الاخبار

الأربعاء، 23 أبريل 2014

البقاء للأقوى






كتب: سهيل الحويك

تنتمي مباراة ريال مدريد الاسباني وبايرن ميونيخ الالماني الليلة في جولة الذهاب من الدور نصف النهائي لمسابقة دوري ابطال اوروبا الى نوعية المواجهات التي تلتصق التصاقاً وثيقاً بروحية كرة القدم.
مباريات الفريقين تسمو باللعبة الاكثر شعبية الى المستوى الاعلى من الحماس والترقب.
ليس بالسهل خروج "الملكي" من البطولة الأحب الى قلبه، هو من يحمل الرقم القياسي في عدد مرات التتويج بها (9 مرات)، وليس من المقبول بالنسبة الى "البافاري" ان يُقصى من المسابقة في زمن يُعتبر فيه اقوى فريق في العالم.
لا شك في ان الموقعة تمثل مفترق طرق في تاريخ ريال مدريد الذي اشتاقت جماهيره الى رؤيته ينشط في المباراة النهائية للبطولة القارية الغائب عنها منذ عام 2002 عندما توج على حساب باير ليفركوزن الالماني (2-1).
في المقابل، اعتاد النهائي على وجود البايرن، ففي 2010 خسر الفريق امام انترميلان الايطالي 0-2، ثم سقط في 2012 على ارضه امام تشلسي الانكليزي بركلات الترجيح، قبل ان يحزم امره ويتوج باللقب للمرة الخامسة في تاريخه في 2013 على حساب مواطنه بوروسيا دورتموند 2-1.
الفريقان مطالبان بولوج النهائي، ولذلك ستكون مواجهة الليلة محفوفة بالحذر وعدم المخاطرة.
ريال مدريد يسعى الى تجاوز عقدة "العاشرة" التي لازمته منذ سنوات، فيما يرنو البايرن الى اثبات نفسه "ملك" هذا الزمان من خلال الاحتفاظ باللقب للمرة الاولى منذ انجاز ميلان الايطالي في 1989 و1990.
وبغض النظر عمّن يشارك اليوم من لاعبين، فإن اللقاء سيجمع بين عملاقين، كما انه سيمر بأعصاب مشدودة، ليس فقط بالنسبة الى جماهير الناديين، بل الى كل عاشق للعبة.
الضغوطات ستكون كبيرة للغاية على كل من مدربَي الفريقين.
الايطالي كارلو انشيلوتي أدرك منذ وصوله الى "سانتياغو برنابيه" قادماً من باريس سان جرمان الفرنسي بأن دوري ابطال اوروبا يمثل اللقب المطلوب منه اعادته الى خزائن الفريق المدريدي.
صحيح انه اسقط برشلونة في نهائي مسابقة كأس الملك (2-1) قبل ايام بيد ان ذلك لا يكفي خصوصا ان لقب الدوري المحلي ليس في متناوله كون اتلتيكو مدريد يتصدر الترتيب ويبدو قاب قوسين او ادنى من التتويج به للمرة الاولى منذ 1996.
في المقابل، يجد الاسباني جوسيب غوارديولا، مدرب بايرن ميونيخ، نفسه تحت ضغط وجوب تكرار الثلاثية التي حققها سلفه يوب هاينكيس في الموسم المنصرم.
"بيب" حقق "ثلث" ما هو مطلوب منه حتى الآن وتمثل باحتفاظ البافاري بلقب بطل الدوري قبل سبع جولات على الختام، وبات على مشارف احراز "الثلثين" اذ بلغ نهائي الكأس المحلية حيث سيكون مدعوا الى مواجهة غريمه دورتموند في النهائي.

صحيح ان مجلس ادارة بايرن سيصبر على غوارديولا في حال فشله في الاحتفاظ باللقب القاري في الموسم الراهن، بيد ان المدرب يجد نفسه في مواجهة مع نفسه اليوم، خصوصا انه يمتلك تشكيلة كاملة متكاملة ودكة احتياط قد تكون الافضل في اوروبا على الاطلاق.
بالتأكيد لن يكون "بيب" محل ترحيب اليوم في "سانتياغو برنابيه" نظراً الى الفترة التي قاد فيها برشلونة وحقق خلالها نتائج جارحة بحق ريال مدريد.
هي ساعات قليلة تفصلنا عن تلك الموقعة المرتقبة. اصعب ما فيها هو الانتظار.
مواجهة تمثل المعاني الحقيقية لكرة القدم خصوصا ان اجماعاً فرض نفسه بوجوب التقاء الفريقين في النهائي.
يبدو "الملكي" متحفزاً لتعويض ما فات، وهو يسعى الى استكمال الاطاحة بالفرق الالمانية بعد تخطيه شالكه في الدور الثاني وبوروسيا دورتموند في ربع النهائي.
في المقابل، يُخشى على بايرن من تراجع المستوى الذي لحق به بعد حسمه لقب الدوري، لكن "بيب" يبقى واثقاً خصوصاً انه بارع في تحفيز اللاعبين، وهو ما أتقنه خلال تواجده في برشلونة، كما انه يدرك بأن ثمة مباراة اياب في 29 نيسان/ابريل الحالي قد يستغلها لحسم التأهل.
ما زالت جماهير ريال تستعيد بغصة ذكريات الدور نصف النهائي امام بايرن في 2012 عندما انتهت جولة الذهاب بفوز الفريق البافاري 2-1 في ميونيخ والاياب بانتصار "الملكي" 2-1 قبل ان يفوز الالمان بركلات الترجيح.
حلّ اليوم الكبير عندما يختلط العرق بالدماء على مستطيل أخضر.
هي "قمة العالم" دون جدال ... تفوح منها روائح الثأر والرغبة والارادة. هي محطة في طريق الوصول الى "نهائي لشبونة".
طبول المعركة قُرعت ... والبقاء للاقوى.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق