الاخبار

السبت، 5 أبريل 2014

ثلاث دقائق تمنّاها مورينيو خارج "زمنه الجديد"

 23 كانون الاول/ديسمبر 2013





 كتب: سهيل الحويك


عاد البرتغالي جوزيه مورينيو الى تولي دفة القيادة الفنية في نادي تشلسي الانكليزي لكرة القدم بعد مرور ناجح بإنترناسيونالي ميلانو وثلاث سنوات من المشاكل "المتنوعة" في ريال مدريد الاسباني.
بدا "مو" وكأنه يعود الى مكانه الطبيعي، اي الى حيث يحظى باحترام وخصوصاً حب الجماهير وثقتها العمياء به.
رحيله عن "ستامفورد بريدج" عام 2007 بعد خلاف حاد مع مالك النادي، الملياردير الروسي رومان ابراموفيتش، جرى تجاوزه من خلال منحه الصلاحيات المطلقة مع بداية ولايته الثانية مطلع الموسم الراهن.
يعيش تشلسي حالة من البحث المستمر عن هوية منذ وصول مورينيو، فهو تارة يحظى بثقة متابعيه وطوراً يتحول فريقاً عادياً غير قادر على الثبات في مستوى، ولذا كان بحاجة ماسة تحت قيادة "ذي سبيشال ون" الى تحديد مقدار قوته، ليس في نهاية الموسم بل منذ البداية، وذلك عندما دعي الـ"بلوز" الى مواجهة بايرن ميونيخ الالماني في ستاد "ايدين بارك" بالعاصمة التشيكية براغ في 30 آب 2013 على "السوبر كأس" الأوروبية.
كان بايرن، حامل لقب دوري ابطال أوروبا، مرشحا للتغلب على تشلسي بطل مسابقة "اوروبا ليغ" (كأس الاتحاد الاوروبي سابقاً)، بيد ان الاسباني فرناندو توريس وضع "الزرق" في المقدمة عند الدقيقة الثامنة، قبل ان يعادل الفرنسي فرانك ريبيري الارقام بعد دقيقتين على انطلاق الشوط الثاني لتنتهي المباراة بنتيجة 1-1.
عاد تشلسي للتقدم مرة اخرى في الدقيقة 93 من الشوط الاضافي الاول بإصابة من البلجيكي ايدين هازارد، وبدا النادي اللندني على بعد خطوة من منصة التتويج للمرة الاولى تحت قيادة "مورينيو العائد"، لكن الدقيقة الاولى من الوقت المحتسب بدل ضائع من الشوط الاضافي الثاني شهد عودة بايرن الى الحياة بإصابة قاتلة حملت توقيع الاسباني خافي مارتينيز ليتجه الفريقان بالتالي الى ضربات الترجيح التي ابتسمت للفريق البافاري 5-4، بعدما عبست في وجهه امام الخصم ذاته عام 2012 في نهائي دوري ابطال أوروبا على ستاد "اليانز أرينا" في ميونيخ.
انكسار مورينيو في تلك المباراة شكل اسوأ بداية للمدرب الفذّ، وهو سيتذكر طويلاً الدقيقة 121 التي شهدت ولوج الكرة مرمى حارسه التشيكي "المقنّع" بيتر تشيك، بيد ان المصادفة ارادت للمدرب البرتغالي ان يتذوق مجدداً من الكأس المرّة يوم الثلثاء الماضي في المباراة امام سندرلاند ضمن الدور ربع النهائي من بطولة كأس رابطة النوادي الانكليزية المحترفة.
هذه المرة كان تشلسي مرشحا للفوز وتأكد ذلك وإن متأخراً في الدقيقة 46، عندما تقدم بإصابة لي كاترمول الذي هز شباك الفريق المضيف عن طريق الخطأ في مرماه وبضغط من فرانك لامبارد.
استعدّ مورينيو للاحتفال ببلوغ الدور نصف النهائي من المسابقة التي شكلت باكورة القابه مع تشلسي في "العهد القديم"، والتمسك بالاستمرار في حروبه على الجبهات الاربع المتاحة (الدوري الممتاز وكأس الاتحاد الانكليزي وكأس الرابطة ودوري ابطال اوروبا،) بيد ان الدقيقة 89 اعلنت عودة المباراة الى نقطة الصفر بإحراز الايطالي فابيو بوريني اصابة التعادل فارضاً بالتالي شوطين اضافيين.
انتهى الشوط الاضافي الاول دون تغيير في النتيجة، واقترب الثاني بالمباراة من ضربات الترجيح التي لا يستسيغها مورينيو، غير ان الكوري الجنوبي سونغ يونغ - كي فرض نفسه نجماً للقاء، من خلال هز شباك الـ"بلوز" قبل دقيقة واحدة على النهاية.
ذكرى "بايرن- تشلسي" السيئة عاودت مورينيو مرتين امام سندرلاند: في الدقيقة 89 وفي الدقيقة 119، وحرمت المدرب البرتغالي في الاولى لقباً قارياً عزيزاً، وفي الثانية الاستمرار في المنافسة على لقب محلي.
خسر مورينيو الكثير في هاتين المناسبتين، ليس فقط على مستوى النتيجة بل لجهة فشله في فرض زعامة فورية كانت في المتناول، وفي غرس ثقافة الانتصار والتتويج لدى مجموعة اللاعبين التي يمتلكها على رغم أنه عمل كثيرا على الجانب الذهني لدى هؤلاء الا ان "الرسالة لم تصل" ... على ما يبدو.
يتحمل اللاعبون جزءاً كبيراً من مسؤولية النكستين اللتين خدشتا عودة مورينيو الى معقله في صميمها وذلك في ظرف ثلاث دقائق توزعت على مباراتين فقط، الا ان تأثيرهما قد يمتد الى الجبهات الاخرى، في وقت قال المدرب إنه "من غير المقبول انهاء الموسم الراهن دون لقب واحد على الاقل".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق