الاخبار

الاثنين، 7 أبريل 2014

مليون مباراة ... دورتموند


8 ابريل/نيسان 2014
(منشور في جريدة "الراي" الكويتية)






 
كتب: سهيل الحويك


فرض فريق بوروسيا دورتموند الالماني نفسه رقماً صعباً في معادلة كرة القدم الاوروبية في السنوات القليلة الماضية بعد نجاحه في «العيش» رغم اضطراره لعبور حقول ألغام سيراً على الاقدام في وقت اعتاد فيه غيره تجاوزها جوّاً بقوة الملايين.
لم يكن في وارد احد ان يخوض هذا الفريق نهائي دوري ابطال اوروبا 2013، وربما كان من المستبعد حتى ان يتجاوز ريال مدريد الاسباني في الدور نصف النهائي من المسابقة العريقة.
كان «الملكي» - كما في كل موسم - يعيش احلام «العاشرة» معزَّزاً بطائفة من اللاعبين البارزين يأتي في مقدمهم البرتغالي طيب الذكر كريستيانو رونالدو. كان يمتلك «كل شيء» لولوج ذاك النهائي الذي لم يطأ عتبته منذ تتويجه الأخير العام 2002 على حساب باير ليفركوزن الالماني.
اكتفى دورتموند بالشجاعة وبمدرب مجنون لـ«دحر» ريال مدريد وولوج «نهائي ويمبلي» قبل الخسارة الشهيرة امام مواطنه بايرن ميونيخ 1-2.
لا يختلف اثنان على ان دورتموند عقّد «الملكي» في الموسم الماضي. هزمه وتعادل معه في الدور الاول، ثم سحقه 4-1 في «سيغنال ايدونا بارك»، قبل ان يخسر امامه صفر- 2 في «سانتياغو برنابيه» ويتأهل إلى المباراة النهائية رغم ذلك.
لم يكن انتصار «الملكي» اياباً سوى «فشّة خلق»، وهو ما اعترفت به صحافة مدريد التي اثنت على الفريق الالماني واكدت احقيته بخوض النهائي.
شاءت القرعة ان تضع الفريقين وجهاً لوجه في ربع نهائي النسخة الحالية، ففاز ريال 3 -صفر ذهاباً على ارضه وهو يستعد اليوم لمباراة العودة في دورتموند.
حظوظ الفريق الالماني متدنيّة رغم التصريحات المحفزة لكل من المدرب يورغن كلوب والنجم ماركو رويس.
سيتأهل ريال... مبدئياً، لكن «دورتموند اليوم» ليس «دورتموند 2013»، فهو افتقد ذهاباً الى سبعة من ابرز عناصره لا سيما صاحب رباعية الموسم الماضي «التي لن تُنسى» البولندي روبرت ليفاندوفسكي، فضلاً عن «المحنك» ايلكاي غوندوغان ومارسيل شميلتسر وسفن بندر وغيرهم.
عودة «ليفا» اليوم بعد ايقافه ذهاباً لا تعني بالضرورة أن التاريخ سيعيد نفسه وبأن دورتموند سينتصر حكماً برباعية البولندي.
بعض الامور «الجميلة» لا يُستحب ان تتكرر كي لا تفقد بريقها «الاصلي».
كُتُب التاريخ لن تنسى رباعية ليفاندوفسكي. كُتُب التاريخ ستنسى ان دورتموند افتقد الى اكثر من نصف عديده هذا الموسم امام «الملكي».
ستفرح مدريد الليلة، لكن «عدم قناعة» ستفرض نفسها لدى كثيرين بأن التأهل جاء غير مكتمل اركان الثأر الذي اراده المدريديون انفسهم من فريق صغير حفر بأظافره مجداً لا يمكن ان تزيله مباراة، مباراتان... او حتى مليون مباراة.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق