر الدنمارك التي دخلت «يورو 1992» بدلاً من يوغوسلافيا المبعدة؟
بالطبع تذكرها، وتتذكر كيف تمكن براين لاودروب وزملاؤه من انتزاع اللقب في نهاية المطاف.
الدنمارك دخلت تلك البطولة من الباب الضيق الا انها لم تكن «مشموسة»، واستحقت اللقب في نهاية المطاف.
اما ميلان، الاستثنائي في اياب ربع النهائي امام بايرن ميونيخ والفتاك في اياب نصف النهائي امام مانشستر يونايتد، فلم يكن يستحق اللقب من الناحية الادبية لأنه مشبوه ولأنه لم يكن الافضل في النهائي.
صحيح ان الـ «روسونيري» كان المرشح للفوز الا ان من يشاهد المباراة من أولها الى آخرها مع حذف هدفي اينزاغي لا شك في انه كان ليعطي الـ «ريدز» أحقية كبيرة لانتزاع النصر.
تسديدة واحدة على مرمى ليفربول في الشوط الاول، فهدف من ضرب الخيال.
هجمة واحدة «فقط لا غير» على مرمى رينا في الشوط الثاني، فهدف.
أهذه كرة القدم؟ اذا كان الامر كذلك، فماذا نقول عن «سحر» كرة القدم البرازيلية؟ أنقول ان الكرة البرازيلية ليست اصيلة وان الكرة الايطالية هي الاساس؟ أود ان افهم يا صديقي.
لا احاول بتاتاً ان أعمق جروحك، ولكن اسألك: لماذا لم يسجل الهولندي كويت هدفه مبكراً؟ لمَ رفض الحكم اضافة اكثر من 3 دقائق على الوقت الاصلي رغم التمثيليات المستمرة التي ابدع في ادائها لاعبو الفريق الايطالي في الشوط الثاني؟
لا تقرأ الصحف او التحليلات التي ستكتب بالخط العريض: واقعية الطليان فعلت، وواقعية الطليان أثمرت وما الى هنالك من تعابير باتت تستخدم لشراء العقول والضحك عليها.
لا يا صديقي، لم يحرز ميلان اللقب لأنه واقعي بل لأنه محظوظ، لا أكثر ولا أقل. كان محدوداً مساء الاربعاء، كان خائفاً من فريقك الرائع.
ويقولون الدفاع الايطالي المتماسك، ويتحدون العالم بالـ «كاتانتشيو»، وكلهم يعلم ان كرة القدم ولدت لتسجيل الاهداف بالأساس، اما هؤلاء الطليان فهو يدافعون عن الشباك، غير آبهين باحترام روحية اللعبة، وينتظرون ربما الى الابد الفرصة لسرقة فرصة لطالما منحتهم انتصارات غير مستحقة.
صديقي مشجع ليفربول، المباراة انتهت، والتاريخ لن يذكر ان فريقك كان الافضل، كان الاقوى، كان الاكثر رغبة بالفوز، كان الاكثر اخلاصاً لكرة القدم.
لا شك في ان تلك الكأس، ذات الأذنين الكبيرتين، كانت ترغب بوصال مع الـ «ريدز» لأن الفريق الاحمر كان اكثر اثارة وشوقاً، الا انها اتجهت، رغما عنها، الى احضان الطرف الآخر.
أعلم تماماً شعور لاعبي ليفربول، شعور رؤية الحبيبة بين ايدي خصم لا يستحقها.
شعور بالمرارة والأسى.
... ولكن هذه هي كرة القدم، يوم لك ويوم عليك بالنسبة الى كل من يمارسها على وجه الارض باستثناء الطليان الذين قد لا يفعلون شيئا سوى الدفاع الممل، فيتحول اليوم المكتوب عليهم الى يوم لهم.
لقد كسب ليفربول الاحترام مساء الاربعاء. لكن الاحترام لا يطعم خبزاً، هذه اجابتك؟
لقد كان ليفربول افضل مساء الاربعاء، لكن ان تكون افضل لا يعني انك البطل. هذا تحليلك؟
لقد كان ليفربول اكثر رغبة على احتضان تلك الكأس الغالية، لكن ان تمتلك الرغبة لا يعني انك بلغت شاطئ الأمان. هذا رأيك؟
أحترمك يا صديقي واحترم فيك حبك لليفربول واختيارك لهذا الفريق العريق الذي سعى وآمن بقدراته ولم يخشَ لا كاكا ولا مالديني ولا بيرلوسكوني.
أعدك صدقاً بألا أنسى هذه المباراة، كما اني ما نسيت يوما فوز مانشستر يونايتد المسروق في وضح النهار على بايرن ميونيخ في نهائي 99.
أعدك يا صديقي بأنه وفي كل مرة سيذكر نهائي 2007، سأتذكر حظ ميلان وسوء طالع ليفربول، وأدعوك ان تمسح دموع السقوط، ان تطوي الصفحة نهائيا، الا تسلّم بعد اليوم بأن كرة القدم تعطي من يعطها لانها لم تفعل ذلك يوم الاربعاء عندما اعطت من لا يستحق.
اتمنى منك ان تجيّر هذه الرسالة الى كل مشجع تعرفه ولا تعرفه وذلك في كل مرة يكون فريقه المفضل خاسراً في مباراة كان فيها الطرف الافضل.
اتمنى لك حظا اوفر في ما هو قادم من بطولات، حظا كذاك الذي وضع ميلان زعيما على كرة القدم الاوروبية هذا العام.
صديقك المخلص».

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق