الاخبار

الخميس، 10 أبريل 2014

معايير فضفاضة لاختيار الافضل


 19 اغسطس/اب 2013 
(منشور في "النهار" اللبنانية)




كتب سهيل الحويك

لم يفاجئ الاتحاد الأوروبي لكرة القدم متابعي اللعبة "العابرين"، عندما اعلن أن عدد المرشحين للفوز بالنسخة الثالثة من جائزة أفضل لاعب في أوروبا لموسم 2012-2013 تقلص إلى ثلاثة لاعبين هم الأرجنتيني ليونيل ميسي (برشلونة الإسباني)، والبرتغالي كريستيانو رونالدو (ريال مدريد الإسباني) والفرنسي فرانك ريبيري (بايرن ميونيخ الألماني). في المقابل، صدم الاتحاد نفسه المتابعين "الاوفياء" للعبة بهذا الاختيار الذي اعتراه الكثير من علامات الاستفهام.
صحيح ان اختيار اللاعبين الثلاثة تمّ بموجب تصويت نهائي شاركت فيه مجموعة من الصحافيين التابعين للاتحادات الـ53 المنضمة إلى الاتحاد الأوروبي، وبالتالي لا علاقة مباشرة للفرنسي ميشال بلاتيني، رئيس “الويفا"، بالمسألة، بيد ان ذلك لا ينفي مسؤوليته في تحديد معايير الاختيار.
سيُعلن عن اسم الفائز على هامش قرعة دور المجموعات لدوري أبطال أوروبا في 29 آب في موناكو، علماً ان الجولة الأولى من التصويت استقرت على 10 مرشحين.
واللافت في هذا السياق ان الالماني باستيان شفاينشتايغر الفائز بلقب "لاعب العام في المانيا" وبالثلاثية التاريخية مع فريقه بايرن ميونيخ احتل مركزاً ثامناً في القائمة الأولى، وهو موقع لا يليق به نسبةً الى ما حققه. والأسوأ من ذلك ان الويلزي غاريث بايل، لاعب توتنهام هوتسبر الانكليزي، تقدمه من خلال احتلاله المركز السابع، على رغم فشل فريقه في احراز اي لقب في الموسم الماضي، وعجزه عن شغل مركز مؤهل لدوري ابطال أوروبا.
البولوني روبرت ليفاندوفسكي، مهاجم بوروسيا دورتموند وصيف بطل المانيا وأورويا حلّ رابعاً، متقدماً بصورة مفاجئة الهولندي اريين روبن الذي منح بايرن لقب بطل "تشامبيونز ليغ" في الموسم المنتهي، بتسجيله اصابة الفوز الحاسمة على دورتموند. فيما جاء الالماني توماس مولر سادسا.
الاسوجي زلاتان ابراهيموفيتش (باريس سان جيرمان الفرنسي) حلّ تاسعاً، امام الهولندي روبن فان بيرسي (مانشستر يونايتد الانكليزي) العاشر.
المبكي المضحك ان فيليب لام، كابتن البايرن، لم يظهر حتى في اللائحة الاولية، على رغم انه اثبت حقيقة انه افضل ظهير ايسر في العالم، الى كونه احد اللاعبين القلائل في العالم القادرين على الحفاظ على مستواهم طوال الموسم.
أنشأ الاتحاد الأوروبي هذه الجائزة بمبادرة من بلاتيني، وسبق أن فاز بها ميسي عام 2011 وزميله في برشلونة، الإسباني أندريس انييستا عام 2012.
صحيح ان ميسي (26 سنة) احرز مع فريقه لقب بطل الدوري مسجلاً 46 اصابة، وصحيح ايضاً ان رونالدو (28 سنة) احرز 34 اصابة وحل فريق ريال مدريد وصيفاً لبطل الـ"ليغا"،بيد ان كل ذلك لا يقارن بما حققه ريبيري (30 سنة) من خلال مساهمته في إحراز بايرن ميونيخ ثلاثية تاريخية (الدوري والكأس المحليان ودوري أبطال أوروبا)، الى حد يتوجب معه التنازل له عن الجائزة عفوياً من قبل الاتحاد القاري للعبة.
اراد "الويفا" اشراك الصحافيين في عملية اختيار اللاعبين العشرة الاوائل، وهذا ليس بجديد، لكن دون معايير واضحة. ولهذا السبب شغل كل من ميسي ورونالدو احد المراكز الثلاثة الاولى على رغم الموسم الباهت الذي قدماه، الى جانب ريبيري الذي لا غبار على استحقاقه الحضور في القائمة النهائية.
لم يكتف الاتحاد الاوروبي للعبة بذلك، بل أنه بدأ منذ 8 آب الجاري باحتساب التصويت على الفائز النهائي بين ريبيري وميسي ورونالدو من خلال مصادر عدة:
عدد الـ"لايكس" على "فايسبوك"، وعدد التغريدات على "تويتر"، التي تسجل على حساب كل من اللاعبين الثلاثة من زوار موقع الاتحاد الأوروبي لكرة القدم على شبكة "الانترنت".
وتقوم الجهة المشرفة على هذا التصويت، باحتساب يومي لنسبة استخدام "هاشتاغ" على "تويتر" لكل من اللاعبين الثلاثة، والذين يتمثلون بثلاث كرات تتفاوت احجامها بحسب شعبية كل منهم.
وهنا يكون الاتحاد الأوروبي قد أكد بلا ما يدع اي مجال للشك، ان جائزته ستمنح لأكثر اللاعبين شعبية وليس للافضل فنياً، بالتلازم مع النتائج التي تحققت كلٌ مع فريقه.
ويتأكد ذلك أكثر فأكثر من خلال قيام الاتحاد الأوروبي نفسه بنشر رسم بياني لنسبة البحث عن كل من اللاعبين الثلاثة على موقع "غوغل" من المستخدمين حول العالم، ربما لشرعنة آلية اختياره افضل لاعب في "القارة العجوز".
عن ادائه في موسم 2012-2013، يقول ريبيري: "لا شك في ان حصيلة الموسم الماضي جاءت رائعة، فإما ان افوز بجائزة افضل لاعب في اوروبا هذه السنة، وإلا فلن يحصل ذلك بتاتاً. لا يمكنني ان العب افضل من ذلك".
سجل فرانك 10 اصابات في 17 مباراة في الدوري الالماني، بينها ثنائيتان امام كل من هوفنهايم وبوروسيا موينشنغلادباخ في الموسم الذي توج فيه بايرن بلقب الـ"بوندسليغا" بفارق 25 نقطة عن بوروسيا دورتموند الثاني.
كان لاعباً حاسماً في المباراة النهائية لدوري الابطال في "ويمبلي"، وخصوصاً انه صاحب التمريرة الحاسمة التي سجل منها زميله روبن اصابة الفوز باللقب القاري.
صحيح انه احرز اصابة واحدة في المسابقة الأوروبية الأم في حملة الموسم الماضي، الا انه لعب دورا مفصليا في نجاح بايرن اذ صنع خمس اصابات.
خاض بين الدوري الالماني ودوري الابطال 40 مباراة في الموسم الماضي (35 فوزاً، و3 تعادلات، وخسارتان) سجل خلالها 11 اصابة في 2962 دقيقة. وصنع 16 اصابة، وكانت له 78 محاولة على المرمى وبلغت نسبة تمريراته الناجحة 85,8 في المئة.
ودخل رونالدو اللائحة الثلاثية النهائية على رغم اكتفائه وفريقه بـ"السوبر كأس" الاسبانية في الموسم المنتهي.
سجل "سي آر 7" 34 اصابة بينها ثلاث ثلاثيات "هاتريك" في 34 مباراة ضمن الدوري الاسباني، حيث حل ريال في المركز الثاني خلف برشلونة.
توج هدافاً لدوري الابطال بـ12 اصابة في 12 مباراة بينها "هاتريك" امام اجاكس امستردام الهولندي في دور المجموعات واصابة في مرمى مانشستر يونايتد الانكليزي، فريقه السابق، في اياب دور الـ16.
ويقول عن تلك المباراة: "كانت امسية لا تصدق. امسية مليئة بالانفعالات. ما قامت به الجماهير (التحية الحارة) لا يصدق. لن انسى تلك اللحظات ما حييت. لعبت هنا (اولد ترافورد) لمدة ست سنوات بعدما وصلت كصبي. لطالما كان الناس جيدين معي. الشعور غريب، ليس فقط في مباراة الاياب بل حتى في لقاء الذهاب (في مدريد). شعرت ببعض الخجل لمواجهة مانشستر يونايتد. في مطلق الاحوال، سعدت بالتأهل. العب لريال مدريد اليوم واسعى الى تقديم افضل ما لدي".
في الحصيلة خاض رونالدو 46 مباراة بين دوري الابطال والدوري الاسباني (30 فوزاً و8 تعادلات و8 هزائم) سجل فيها 46 اصابة خلال 3798 دقيقة. صنع 11 اصابة، وكانت له 316 محاولة للتسجيل، وبلغت نسبة نجاحه في التمريرات 77,95 في المئة.
اما رونالدو الذي اختير بين الثلاثة الاوائل في تصويت العام الماضي فيقول: "اعلم بأن المسؤوليات ستكون ملقاة على عاتقي دائماً لكن لن اسمح للضغوط بالنيل مني. بإمكان اللاعب التطور دائما ومن كل النواحي. لا استثني اي جانب لأني اعتقد ان الأهم هو تقديم الاداء الجيد على الدوام".
من جانبه، صُبِغ موسم برشلونة وميسي على حد سواء بالخسارة المذلة امام بايرن ميونيخ (0-7) في الدور نصف النهائي لدوري الابطال، ومع ذلك دخل "البرغوث" بقوة خط الصراع على لقب افضل لاعب في "القارة العجوز".
سجل ميسي 46 اصابة في 32 مباراة ضمن الدوري الاسباني، بينها رباعية في مرمى اوساسونا ليساهم في تتويج برشلونة باللقب للمرة الـ 22 في تاريخه، كما استعاد لقب الهداف (بيتشيتشي).
ثنائية في مرمى ميلان الايطالي (4-0) في اياب دور الـ16 من دوري الابطال، كانت حاسمة لان برشلونة كان متخلفا 0-1 في جولة الذهاب.
سجل 8 اصابات في المسابقة الأوروبية الأم محتلاً المركز الثالث بالمشاركة على لائحة هدافيها.
خاض بين الـ"ليغا" و"تشامبيونز ليغ" 43 مباراة (31 فوزاً و7 تعادلات و5 هزائم) سجل فيها 54 اصابة خلال 3443 دقيقة.
صنع 14 اصابة وكانت له 204 محاولات على المرمى وبلغت نسبة نجاح تمريراته 86,2 في المئة.
وقال تيتو فيلانوفا مدربه السابق في الفريق الكاتالوني: "لا اعتقد اننا سنرى لاعباً مثله مجدداً. ليس الموضوع مرتبطاً فقط بقدراته الهجومية، أو بنسبة تسجيله أو بنظرته الثاقبة الى الملعب. انه نجم عالمي يجمع كل هذه الميزات، ويدرك ان أهمية الجانب الدفاعي في اللعبة تعادل أهمية الجانب الهجومي".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق