الاخبار

السبت، 5 أبريل 2014

ليست سداسيّة



 






 كتب: سهيل الحويك

طوى العام 2009 صفحته الاخيرة قبل ايام على أنغام انتصارات باهرة سطّرها نادي برشلونة الاسباني أينما حلّ وارتحل.
ست كؤوس جمعها العملاق الكاتالوني الذي لم يكتفِ بملامسة الانجاز بل حظي بفرصة وصال تاريخي مع الإعجاز.
عناوين بالمئات رُميت وروداً على ابطال برشلونة المكلّل بغار الامتياز والروعة والأداء الفريد.
لا غبار على استحقاق كتيبة المدرب جوسيب غوارديولا لمجموعة الكؤوس المحلية، القارية والعالمية التي ضاقت بها خزائن «نو كامب» بيد ان بعض التفاصيل قد تكون جارحة لبعض عشاق الـ«بارسا» رغم واقعيتها، ونسردها هنا فقط للتاريخ وربما لتوبيخ ذاكرة المنطق والعدالة.
بين سداسية برشلونة وثلاثيته... رحلة حلم ومشوار اوهام.
نتذكر فقط الظلم الذي تعرض له تشلسي الانكليزي عندما استقبل النادي الكاتالوني في اياب الدور نصف النهائي من دوري الابطال على استاد «ستامفورد بريدج» في امسية السادس من مايو 2009.
نستذكر هفوات، لا بل خطايا الحكم النروجي توم هينينغ اوفريبو الذي تغاضى، أقلّه، عن ركلتي جزاء لا غبار عليهما لـ«البلوز» عندما كان متقدما بهدف الغاني ميكايل ايسيان.
صحيح ان مباراة الذهاب شهدت ربما خطأ واحداً وقع في شركه الحكم الالماني فولفغانغ ستارك عندما التبست عليه حالة سقوط للفرنسي تييري هنري، غير ان شمس الاخطاء التحكيمية في الاياب سطعت بوضوح في سماء «الظلم الكروي».
ما زالت تسديدة اندريس اينييستا في شباك الحارس التشيكي بتر تشيك عند الدقيقة الثالثة من الوقت المحتسب بدل ضائع شاهدة على حظ برشلونة في تلك الامسية.
بالتأكيد لم يكن الاصرار عنوان تلك التسديدة الرائعة، خصوصا ان برشلونة لم يفعل شيئاً في ذلك المساء.
كانت تسديدة مجنونة لا تؤمن بمنطق او عرف او قانون.
تَعادُل في اللحظة القاتلة (1-1) وتأهُل الى النهائي، نهائي دوري ابطال اوروبا، ثم تتويج مستحق على حساب مانشستر يونايتد الانكليزي المستسلم كلياً امام فوقيّة برشلونة.
هدف اينييستا نفسه مهّد الطريق امام الـ«بارسا» لانتزاع الثلاثية (الدوري الاسباني وكأس اسبانيا ودوري الابطال).
هدف اينييستا ذاته سمح لبرشلونة بمواجهة شاختار دونيتسك الاوكراني، بطل كأس الاتحاد الاوروبي (سابقاً)، في مباراة كأس السوبر الاوروبية في موناكو مع العلم ان الفوز في تلك الأمسية جاء في الدقيقة 115 من الوقت الاضافي.
هدف اينييستا نفسه مهد الطريق امام الفريق الكاتالوني للتوجه الى ابو ظبي وخوض غمار بطولة العالم للاندية والغنم فيها بكأس طال انتظارها على حساب استوديانتيس الارجنتيني في المباراة النهائية بنتيجة 2-1، مع العلم ان برشلونة بقي متخلفاً صفر - 1 حتى الدقيقة 89.
هدف اينييستا وحده منح برشلونة سداسية كادت للحظات ان تقنع بكونها ثلاثية.
في أمسية السادس من مايو 2009، كتب الحظ بداية لقصة كاتالونية طويلة اغتنمها رجال غوارديولا بامتياز وجعلوا منها نبراساً لمن يحسن الاستفادة من فرصة، او ربما لمن يحسن استغلال سوء تقدير حكمٍ جاء ليَعدل... فجعل من العدل سوطاً يرسم على صدر ثلاثية مستحقة، صورة سداسية ملطخة عرقاً واستحقاقاً وبعضاً من حظ.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق