الاخبار

الاثنين، 28 أبريل 2014

كأنّي هناك (قبل مباراة الاياب بين بايرن وريال 2014)

 29 نيسان/ابريل 2014
(منشور في جريدة "الراي" الكويتية)





 كتب: سهيل الحويك

تمشي على دروبه بخطوات أشبه بالسير نحو «الهيبة». هو صرحٌ هندسيٌ عملاقٌ يشبه جوهرة متلألئة على حافة المستقبل العريق.

كُنت هناك قبل سنتين، أتلمّس أهازيج مرتاديه وسط مدرجات خاوية... إلا من ذكريات مشاهدات تلفزيونية عالقة في الأذهان.

رغم شدة البرد في ذاك «اليوم التاريخي»، صرفتُ بعض اللحظات في الاقتراب منه، لتسلّق سلالمه، لاختبار بنيته، وكأني أبحث في زواياه عن بعضٍ مني.

رحلتُ ولم أنسَ الإلتفات مئات المرات الى خطوات طُبعت على دروبه بعد أن سجلتُ وقفةً امام شموخه وتركت للتاريخ صوراً تتحدث عن أني كنت هناك... ذات يوم.

انه استاد «اليانز آرينا» في العاصمة البافارية ميونيخ.

اليوم لا «مسرح احلام» يصرخ ولا اثر لـ «سانتياغو برنابيه» و«كامب نو» و«حديقة الأمراء» و«سان سيرو» وحتى «ماراكانا» على خارطة كرة القدم.

«أليانز آرينا» هو العاصمة، القلب، نشوة المحارب وسقوط العملاق.

نعم، كنت هناك واستبقتُ أحداثاً «كبيرة» ستقع على ذاك العشب الأخضر «المثالي»، وها هي توقعاتي البديهية تصدق: بايرن ميونيخ، صاحب الدار وبطل الخماسية التاريخية، يستقبل المارد الاسباني ريال مدريد في جولة مجد حاسمة على موقع في نهائي دوري ابطال اوروبا المقرر في 24 مايو المقبل بضيافة العاصمة البرتغالية لشبونة.

جمود يسبق العاصفة. ترقب تخترقه توقعات واهية على الورق. حذرٌ وعيون شاخصة نحو نهاية درامية لبطلين لا تليق بهما الا ليالٍ حمراء مع المجد.

سيبكي هذا ويبكي ذاك بالتأكيد، ولكن من قال بأن للدمع سبباً واحداً؟

نوير، الابا، دانتي، بواتينغ، لام، كروس، شفاينشتايغر، مارتينز، غوتسه، ريبيري، روبن، مولر، ماندزوكيتش بقيادة «الفيلسوف» غوارديولا.

كيف لهذه الكتيبة أن تستسلم على مشارف «المعركة الختامة»؟

كاسياس، رونالدو، بايل، دي ماريا، مودريتش، الونسو، بيبي، راموس، كاسياس، مارسيلو، كارفخال، إيسكو، بنزيمة بقيادة «الماكر» انشيلوتي.

كيف لهذه المجموعة أن ترفض فرصة الاقتراب أكثر من «العاشرة»؟

هناك في ميونيخ، ملايين الخطوات سارت فوق خطواتي. ثلوج تساقطت، امطار هطلت وشمس سطعت، لكن وجودي مرّ من هناك.

سيعود وجودي الليلة الى ذلك «الصرح» برفقة كل عاشق لتلك «المستديرة الساحرة».

نحن معشر كرة القدم، لأي جنسية رياضية انتمينا وبأي طائفة كروية التحقنا، سنكون هناك بقلوبنا في «اليانز آرينا».

اراجع تلك الصور، وابحث فيها عن مستقبل الموقعة بين بايرن وريال. لا أجد اجابة. هذه هي المتعة بحد ذاتها، أن يفاجئك الحبيب بليلة وصال ما كانت في حسبان احاسيسك الميتة. تقبل بذيولها كيفما جاءت.

«أليانز آرينا»... لك منا لهفة مشتاق، وعرق انتظار، واخلاص متابعة.

انت عاصمة قلوبنا، وعلى عشبك الليلة شعار واحد تكرره جنباتك قائلة: البقاء للأقوى.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق