14 سبتمبر/ايلول 2012
(منشور في جرية "الراي" الكويتية)
كتب سهيل الحويك
سعيت خلال الإجازة الصيفية الأخيرة إلى كسر روتين لازمني في السنوات الماضية حين اعتدت قضاء العطلة في بيروت حصراً. هذه المرة، استسلمت للتيار الأكثر دفقاً في لبنان. حزمت حقائبي وتوجهت إلى «مارماريس» على الساحل التركي.
خلال تجوالي في الأسواق وبين المطاعم، لفتني أمر جعل أنفي يلامس السماء، فقد كان عدد كبير من المطاعم والحانات يعرض مباريات لكرة القدم عبر قناة «الجزيرة الرياضية»، واجهتنا الرياضية على العالم، بالتعليق الانكليزي.
ما لفتني ان الكثير من الاتراك العائدة اصولهم الى انطاكية والاسكندرون وغيرها يتكلمون العربية بطلاقة، ما يعني أن هؤلاء قادرون ان ينعموا بالتعليق العربي.
قبل أيام، تسمّرت امام شاشة التلفزة في الكويت لمتابعة مباراة النمسا والمانيا في تصفيات مونديال 2014، بالتأكيد عبر شاشة «الجزيرة الرياضية»، مالكة الحقوق الحصرية للنقل.
خلال اللقاء، ارتكب الزميل المعلّق علي سعيد الكعبي، «القوي» في الدوري الايطالي حصراً، عدداً من الأخطاء - الجرائم التي لا تغتفر في عالم «المستديرة».
إدعى بأن عملية تواطؤ حدثت بين المانيا والنمسا في مونديال 1982 بغية إخراج الجزائر. وهذا صحيح بيد انه قال ان التواطؤ تمثّل في فوز النمسا على المانيا 1 -صفر، والصحيح ان المانيا هي التي فازت بهدف من رأسية هيرست روبيش.
كان هدفا تاريخياً لا يحق لمن يعتبر نفسه متمرّساً ألا يكون قد تابعه مراراً وأغفل ان من سجله هو روبيش لاعب هامبورغ العملاق وصاحب الرأس الذهبية.
وفي معرض حديثه عن عراقه الالمان في مضمار اللعبة، أخطأ الكعبي عندما قال ان المانيا خسرت امام المجر 3-7 في الدور الاول لمونديال 1954 قبل ان تثأر منها في النهائي 3-2. المشكلة انه كرر الاتيان على ذكر 3-7، مع انه لا يُسمح لمعلق بحجمه ان يغفل بأن النتيجة كانت 3-8.
الفارق بين 3-7 و3-8 هدف واحد الا ان هذه النتيجة تمثل ركناً من أركان كأس العالم ولا يجدر بعاشق للعبة ان يغفلها.
كما لا يحق لمن هم في «الجزيرة» التساؤل بينهم وبين المشاهدين عن عدد المدربين الذين تعاقبوا على قيادة منتخب المانيا.
لا يجدر القول «بين 9 و10». هي حقيقة راسخة في السجلات: عشرة مدربين قاموا بالمهمة. هي معلومة واجبة لا بل أيقونة في عالم «الساحرة».
ماتياس سامر لم يحرز «الكرة الذهبية» في 1996 بصفته افضل لاعب أوروبي، بل افضل لاعب في أوروبا.
فابتداء من 1995، قرر القيمون على الجائزة فتح المجال امام اي لاعب من اي جنسية كانت في اوروبا للفوز بـ«الكرة الذهبية»، وقد حصل عليها الليبيري جورج ويا في 1995.
خلال الإجازة، لم يتسنّ لي متابعة مباراة كأس السوبر الالمانية بين بوروسيا دورتموند وبايرن ميونيخ، بيد ان سفري الى بيروت وبعدها «مارماريس» لم يؤثر في حشريتي الصحافية على معرفة ان الفائز كان البايرن 2-1.
الكعبي كرر خلال مباراة النمسا والمانيا القول ان دورتموند تفوق على بايرن في الموسم الماضي على جبهتي الدوري وكأس المانيا - وهذا صحيح - ثم أضاف وكأس السوبر مطلع الموسم الحالي، في وقت ضجت فيه الدنيا بنبأ أن بايرن فك أخيرا عقدة دورتموند وتغلب عليه.
ثمة ألف باء في الاعلام الرياضي، كما ان التعليق رسالة يُراد من خلال تثقيفٌ.
ايمن جادة، رؤوف خليف، عصام الشوالي، وعلي محمد علي معلّقون في «الجزيرة الرياضية» ايضاً، وهم في الحقيقة مدارس.
«مارماريس» ابعدتني بعض الشيء عن كرة القدم، الا انني لم اصادف الكعبي في شوارع تلك المدينة، فكيف له أن يغفل أن بايرن تغلب على دورتموند؟
قد يكون مرّ في «مارماريس»، وإذا فعل، فله مني السماح على هفوة «بايرن-دورتموند» حصراً، وإلا فمني الى «الجزيرة» رسالة بالتوقف عن البث في تركيا لأننا نريدها في بلاد أتاتورك فخراً واعتزازاً لنا، ليس أقل من ذلك، لأن ثمة من يتقن العربية ... هناك.
(منشور في جرية "الراي" الكويتية)
كتب سهيل الحويك
سعيت خلال الإجازة الصيفية الأخيرة إلى كسر روتين لازمني في السنوات الماضية حين اعتدت قضاء العطلة في بيروت حصراً. هذه المرة، استسلمت للتيار الأكثر دفقاً في لبنان. حزمت حقائبي وتوجهت إلى «مارماريس» على الساحل التركي.
خلال تجوالي في الأسواق وبين المطاعم، لفتني أمر جعل أنفي يلامس السماء، فقد كان عدد كبير من المطاعم والحانات يعرض مباريات لكرة القدم عبر قناة «الجزيرة الرياضية»، واجهتنا الرياضية على العالم، بالتعليق الانكليزي.
ما لفتني ان الكثير من الاتراك العائدة اصولهم الى انطاكية والاسكندرون وغيرها يتكلمون العربية بطلاقة، ما يعني أن هؤلاء قادرون ان ينعموا بالتعليق العربي.
قبل أيام، تسمّرت امام شاشة التلفزة في الكويت لمتابعة مباراة النمسا والمانيا في تصفيات مونديال 2014، بالتأكيد عبر شاشة «الجزيرة الرياضية»، مالكة الحقوق الحصرية للنقل.
خلال اللقاء، ارتكب الزميل المعلّق علي سعيد الكعبي، «القوي» في الدوري الايطالي حصراً، عدداً من الأخطاء - الجرائم التي لا تغتفر في عالم «المستديرة».
إدعى بأن عملية تواطؤ حدثت بين المانيا والنمسا في مونديال 1982 بغية إخراج الجزائر. وهذا صحيح بيد انه قال ان التواطؤ تمثّل في فوز النمسا على المانيا 1 -صفر، والصحيح ان المانيا هي التي فازت بهدف من رأسية هيرست روبيش.
كان هدفا تاريخياً لا يحق لمن يعتبر نفسه متمرّساً ألا يكون قد تابعه مراراً وأغفل ان من سجله هو روبيش لاعب هامبورغ العملاق وصاحب الرأس الذهبية.
وفي معرض حديثه عن عراقه الالمان في مضمار اللعبة، أخطأ الكعبي عندما قال ان المانيا خسرت امام المجر 3-7 في الدور الاول لمونديال 1954 قبل ان تثأر منها في النهائي 3-2. المشكلة انه كرر الاتيان على ذكر 3-7، مع انه لا يُسمح لمعلق بحجمه ان يغفل بأن النتيجة كانت 3-8.
الفارق بين 3-7 و3-8 هدف واحد الا ان هذه النتيجة تمثل ركناً من أركان كأس العالم ولا يجدر بعاشق للعبة ان يغفلها.
كما لا يحق لمن هم في «الجزيرة» التساؤل بينهم وبين المشاهدين عن عدد المدربين الذين تعاقبوا على قيادة منتخب المانيا.
لا يجدر القول «بين 9 و10». هي حقيقة راسخة في السجلات: عشرة مدربين قاموا بالمهمة. هي معلومة واجبة لا بل أيقونة في عالم «الساحرة».
ماتياس سامر لم يحرز «الكرة الذهبية» في 1996 بصفته افضل لاعب أوروبي، بل افضل لاعب في أوروبا.
فابتداء من 1995، قرر القيمون على الجائزة فتح المجال امام اي لاعب من اي جنسية كانت في اوروبا للفوز بـ«الكرة الذهبية»، وقد حصل عليها الليبيري جورج ويا في 1995.
خلال الإجازة، لم يتسنّ لي متابعة مباراة كأس السوبر الالمانية بين بوروسيا دورتموند وبايرن ميونيخ، بيد ان سفري الى بيروت وبعدها «مارماريس» لم يؤثر في حشريتي الصحافية على معرفة ان الفائز كان البايرن 2-1.
الكعبي كرر خلال مباراة النمسا والمانيا القول ان دورتموند تفوق على بايرن في الموسم الماضي على جبهتي الدوري وكأس المانيا - وهذا صحيح - ثم أضاف وكأس السوبر مطلع الموسم الحالي، في وقت ضجت فيه الدنيا بنبأ أن بايرن فك أخيرا عقدة دورتموند وتغلب عليه.
ثمة ألف باء في الاعلام الرياضي، كما ان التعليق رسالة يُراد من خلال تثقيفٌ.
ايمن جادة، رؤوف خليف، عصام الشوالي، وعلي محمد علي معلّقون في «الجزيرة الرياضية» ايضاً، وهم في الحقيقة مدارس.
«مارماريس» ابعدتني بعض الشيء عن كرة القدم، الا انني لم اصادف الكعبي في شوارع تلك المدينة، فكيف له أن يغفل أن بايرن تغلب على دورتموند؟
قد يكون مرّ في «مارماريس»، وإذا فعل، فله مني السماح على هفوة «بايرن-دورتموند» حصراً، وإلا فمني الى «الجزيرة» رسالة بالتوقف عن البث في تركيا لأننا نريدها في بلاد أتاتورك فخراً واعتزازاً لنا، ليس أقل من ذلك، لأن ثمة من يتقن العربية ... هناك.

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق